لا تعدّ المرحلة السياسية الراهنة، هي الأفضل في مسيرة النائب في كتلة “الوفاء للمقاومة” نواف الموسوي، وهو العائد حديثاً من تجميد عضويته في مجلس النواب، وذلك بناءً على قرار حزبي اتخذه بحقّه على خلفية تصريحاته التي أدلى فيها سابقاً في جلسة مناقشة البيان الوزاري عن الرئيس الراحل بشير الجميل.
فحزب الله الذي ينتمي إليه الموسوي والذي جاهر إعلامياً في وقت سابق بالإجراء الذي اتخذه بحقه، ليعود لاحقاً ويعفو عنه قبل انتهاء مدة “التجميد”، سامحاً له بإعادة ممارسة نشاطه النيابي، يقف اليوم موقف المتفرج من الظروف العائلية التي تحاصر الأخير والتي تحوّلت إلى قضية رأي عام!
فالموسوي الأب، الذي خرج من عباءة حصانته وحسابات “كتلته” دفاعاً عن ابنته، لم يُصدر الحزب -حتى اللحظة- بشأن قضيته أيّ موقف أو تعليق أو حتى “تسريب”.
إقرأ أيضاً: صَدَقَ نَوّاف الموسوي! ولكن!
في هذا السياق تشير مصادر متابعة إلى أنّ إجراء تنظيمياً بانتظار الموسوي، وفيما تستبعد المصادر التجميد مرة ثانية تؤكد بالتالي على أنّ النظام الداخلي للحزب ينص على المحاسبة، وبالتالي لا تهاون.
بحسب المصادر فإنّ الحزب بانتظار الهدوء على الساحة الإعلامية كي يبدأ بخطواته، لافتة في هذا السياق إلى أنّ ما حدث مع الموسوي فتح نقاشاً واسعاً في أوساط الحزب حول المحاكم الجعفرية وقوانينها، وأنّه من المتوقع أنّ تشهد المرحلة المقبلة مواقف لافتة للحزب في هذا الشأن.
وعن أسباب عدم تحرك الحزب سابقاً في هذا الملف، وعدم حلّه داخلياً، توضح المصادر أنّ صهر الموسوي حسن المقداد ليس منظماً في صفوف الحزب، وبالتالي لا سلطة للتنظيم عليه.
المصادر نفسها تؤكد أنّ لحسن المقداد سوابق عدّة مع عائلة الموسوي، وأنّ الأخير قد عانى منه الأمرّين، وعند السؤال عن موقف والده الشيخ محمد علي المقداد مدير المكتب الشرعي للامام الخامنئي في لبنان، تشدد المصادر على أنّ الوالد ضاق ذرعاً بابنه وتهوّره!
هذا ولا تتردد المصادر في انتقاد استلشاء حزب الله بحق الموسوي، فالأخير يبدو الحلقة الأضعف، وربما الوحيد في حزب الله الذي تم التشهير بمحاسبته، إذ لم يألف المحازبون ولا الرأي العام أن تقوم قيادة حزب الله بمعاقبة عنصر او قيادي في الحزب، بشكل علني، علما ان جرم الموسوي، ليس الجريمة الكبرى التي تستحق التصريح بالعقاب، وتوقعت المصادر أن يكون هناك مسعى جدي لإقصائه أو إبعاده عن موقع المسؤولية وتهميش دوره النيابي بانتظار موعد الانتخابات المقبلة لترشيح بديل منه.