يطلق الحزب سهامه المسمومة على الرئيس فؤاد السنيورة، ويفتح دفاتره القديمة، لإدانة أشرس خصم سياسي واجهه طيلة الفترات السابقة، إن كان خلال رئاسته لمجلس الوزراء، أو حين ما كان وزيراً للمالية بدءً من سنة 1997.
ويشكل النائب حسن فضل الله واجهة حزب الله في طرح الملفات المتعلقة بالفساد، ويعيد نغمة ال”11 مليار” الشهيرة، الذي يتهمه اعلام الحزب السنيورة زورا بإخفائها، ولعل ما يجعل السنيورة هدفاً سهلاً اليوم هو خروجه من السلطة والمجلس النيابي، وبالتالي سقوط الحصانة النيابية عنه.
إلا أن فؤاد السنيورة المعروف عنه الردود الهادئة والمقتضبة على هذه الحملات، كونه معتادا على هذا الأمر منذ دخوله عالم السياسة اللبنانية، لم يرد بالهدوء المختصر هذه المرة، حيث أعلن أنه سيطل بمؤتمر صحفي بعد غد الجمعة، يرد فيه على “مدّعي مكافحة الفساد”، مع شرح لكل الحقائق والتفاصيل والملابسات بالأرقام، لا سيما ما يتعلق بالـ11 مليار.
اقرأ أيضاً: الفساد في تلفزيون لبنان: الرواتب طائفية.. ومناشدات بتعيين مجلس إدارة جديد بأسرع وقت
وقال في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أن الجميع يعلم من هو المعتدي على الدولة ومرافقها، وعلى القوانين، مشيراً الى ان هذه الحملة التي يخوضها حزب الله، هي في دوافعها ومعالمها الاولى، حملة افتراء وتضليل بأهداف سياسية مخطط لها ومحسوبة، بهدف التعمية على ارتكابات جرى اقترافها من مدعي محاربة الفساد.
لماذا السنيورة؟
في اطار التعليق على هذه الحملة التي تطال الرئيس السنيورة، قال النائب عن كتلة المستقبل سمير الجسر، في حديث لجنوبية، أن الحملة مستغربة، لأن حزب الله يعرف تماماً بأن كل ما يروجون اليه ليس له أي أساس من الصحة.
وأضاف: “وهم يعرفون أيضاً بأن ال11 مليار سحبوا بسلف خزينة، بهدف تغطية الفترة التي غابت عنها الموازنات، وهذه الأموال غطت الأمور التي تسيّر المرفق العام، فمثلاً هناك رقم محدد يتعلق بالفيول لكهرباء لبنان، ويشكل مجموعه 5 مليار دولار، وفي تلك الفترة أيضاً صدر مرتين زيادة معاشات للموظفين، وكان المجلس النيابي لا يعقد جلسات نتيجة الصراع الكبير حينها”.
وأردف: “الأمر نفسه اتبعه الرئيس نجيب ميقاتي عندما كان رئيساً للحكومة، بحيث سحب أموال كسلف خزينة، أيضاً لتغطية نفقات الفيول وغيرها من الأمور، ووصلت النفقات الى 11 مليار دولار أيضاً، وصدر قانون خاص لتغطيتهم فلماذا تغطى هذه الأموال وغيرها لا تغطى؟”.
وأكد الجسر على أن كل ما يشاع له هو عبارة عن افتراءات، وأن الجميع يعلم أنه ليس هناك من هو أحرص على المال العام من الرئيس السنيورة.
وعرّج الجسر على فتح ملف محرقة برج حمود، حيث قال: “أطلقت هذه المحرقة في أيام حرب الإلغاء، وكان الرئيس السنيورة الشخص الوحيد الذي عارض أن تدفع الدولة لها في فترة حكم الرئيس الياس الهراوي، وهو الوحيد الذي عارضها في مجلس النواب”.
تضامن مستقبلي كامل
على الرغم من استمرار وجود السنيورة في أروقة المستقبل، رغم الإبعاد السياسي له، إلا أن التضامن المستقبلي الرسمي معه في مواجهة هذه الحملة غير متوفر لحد اللحظة، ورداً على سؤال عن ذلك، قال الجسر: “نحن نقف مع كل مظلوم فكيف إذا كان المستهدف الرئيس السنيورة؟، ما يحصل هو قمة الإفتراء”.
وأضاف: “أخشى ما أخشاه بأن يكون هناك أمر ما يريد حزب الله حرف الأنظار عنه، لأنه عندما لا يكون هناك مبرر لحملته هذه فلا أرى أي تفسير آخر”.
اقرأ أيضاً: لماذا يكره حزب الله الرئيس فؤاد السنيورة؟
هل المستقبل محاصر؟
تتعدد الأمور التي توحي بأن هناك مشروع لمحاصرة تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، فعلى الرغم من تشكيل الحكومة التي تحمل شعار “الى العمل”، لا تهدأ محاولات الضغط على الحريري بدءّ من قرار ابطال نيابة ديما جمالي، وصولاً الى تصرّف رئيس الجمهورية ميشال عون على طاولة مجلس الوزراء، والحملة على السنيورة.
في هذا الشأن، أكد الجسر أن المستقبل سيواجه كل ما يتعرض له كما واجه أمور مشابهة في السابق، وقال: “نحن ثابتون، وليس لدينا ما نخشاه، وسنكون بالمرصاد لأي حملة علينا”.
وفي سؤال عن نية المستقبل بتحضير ملفات مشابهة لما يفعله حزب الله، قال الجسر: “بالتأكيد سيحصل ذلك، ولكن نحن سنحضر ملفات حقيقية وليست وهمية “.
وأكد أن تيار المستقبل جاهز لرفع الغطاء عن أي متورط بالفساد حتى لو كان محسوباً عليه.