
والمهم في الأمر أن هذه المنظومة الصاروخية الإيرانية الجديدة قادرة على منع الطائرات الحربية النفاثة المتقدمة وطائرات الاستطلاع بدون طيار ومختلف الصواريخ البعيدة المدى من دخول الأجواء الإيرانية، وهذا التفوق النوعي في التقنيات الحربية عند إيران يأتي في ظل سباق التسلح في المنطقة ويأتي بالرغم من الحصار الاقتصادي الخانق الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائها! وقد تمكنت إيران من إثبات هشاشه التقنية الاستخباراتية الأمريكية من خلال إسقاط طائرتي الاستطلاع الأمريكيتين الأولى في مداها الجوي قبل شهر تقريباً والثانية في المدى الجوي اليمني بالأمس.
اقرأ أيضاً: فائض القوة عند حزب الله والمخاطر التي تواجهه
وأمام كل هذه التطورات التسليحية في المنطقة نتطلع إلى حزب الله والمقاومة في لبنان والحلفاء، وإلى قدرات الدولة اللبنانية التسليحية التي تعتمد على الهبات العسكرية البسيطة الأمريكية والأوروپية والتي قد لا يُسمح لها بامتلاك قدرات تسليحية متفوقة في هذا المجال لأمور لا تخفى. أما قدرات مقاومة حزب الله التسليحية فبالرغم من تقدمها على أكثر من صعيد ولكنها لم تتمكن حتى الآن من منع تحليق طائرات الاستطلاع بدون طيار الإسرائيلية في أجواء لبنان، هذا التحليق شبه اليومي وبالخصوص فوق ضاحية بيروت الجنوبية! فلم تتمكن المقاومة في لبنان من إسقاط هذه الطائرات ومنعها من التحليق بحرية، وإن كان قد سُجِّل من كل قوى المقاومة في لبنان إسقاط واحدة أو اثنين منها أو ثلاثة كحد أقصى من هذه الطائرات في العقود الثلاثة الماضية.
وأما الطائرات الحربية النفاثة المقاتلة فمنذ حرب إسرائيل وسورية والاشتباك الجوي بينهما سنة 1982 لم يتم إسقاط طائرة واحدة منها، نعم لقد تم إسقاط مروحية أو اثنين أو ثلاثة كحد أقصى من الطائرات المروحية الإسرائيلية في العقود الثلاثة الماضية، وهذا لا يمكن احتسابه مؤثراً ومؤشراً إيجابياً في معادلات الحروب المعاصرة.
اقرأ أيضاً: عن أسئلة المواجهة وحساباتها بعد حساب السيد نصر الله لمساحة «دولة إسرائيل» في خطابه الأخير..
فهل ستتمكن المقاومة في لبنان المتمثلة بحزب الله بشكل محوري، هل ستتمكن من امتلاك منظومة صاروخية وقدرات مماثلة تحُدُّ من الخروقات الجوية الإسرائيلية القتالية الحربية والاستطلاعية في ظل تعقيدات نقل وانتقال السلاح التي تشهدها المنطقة؟ سؤال يفرض نفسه على قيادة المقاومة المتحمسة لدخول حربها الفاصلة مع الدولة العبرية ، فهل ستكون الإجابة عنه قريبة ومقنعة؟