وراء الستارة… برنامج قطري جديد ينجح بخداع جماعة الاعتدال

مرة جديدة يثبت العقل الإعلامي القطري حنكته في صناعة البروباغاندا، وقدرته على اجتراح معجزات تتخطى حدود المعقول وتترك في الأذهان أسئلة حائرة وعلامات استفهام تبدأ ولا تكاد تنتهي.

تستحق قطر فعليا لقب إمارة الإعلام بامتياز، فبعد إطلاق قناة الجزيرة التي ظلت لسنوات موضع تساؤولات لا حصر لها حول هويتها وأهدافها.

وبعدما جزم الجمهور والخبراء بانها قناة اميركية بل واسرائيلية، تمت مقاطعتها من مختلف قوى المقاومة والتيارات القومية والبعثية والإسلامية في العالمين العربي والإسلامي. وأطلقت حملات ودعوات ضدها وتمت المطالبة علنا بمقاطعتها من قبل الأحزاب الإسلامية على وجه الخصوص.

وبعدما تمكنت الجزيرة وبسطت سلطان إعلامها في الدوائر الليبرالية العربية ولدى جمهور عريض، كشر القيمون عليها عن أنيابهم لتظهر هويتها الإسلامية، بل الإخوانية الصرفة، ومشروعها الذي صدم جمهورا عربيا واسعا، لكن بعدما تمكن من الوصول إلى كل بيت وتحكم باللعبة الإعلامية والرأي العام، الذي حوله إلى صدى لمشروع الحركات الإسلامية لأكثر من عقد، لدرجة تمكنت معها الجزيرة ان تهدد أنظمة وحكومات، وصارت القناة المفضلة والمعبرة عن تيار الإسلام السياسي .

وبعد الجزيرة لعبت قطر عشرات الجولات المشابهة عبر خلق منصات إعلامية ومحطات سورية ومصرية وتركية مموهة الهوية، خدعت عبرها جمهورا عريضا في الشارع العربي.

واليوم تعود قطر إلى قواعد اللعبة التي تحترفها، عبر تقديم برنامج ساخر يحمل عنوان: وراء الستارة، وهو من نوع البرامج التي تنتشر لدى الناس كالنار في الهشيم.

ويوحي القيمون على البرنامج انه منصة مستقلة تنطلق من لندن، الا ان بحثا بسيطا في خلفيات أصحابه ومصدر تمويلهم بينت انه مجرد منصة قطرية جديدة، تابعة لشبكة عزمي بشارة التي تضم عددا من التلفزيونات والصحف الإلكترونية والمنصات ومركز دراسات.

لكن الجديد في برنامج وراء الستارة انه يواكب إعلام السوشيل ميديا بشكل غير مسبوق لكونه جديد ومميز في نوعيته وإنتاجه الضخم وفكرته، ويلبي رغبة الجمهور العربي المقبل بشدة على البرامج الساخرة التي تسجل نسب مشاهدة قياسية تفوق باضعاف مضاعفة اهم البرامج السياسية.

نجحت قطر مجددا بخلق رأي عام ملتبس واثارة ضجة حول هوية البرنامج الذي سيبدو للمشاهد من الوهلة الأولى انه معارض لقطر ومحورها، وبعد حصد الجمهور وتحقيق الانتشار المطلوب، سيطلق البرنامج العنان لمشروع قطر السياسي الهادف في جزء منه إلى تسخيف وتهشيم صورة القادة والزعماء والمسؤولين المعادين لقطر ومشروع الإسلام السياسي الذي تتبناه.

لكن الغريب ليس في قدرة قطر على تكرار عملية الخداع، بل في وقوع الجمهور الآخر بالفخ القطري مجددا، حيث اقدم بعض الجمهور وصناع الرأي والإعلاميين المؤيدين للخط السعودي -الإماراتي، على امتداح البرنامج والثناء عليه والترويج له، من دون ان يدرو بماذا يورطون أنفسهم وجمهورهم. وقد صدق القائل: ان كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة اعظم.

محاضر جامعي وخبير في الإعلام وتقنيات التواصل

السابق
إيران تستدعي الممثل الدبلوماسي للامارات للاحتجاج على انطلاق طائرة أمريكية مسيرة من أراضيها
التالي
القضاء الأميركي يبدأ محاكمة أحد رجال حزب الله