نكسة الروس في قاعدتي حميم وطرطوس مرتين توالياً (هجوم بالمدفعية ليلة رأس السنة، وهجوم بطائرات بدائيه مسيرة ليل 5 /6 من الشهر الجاري) لا يقتصر على القتيلين، وإعطاب عدد من الطائرات، والإحراج الإعلامي والتضارب في البيانات العسكرية (نفي الهجومين ثم الاعتراف بعد انتشار الصور)؛ وإنما في اضطرار روسيا لتبرئة حليفها اللدود تركيا من المسؤولية، مع أن وزارة الدفاع الروسية ادعت أنها “تعرف من قام بالهجوم”، وأنها “مجموعة مما يسمى المعارضة المعتدلة جنوب غرب إدلب” (زعمت سابقا أنها مجموعه من “أحرار الشام” القريبة من تركيا)، وأنها أرسلت تقارير حول الهجومين إلى الاستخبارات التركية باعتبار تركيا الضامنة لخفض التصعيد في إدلب لجهة الفصائل المعارضة (لاحقاً زعمت روسيا أنها قتلت المجموعة المسؤولة عن الهجوم بغارة جوية).
وما يزيد الطين بلة على الروس؛ أن الأتراك حركوا الفصائل المحسوبة عليهم في ريف إدلب، وزودوا “فيلق الشام” (أخوان مسلمون) بمدرعات لصد الهجوم المدعوم روسياً على ريف إدلب باتجاه مطار أبو الضهور.
تعدد اللاعبين الكبار فوق الأرض السورية يمنع أحدهم من التفرد وترجمة “انتصارات” ميدانية في السياسة، دون توقع رد فعل بقية اللاعبين الآخرين.