«شعب السفارات».. طوبى لكم!

ساحة الشهداء

لم أدر ان السفارات قادرة على توحيد اللبنانيين، ولها تلك القدرة أن تحركهم  على امتداد الوطن وفي المهجر وبلاد الاغتراب .. كم قوية وفاعلة ومؤثرة هذه السفارات؟ لم أعلم ان تلك السفارات قادرة على صهرهم  في وحدة وطنية تجلت بأبهى حللها، فرفعوا علم بلادهم المفدى وأنشدوا النشيد الوطني، بعدما زرعوا التفرقة والحقد بين هذا الشعب، ومزقوا العلم اللبناني فيما مضى لم أعلم أن السفارات قادرة على توفير الحرية للشباب والصبايا والطلاب ، والكبار والصغار للتعبير عن رأيهم،  بعدما كان البعض منهم يتم استدعاؤه للتحقيق من جراء بوست أو موقف على الفايسبوك والتويتير.. وأن تجعل هذه (السفارات ) الناس تتحدى الخوف وتتخطى حواجز الرعب والطائفية والمناطقية، لم أعلم ان طرابلس مدينة السلام والحب والفرح ، لا مدينة التطرف والتعصب لولا السفارات، بعدما جرى تصويرها انها (قندهار) ..

اقرأ ايضاً: ٢٢ تشرين الثاني.. نموذج لثوار العالم

شكراً للسفارات التي جمعت اللبنانيين بعدما فرقهم البعض، وجعلتنا نكتشف مدى ثفافة شباببنا وصبايانا ونسائنا ، هذه السفارات جعلتنا لاول مرة نحس بطعم عيد الاستقلال وانه ليس مجرد عرض رمزي روتيني يتكرر في كل سنة ، في كل مرة تقدم لنا هذه الثورة اشياء جميلة وراقية، فهل كل ذلك بفضل السفارات؟ لم أدرك ان (شعب السفارات) مسالم وثورته سلمية، ورغم تعرضه للضرب والاهانات استمر في سلميته وتسامحه… فوجئت بأن ( جماعة السفارات) من الجماعات التي تحب الحياة ، وكسرت نمطية الثورات، من خلال التعبير عن أوجاعها بالغناء والاناشيد  الوطنية، (جماعة السفارات) أظهروا مدى رقيهم ومدى محافطتهم على البيئة ، فتجدهم يجمعون النفايات في كل صباح من ساحات الاحتفالات والاعتصامات، وفي بعض الساحات وعملوا على تدوير هذه النفايات ، بينما أنتم لم تقدموا لشعبكم الا أكوام الزبالة التي انتشرت في أحياء بيروت ، ووصلت  روائحها  الى قبرص، لم أعلم انه وبسبب السفارات ستفتح ملفات الفاسدين، ويتحرك القضاء  لاستدعاء ومحاسبة بعض المشبوهين!

ما أروعهم (جماعة السفارات)  بخطابهم الوطني ومطالبهم  التي تسابقتم جميعكم تدعون انها في الاساس من مطالبكم، صارت  مطالبة  الناس بالحقوق الاجتماعية والمطلبية ومحاسبة الفاسدين والمطالبة  بحكومة تكنوقراط ومنتجة، وبقانون انتخابي جديد يحقق عدالة التمثيل الوطني تهمة أو خيانة عظمى ؟ وكأنه يجب على المواطن أن يظل مطأطىء الرأس خانعاً لكم …هؤلاء الناس أبناء شعبكم الموجوع لا( أبناء السفارات)، هؤلاء أخوة وأهل  الذين سبق وأن هجرتوهم وأذليتوهم فوقفوا صفوفاً امام السفارات للهجرة والرحيل بسببكم ،هؤلاء الذين يطالبون برغيف الخبز، وبمستقبل نظيف ومشرق لأبنائهم، ما تباهوا انهم يتلقون الدعم من السفارات بل تفاخروا بانتمائهم الى الارض، والى وطن مازالوا منذ شهر وأكثر يغنون ويهتفون له، ويناضلون من أجله ومن أجل المساكين والفقراء والكادحين فيه، حتى يكون وطناً حقيقياً لجميع أبنائه. 

السابق
٢٢ تشرين الثاني.. نموذج لثوار العالم 
التالي
بعد تخطي الدولار عتبة الـ 2000 ليرة.. الاحتجاجات تستهدف محلات الصيرفة!