
تحولت قضية الراهبتين الموقوفتين امس واليوم الى حدث شغل الرأي العام اللبناني عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وما زاد من غموض الامر تضارب المعلومات في الملف ووجود روايتين متناقضتين بين القضاء وجمعية “رسالة حياة”. كما فتحت القضية الباب على مصراعيه في ملف الإتجار بالاطفال وخصوصاً في هذه الجمعية المذكورة بالاضافة الى معطيات قضائية نشرتها احدى الصحف المحلية اليوم.
وفي الوقائع، أطلق سراح الراهبتين بعد توقيفهما ليل امس في مخفر الدرك في الجديدة – المتن، لاتهامهما بالامتناع عن “تنفيذ قرار قضائي بتسليم اطفال تنتهك كرامتهم الى القوى الامنية”، بناء على اشارة النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان.
القضاء
وفي الرواية القضائية المروية في الصحيفة اليوم، ان المحامية العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية نازك الخطيب أصدرت قرارا بتوقيف راهبتين بينهما رئيسة جمعية، امتنعتا عن تنفيذ قرار قضائي بتسليم أطفال تُنتهك كرامتهم، للقوى الأمنية. الراهبة المعارضة للقرار تسلّحت بحماية بكركي لها، رافضة تسليم الأطفال إلا بطلب من «غبطة البطريرك» شخصياً. وتحدّت القضاء والقوى الأمنية بأنّها لن تُسلّم الأطفال حتى لو سُجِنت.
وأفردت القاضية القاضية الناظرة في جنح الأحداث في بعبدا جويل أبو حيدر صفحات قرارها لتدوين فظائع تُرتكب داخل الجمعية المذكورة: من إطعام الأطفال منتجات منتهية الصلاحية، مروراً بدفعهم إلى مشاهدة أفلام إباحية، وصولاً إلى التحرّش بهم والاعتداء عليهم وتهديدهم! هذا ما أدلى به الأطفال المطلوب حمايتهم لقاضية الأحداث.
إقرأ ايضاً: القصة الكاملة لإختلاسات مستشفى صيدا.. هل يصل القضاء إلى نتيجة؟
وقد دُعّمت إفاداتهم بصور تثبت ما يقولونه في ما يتعلّق بالطعام. ليس هذا فحسب، فقد وردت في القرار معلومات عن ضغط شديد من الراهبات على الأطفال لمنعهم من فضح تصرفات أحد الرهبان في الجمعية، فيما تحدّثت مصادر عن تدخلات من مرجع سياسي وآخر ديني للفلفلة القضية. وقد عزز رفض الجمعية استقبال المندوبين الاجتماعيين للاستماع إلى القاصرين أكثر من مرة، اقتناع المحكمة حيال ما يجري من تصرفات مشبوهة داخلها.
تبديل أطفال
هذا إضافة إلى إفادة إحدى مندوبات حماية الأحداث التي تحدثت عن «تبديل أطفال»، علماً بأنّ هذا التحقيق الذي فُتح، ترافق مع المعلومات المتداولة والإخبارات المقدمة إلى النيابة العامة التمييزية عن بيع أطفال مقابل مبالغ مالية تختلف تبعاً للون الطفل. إذ تصل المبالغ إلى ٣٠ ألف دولار للطفل الأشقر و١٥ ألف دولار للطفل الأسمر. دهم عناصر قوى الأمن الداخلي مركز الجمعية أمس لإنفاذ قرار القاضية أبو حيدر لم يمر مرور الكرام. إذ اوردت الصحيفة أن تدخّلات «عالية المستوى» جرت للحؤول دون تنفيذ القرار، منعاً لتسليم الأطفال إلى جمعيات أخرى أو إلى عائلاتهم، كما توقيف الراهبة، إلا أنّ القاضية نازك الخطيب أصرّت على إنفاذ القرار القضائي وتسلّم الطفلين اللذين رفضت الراهبة تسليمهما.
توضيح الجمعية
ولاحقاً أوضحت المسؤولة الإعلامية في جماعة “رسالة حياة” الأخت جويا صوما لقناة lbc ان كل ما يتداول ليس دقيقاً وان الراهبة المسؤولة ستوضح كل الملابسات في مؤتمر صحافي. وأكدت صحة ان الجمعية رفضت تسليم الرضيعين لوجود قرار كنسي لكنها سلمت 5 اخرين. واشارت الى استغرابها نشر القضاء كل التقرير او نص القرار الذي لديه في الاعلام.
إستجواب الرهبتين
ولاحقاً وضع مدّعي عام التمييز القاضي غسان عويدات يده على ملف الجمعية، واستدعى الراهبتين، للتحقيق معهما في المباحث المركزيّة في بيروت بعد ظهر اليوم.