الفساد ينخر محمية «الريجي».. توظيف المئات وهدر بالمليارات!

الريجي

منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في لبنان، يجري يومياً تعداد لمجمل المؤسسات العامة المشهورة بفسادها كمؤسسة كهرباء لبنان والجمارك والمرفأ وغيرها.

غير أن مؤسسة إدارة حصر التبغ والتنباك (الريجي) لم يأت أحد على ذكرها بعد، رغم أنها “الدجاجة التي تبيض ذهباً”، وهي الشركة العامة التي لم تحدد هويتها القانونية بعد منذ 25 عاماً تاريخ استردادها من قبل الدولة من الشركة المستثمرة.

وبعد توزيع الادارات حصصا على الطوائف، أصبحت ادارة الريجي من نصيب الطائفة الشيعية، فتم تعيين المهندس ناصيف سقلاوي المقرب من حركة أمل مديرا عاما لها.

مصدر مطّلع على شؤون “الريجي” كشف لموقع “جنوبية” عن شكل وأوجه الفساد بها وفصلها على إدارياُ و مالياً.

فساد إداري “على المكشوف” في «الريجي»

أكد في شق الفساد الإداري ان “أعضاء لجنة الإدارة الأربعة يتقاضون مبالغ ضخمة (12 مليون ل.ل. شهرياً وعلى 18.5 شهراً في السنة مع تعويضات أخرى). وأشار إلى أنه منذ العام 1993 وحتى اليوم لم يعين في الملاك أي موظف وفقاً لما ينص عليه النظام (إعلان عن مركز شاغر، تقديم طلبات ومستندات وإفادات صحية، بت بالطلبات وتعيين موعد للمباراة…)، باستثناء حالتين فرضهما الرئيس فؤاد السنيورة لحوالى 15 موظفاً يوم كان وزيراً للمالية”. 

وأضاف “أما التعيينات الباقية وبالمئات فكانت عن طريق “التهريب” حيث يؤتى بمن يراد توظيفهم كمؤقتين أو للإستعانة بهم لعمل معيّن، وأكثرهم من الفاشلين علمياً، ويجري التمديد لهم تباعاً، ثم يجري تثبيتهم مع مفعول رجعي”.

إقرأ أيضاً: للمرة الثانية.. «الريجي» تنال شهادة نظام الجودة العالمية

ولفت في هذا السياق أيضاً إلى أنه “منذ العام 2013 وبحجة تثبيت جميع المؤقتين جرى إضافة 300 موظفاً جميعهم فائضون على الهيكلية التي أصبحت 1000 موظف بينما الهيكلية هي 650 فقط”.

وكشف عن كيفية الموافقة على هذه العملية الفاضحة دون اعتراض أحد، وذلك بعد ان تم توظيف العشرات من انصار وزير المال محمد الصفدي، ومن أقارب مفوض الحكومة في الريجي، وابن وبعض أقارب المراقب المالي، والباقون لحاشية المدير العام وأبناء وبنات بعض مسؤولي الإدارة الذين سبق لهم أن عيّنوا بطريقة التهريب نفسها”.

هدر بالمليارات في «الريجي»

أما في الفساد المالي فكشف المصدر عن “هدر حوالى 8 مليارات دفعها للأجراء المصروفين خلال 10 سنوات، وسيزداد هذا المبلغ لمن سيصرف في السنوات المقبلة. وهدر يتعدى 15 مليار ليرة سنوياً للفائضين الـ300 عن الهيكلية الذين عيّنوا، علماً أن معدل الأجر الشهري لعديد الإدارة الذي أصبح 1000 موظف يتعدى أربعة ملايين ل.ل. بمن فيهم عدد كبير من العمال والعاملات”.

وتابع”: وكذلك 5 ملايين ليرة تدفع شهرياً لمفوض الحكومة والمراقب المالي علاوة على مخصصاتهما الشهرية الرسمية، والغاية من ذلك ضمان موافقتهما وسكوتهما عن كل ما يجري من هدر ومخالفات تكاد تكون يومية. و 10 ملايين ليرة تدفع شهرياً لأمينة سر المدير العام وزوجها. علماً أن أختها وابنها كانا ضمن التعيينات الأخيرة”.

وخلص إلى أنه بذلك “أصبح المدير العام ولجنة الإدارة يتقاضون سنوياً (قياساً على أرقام 2015 ما يلي زيادة على أجورهم: نحو 280 مليون ليرة يتقاسمها المدير العام مع اللجان التي تشتري محصول التبغ، نحو 165 مليون ليرة يتقاسمها المدير العام مع أعضاء لجنة الإدارة بعد بيع محصول التبغ بخسارة، وما يقارب 300 مليون ليرة لبنانية يتقاسمها المدير العام مع أعضاء لجنة الإدارة وهي نسبة مئوية من صافي أرباح الإدارة.

السابق
بالفيديو.. عائلة الشهيد العطار في طرابلس: «كلنا اولادك يا ابو حسين»
التالي
حملة تبرعات لاطفال الشهيد ابو فخر.. والـ «AUB» تتكفل بتعليمهم