
شعار : ” الوحدة الشيعية أولاً ” والذي أطلقه سماحة الشيخ ابراهيم العاملي على أثر الحرب الدامية التي وقعت بين شيعة لبنان – بين حزب الله وحركة أمل تحديداً – سنة 1988 ميلادية، أن يكون هذا الشعار منطلقاً لوحدة شيعة لبنان والعراق وإيران واليمن ودول الخليج والعالم ولوقف حمام الدماء الذي يجتاح بلاد الشيعة خصوصاً والمسلمين عموماً في أيامنا العصيبة الصعبة.
وتأمَّل سماحته أن تكون : ” الوحدة الشيعية أولاً ” على الرؤى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية باباً لشعار : ” الوحدة الإسلامية ثانياً ” ، وشعار : ” الوحدة الإسلامية المسيحية ثالثاً “، والوحدة العربية رابعاً … وأن يسبق كل هذه الشعارات شعار : ” الوحدة الإنسانية والوطنية ” الذي يحتاج إلى القيادات الواعية لخطورة المرحلة والتي تكاد تكون معدومة في وقتنا الراهن .
ففي لبنان مثلاً بعد الإمام المجاهد الأكبر القائد المغيب السيد موسى الصدر، وبعد الإمام الفقيه المفكر الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين تُعاني الساحة اللبنانية من غياب خطاب لغة العقل والتعقل والرَّويَّة والهدوء وتنتشر الخطابات الغرائزية والتحريضية والحماسية التي تزيد من فوران وتوتر الشارع اللبناني في الساحات وعبر التظاهرات والاحتجاجات التي تعم مختلف مناطق البلاد وتسود الفوضى في هذا المجال التي يساهم الإعلام الموجه بالقسط الأوفر منها.
فلا يوجد عند القادة المتصدين للشأن العام – إجمالاً – القدرة الفكرية والذهنية على مخاطبة الناس على قدر عقولهم للتأثير والإقناع بحيث يمكن تجنيب البلاد الويلات ، فالإمامين الصدر وشمس الدين – كنموذجين حيين – كان أعداؤهما يخشيان اللقاء بهما لئلا يتحول هؤلاء الأعداء إلى أصدقاء ، فلغة الإقناع تكاد تكون مفقودة عند قيادات الساحة الحاليين، وهذه واحدة من مآسي ذكرى المولد النبوي الشريف في المرحلة الراهنة!
