
تشتهر عديد من الأماكن السياحية الطبيعية والعمرانية بجمالها وروعتها، لكن لا أحد تخيّل يوماً وجود مقبرة لدفن الموتى يمكن ان تنال شهرةً عالمية وأن يقصدها السّياح للتعرف على تراثها التاريخي العريق.
مقبرة “وادي السلام” في مدينة “النجف الأشرف” في العراق ليست كأية مقبرة عادية، إنما تُعّد من أكبر المقابر في العالم، حيث تحتوي بحسب ما قُدر على 6 ملايين قبر، كما تتجاوز مساحتها حوالي الـ10 كيلومترات مربعة.
أدرجت مقبرة “وادي السلام” ضمن قائمة التراث العالمي “اليونيسكو”، وهي تضم قبوراً لعدد كبير من أولياء الله الصالحين والعلماء الأبرار والمؤمنين الشيعة، الذين دُفنوا فيها منذ أن اكتُشف ضريح الإمام علي بن أبي طالب (ع) في 170 للهجري، بما فيها أيضاً قبر النبيين هود وصالح (ع)، بالإضافة الى عددٍ من الملوك الحمدانيين والجلائريين والصفويين والأمراء والسلاطين، بما في ذلك مدفن الملك الشهير “النعمان بن المنذر” الذي حكم دولة المناذرة المسيحية.
وعلى الرغم أن أكثر المدفونين في مقبرة “وادي السلام” من الطائفة الشعية، غير ان فيها المسيحي والمسلم السّني، والعربي والأجنبي، حيث كان لمجاورتها مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع) دور كبير في منحها هذه المكانة، كما يقال أيضاً في بعض الروايات أن “وادي السلام” هي بقعة من بقاع جنة “عدن”، وأن أرواح المسلمين جميعها تجتمع مع بعضها في هذا الوادي.
تحتوي مقبرة وادي السلام على نوعين من المدافن، فهنالك قبور يصل إرتفاعها الى حوالي 80 سم، وهنالك أيضاً سراديب يتكون عمقها من 5 الى 8 أمتار تحت الأرض، وبحسب بعض المصادر يقال أن سبب تسمية المقبرة يعود الى النبي جبرائيل (ع)، ويقال أن من يدفن فيها يسلَم من عذاب “عالم البرزخ” وحسابه.
وتشير التقديرات مقبرة “وادي السلام” تستقبل 50 ألف جنازة كل عام من داخل العراق وخارجه، إذ يحرص عدد من المؤمنين الشيعة على دفن موتاهم في هذه المقبرة المجاورة لضريح الامام علي بن أبي طالب (ع).
وإليكم مجموعة صور لمقبرة وادي السلام











اقرأ أيضاً: تعرّف على الأهرامات المنسية في السودان