لم يحالف الحظ زوار متحف اللوفر الباريسي قبل قرن وبضع سنوات برؤية عمل فني يعد اليوم الأشهر في العالم، حيث فاتتهم فرصة التأمل بتحفة ليوناردو دافنشي، الموناليزا.
هذا الحظ السيء لم يكن نتيجة أعمال ترميم أو صيانة طارئة أو مخططة، ببساطة كان نتيجة عملية سطو غامضة حصلت في مثل يوم أمس الحادي والعشرين من آب/ أغسطس من عام 1911 عندما كان المتحف مغلقاً أمام الزوار.
تفاصيل ما حصل تحولت إلى رواية فلكلورية في إحدى المدن الإيطالية الواقعة على الحدود السويسرية تحمل خفايا قصة ثأر “فني” طريف وغريب، كان لها تداعيات فنية وسياسية عديدة.
هذه المدينة دومينزا هي مسقط رأس اللص فينشينزو بيروجيا.
بحسب سيلفيو بيروجيا حفيد اللص فإن جده قام بهذه العملية انتقاماً من نابليون!! فقد “أراد فعل شيء صادم تجاه حقيقة أن نابليون سرق الكثير من الأعمال الفنية من إيطاليا”.
لكن فعلياً، ليوناردو دافنشي كان قد جلب اللوحة إلى فرنسا حيث قيل إنها بيعت إلى الملك فرانسوا الأول، وأصبحت اللوحة ملكاً له عام 1530.
تضاربت الروايات حول كيفية تهريب بيروجيا، الذي كان يعمل في المتحف، للوحة، وحول رحلة من البحث المضني للسلطات الفرنسية امتدت لعامين، تخللها الكثير من اللغط السياسي والفني.
رحلة البحث انتهت عندما عرض بيروجيا اللوحة للبيع على أحد تجار الفن لاحقاً في فلورنسا وكانت الزلة التي شكلت قفلة الحكاية، قبض عليه وحكم عليه بالسجن لمدة سبعة أشهر.
وقال حينها في دفاعه إن ما قام به عمل وطني.
بالنسبة للبعض بيروجيا بطل، والبيت الذي ولد فيه يحمل لوحة تشير إلى اسمه وشخصه كنوع من التكريم.
بقيت خفايا هذه السرقة رهينة للغموض حتى يومنا هذا، الكثير من التفاصيل المحيطة بما حصل بقيت غير معروفة، كيف استطاع رجل وصف بالـ”بسيط” من خداع الشرطة لعامين؟
هذه القصة تلقى صدى في أذهان العديد من الناس، يقول ريناتو توسي وهو سائح من ميلانو :”أنا متأكد من أن الموناليزا لا تزال هنا في دومينزا، مخبأة تحت طاولة وأن الفرنسيين حصلوا على نسخة منها فقط.. أعرف أن هذا الأمر مجنون بعض الشيء لكنني سأكون سعيدًا إذا كان الأمر كذلك بالفعل”.
اليوم، بعد أكثر من مئة عام، لم يبق أي سبيل لمعرفة الحقيقة، وحدها عيون السيدة جوكوندا التي تتابع ملايين السياح الذين يزورنها سنوياً تحمل سر السرقة التي ساهمت بتحويلها لواحدة من أهم وأشهر الأعمال الفنية في التاريخ.
اقرأ أيضاً: 120 عاماً على ولادة «ألفريد هيتشكوك» ملك أفلام الرعب