يشهد لبنان تأزما سياسيا ينعكس جمودا في الملف الحكومي، اذ تراوح الأزمة مكانها بفعل انعدام التوافق بين القوى السياسية حول التكليف والتشكيل، في ظل وضع اقتصادي ضاغط وتوتر في الشارع مع استمرار الانتفاضة الشعبية في مختلف المناطق.
وبينما يرفض الثنائي الشيعي والفريق العوني تشكيل حكومة اختصاصيين متجاهلا بذلك مطالب الشارع الذي يغلي منذ 17 تشرين الأول، نقلت “الشرق الاوسط” عن السفير الأميركي السابق لدى لبنان جيفري فيلتمان قوله “ان سمعة “حزب الله” تآكلت خلال المظاهرات التي يشهدها لبنان”. واعتبر “ان الحزب لم يعد نظيفاً لأنه أصبح جزءاً من المشكلة السياسية في البلد”.
وتحدث الدبلوماسي الأميركي السابق عن الأمين العام للحزب حسن نصرالله “لقد رأينا واستمعنا إلى خطابات نصرالله، أربع خطابات طالب فيها المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم لكنهم لم يعودوا، وعندما طلب من الشيعة مغادرة الطرقات، بعضهم استمع إليه لكن كثيراً منهم لم يعيروه أي اهتمام، وهذا أمر لم يشهده لبنان من قبل”. وقال فيلتمان “ان تغلغل الحزب في المؤسسات السياسية اللبنانية أدى إلى فقدانه شرعيته السابقة في الشارع اللبناني”.
وقال فيلتمان “ان محاولة “حزب الله” التشكيك بالمتظاهرين ونياتهم قوّضت السمعة التي عمل عليها سنين طويلة. وأصبح اليوم مثل بقية الأحزاب السياسية في لبنان التي فقدت مصداقيتها مع الشعب”.
اقرأ ايضاً: «حزب الله» يتهم أميركا بعرقلة تشكيل الحكومة.. قاسم: فليتركونا حتى نتفاهم!
ووصف المظاهرات بالملهمة، معتبراً “انها مختلفة عن مظاهرات الرابع عشر من آذار 2005 التي تم تسييسها بحسب قوله”. اضاف “ان المظاهرات الحالية أسبابها إنسانية ومعيشية بحتة، من هنا تنبع قوتها، وشدد “هذا تحرك لبناني بحت ولا يجب أن يأخذه أحد من يد اللبنانيين”.
ودعا فيلتمان اللبنانيين ووسائل الإعلام اللبنانية إلى “قراءة إفادته التي أدلى بها أمام الكونغرس يوم الثلاثاء كاملة، وتابع أن على اللبنانيين أن يتذكروا أن السياسة الأميركية مهمة، لأن الولايات المتحدة تستطيع أن تساعد لبنان لإنهاضه من أزمته الاقتصادية”.
وكانت تصريحات فيلتمان أثارت ردود فعل شاجبة في لبنان، واتهمه البعض بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية.
وكان فيلتمان شدد خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا الفرعية في مجلس النواب الثلاثاء على أن من مصلحة الولايات المتحدة الاستمرار بدعم الجيش اللبناني، وقال في الجلسة ان أكثرية اللبنانيين فقدوا الثقة بـ”حزب الله” وهناك غضب عارم بحق وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل لأنه وفّر الغطاء المسيحي لـ”حزب الله”.
وهو ما دفع بـ “حزب الله” الردّ على لسان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يوم أمس الجمعة، اذ قال في حديث لـ”رويترز” ان المعرقل الأول في تشكيل الحكومة هو أميركا لأنها تريد حكومة على شاكلتها ونحن نريد حكومة على شاكلة الشعب اللبناني وحاجات الشعب اللبناني”، مشيرا ان “أميركا تتحرك في الخفاء وتفرض شروطها وتسعى إلى أن تكون النتائج لمصالحها، وهذا ما يجعل الأزمة تأخذ وقتاً إلى حين يئس الأطراف الخارجية من إمكانية تحقيق ما يريدون””.