جاء خبر نفي التحالف الدولي لخبر الغارة التي حصلت ضد مركز لحزب الله في حميمة بريف حمص الشرقي ليرفع من مستوى غموض هذه الغارة المجهولة، فالحزب المستهدف لم يصدر بعد أي بيان توضيحي، بل اكتفى بنعي من سقط من مقاتليه في هذه الغارة كما اعتاد عادة أن ينعي “شهداء واجب جهادي”.
علما ان وكالة “رويترز” نقلت ان الغارة تمت بطائرة روسية عن طريق الخطأ. ولكن هذا لم يقنع الرأي العام. ومما زاد الشكوك انه حتى الان لم تكشف ملابسات الحادث.
اقرأ أيضاً: الغارة المجهولة على حزب الله وتقاطع مصالح روسيا وأميركا بتحجيم إيران
فالغموض يبدو متعمدا من مختلف الأطراف حيال هذه الحادثة الخطيرة. ومن المحتمل كما قالت انباء ان تكون العملية أميركية من خارج التحالف الدولي. وثمة أخبار تقول ان الغارة روسية وحصلت عن طريق الخطأ، كما لم يتم استبعاد اسرائيل بحسب موقع “المدن” الالكتروني.
واللافت ان هذا الاستهداف لمراكز الحزب والجيش السوري ليس الاول، وقد وقع سابقا في حلب، وكان حزب الله يسارع الى اصدار بيان خاص حول الحدث. أما فيما يتعلق بهذه الغارة فلم يصدر حزب الله أيّ بيان حولها مما رفع من نسبة الغموض.
وقد بلغ عدد الإصابات 30 قتيلاً لحزب الله والجيش السوري ومقاتلين من جنسيات غير محددة.
هذه الغارة المجهولة وقعت في ظل تهديد أمين عام حزب الله لاسرائيل في عاشوراء، وفي ظل تحولات كبرى تمرّ بها البادية السورية وحمص، التي باتت خط صراع دولي، تجعل من يسيطر عليها مسيطرا على معابر مهمة ومساحات كبيرة غنّية بالنفط على الحدود السورية العراقية. وكذلك في ظل أحداث لم تكن لصالح روسيا مطلقا، خاصة بعد مقتل عدد من العسكريين الروس وأسر عدد آخر، اضافة الى الزيارة المرتقبة لملك السعودية إلى موسكو ونتائجها، المتعلقة ببحث مصير سورية في ظل الخلاف الروسي-الاميركي المستجد. فالرياض تراهن على دور روسي يحجّم نفوذ طهران وحزب الله في سورية.
وكانت واشنطن قد أسقطت طائرة عسكرية للنظام السوري، بعد تهديد وّجهته روسيا لطائرات التحالف بقيادة واشنطن في وقت سابق.
وردت روسيا حينها أنها ستتعامل مع طائرات التحالف بقيادة واشنطن، التي تحلّق غربي نهر الفرات في سورية، على أنها أهداف محتملة وسترصدها، لكن لم تعلن إنها ستسقطها، بحسب موقع “اورينت”.
وتعد هذه الضربة سابقة خطيرة منذ بدء الصراع السوري عام 2011. لذا، حذرت روسيا من أنها ستعتبر أية طائرة للتحالف تحلق في منطقة عملياتها كأهداف محتملة.
اقرأ أيضاً: حزب الله ممنوع من الرد على الغارات الاسرائيلية بأمر من روسيا
من جهة اخرى، وبحسب “الجزيرة نت” ان الخلافات بين الجانبين الروسي- الإيراني تكشف عن أسباب أمنية للخلاف حيث حاولت كل من روسيا وإيران التغطية عليها. فإيران تسعى جاهدة لإفراغ مناطق سيطرة المعارضة من سكانها ومقاتليها، فاصطدمت بروسيا التي لا يناسبها سياسة التغيير الديمغرافي خوفا من تقليص نفوذها في المنطقة.
فهل ان عناصر حزب الله ذهبوا ضحية الخلاف الروسي -الايراني؟ والتقارب السعودي- الروسي؟ والتنافس الروسي– الاميركي؟ خاصة ان هذا الاسبوع كان اسبوعا أليما على الحزب في ضربة اولى ذهب ضحيتها 15 عنصرا في دير الزور، اضافة الى القائد العسكري الكبير عباس العاشق، والثانية غارة حميمة الجوية في ريف حمص المجهولة الهوية حتى الان التي ذهب ضحيتها 8 شهداء؟ فإلى متى سيظل حزب الله هو الخاسر الاكبر في هذه الحرب؟