بمناسبة اليوم العالمي للسلام وبرعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تمّ إطلاق قبل ظهر اليوم (الإثنين) في السراي الحكومي وثیقة شرف للقیادات المحلیة للمساھمة في الحد من ظاھرة إطلاق الأعیرة الناریة في المناسبات، وذلك ضمن إطار الحملة الوطنیة للحد من مخاطرالأسلحة الناریة التي تنظمها”حركة السلامالدائم” بالتعاون مع مؤسسة “فریدریش ایبرت”.
وألقى الحريري، كلمة خلال إطلاقه الوثيقة، أكّد فيها “ان ارهاب الرصاص العشوائي يجب أن يتوقف ويجب أن نقف ضده”. وأشار إلى أن “الرصاص الطائش إرهابي في حق كل اللبنانيين.”
إقرأ ايضًا: في لبنان: 17 ضحية نتيجة السلاح المتفلت خلال 21 يوم!!
وانطلاقا من مناسبة الإحتفال باليوم السلام العالمي، سيما أن لبنان من الدول الملتزمة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، قال إن “اليوم، نطلق حملة معكم، أنتم القيادات المحلية، البلديات والمخاتير، لتوقيع وثيقة شرف تربط بين الضوابط الأخلاقية والضوابط القانونية، بين المواطن والدولة” وتابع” وما نطلقه اليوم سننقله إلى كل الأقضية. ومن هذا المكان أيضا، سنطلق مسارا تشريعيا تشاوريا وتشاركيا، يبدأ باستطلاعات آراء الناس واجتماعات ولقاءات مع كل المعنيين ومع أفضل الخبراء المحليين والعالميين لنصل إلى أفضل مشروع قانون لمكافحة هذه الظاهرة الإرهابية، ليس فقط للبنان، بل ليكون أيضا نموذجا لكل منطقتنا العربية. وسنعمل مع كل أصحاب التأثير على سلوكيات الناس “.
وتمّ إطلاق الحفل عبر عرض تقرير مصور يحكي عن معاناة ضحايا السلاح المتفلّت الذين قضوا دون ذنب في الآونة الأخيرة. وكان لغيدا سليمان والدة شهيدة السلاح الطائش “سارة سليمان” كلمة حيث عبّرت عن مدى حزنها وأسفها لخسارة إنتها وهي في عمر الورد دون أي ذنب. وتوجهت للحريري بالقول “ألمك يشبه ألمنا، لذا نرجو منك العمل لوقف هذه الظاهرة التي أصبحت كمر ض الطاعون متفشي لأن الوطن ليس له معنى ولا قيمه بلا شبابه”.
ومن ثمّ كان هناك كلمة لفادي أبي علّام رئيس حركة السلام الدائم تلى فيها البنود التسعة للوثيقة أبرزها ” إعتبار إطلاق النار في المناسبات ليس عملا بطوليا ولا يستحق الثناء بل فعلا لا يخلو من الإستهتار يشكل جريمة تستح الإدانة ويعاقب عليها القانون، ثانيا التبليغ عن كل مطلق نار في أي مناسبة والمساعدة لتسلسمه للجهات الأمنية”. ومن هذه البنود ايضًا القيام بإجراءات وقائية في المناسبات التي يمكن إطلاق النار فيها كرفع اللافتات أو طباعة تحذير. كذلك نشر الوعي حول العقوبات القانونية المتعلقة عن مخالفة تلك القوانين”.
وكان لـ “جنوبية” حديث خاص مع ابي علام الذي أكّد فيه إمكانية نحقيق الوثيقة النتائج المرجوّة قائلا “نحن بحاجة لكل العناصر البناءة والإيجابية إن كانت القانونية أو حتى أخلاقية وقيامية للتصدّي لهذه الظاهرة التي من المؤسف أنها من العادات والتقاليد السيئة في وقت أن عاداتنا وتقاليدنا هي مشرّفة ونعتز فيها”.
وأضاف إنما هناك بعض الجوانب التي لا بدّ من التخلص من بعض هذه التقاليد التي تسيئ لنا واوضع الحدّ لرصاص الطائش يحتاج لتصميم وعمل بناء واندف والقيادات السياسية رجال الدين الإعلام يجب أن تتضافر جهودها للقضاء على هذه العادة.
وأشار أبي علام أنه “أيضا سيتم التواصل مع شيوخ العشائر للتوقيع على هذه الوثيقة التي تتضمن الواجبات وافضل الممارسات للتصدي لهذا الأمر، والتوقف عن التدخل للإفراج عن الموقوفين بقضايا إطلاق النار..”. وخلص أن كل الإجراءات يجب أن تتكامل مع بعضها من قبل القيادات وعدم إعتبار أنها مرتبطة بفئة دون الأخرى”.
إقرأ ايضًا: الجرائم تتزايد في بعلبك وفوضى السلاح إلى تصاعد
كما كان لـ “جنوبية” حديث مع رئيس جمعية “Safe side” حسين ياغي اشار فيه ان ” عمل الجمعية مركز في قضاء بعلبك – الهرمل لأنه من أكثرالمناطق التي تشهد ظاھرة إطلاق الأعیرة الناریة إذ توفي خلال شهر واحد منذ فترة تسعة أشخاص من جراء الرصاص الطائش“. وإنطلاقا من هذه الظاهرة “تعمل الجمعية على نشر الوعي خصوصا بين الجيل الصاعد في المدارس والجامعات من خلال جمع كل أهالي الضحايا لإلقاء شهاداتهم الحية ومعاناتهم لهؤلاء الطلبة “.
لافتا إلى أن “هذه التجربة كانت ناجحة وذلك عبر تأثر الطلاب بهذه الشهادات والدليل على ذلك أن مدينة بعلبك كانت المدينة الوحيدة التي لم تشهد إطلاق الرصاص عند صدور النتائج الشهادات المتوسطة “.
وخلص ياغي إلى أن هذه الظاهرة تطلب نفسا طويلا لأنها آفة في مجتمعنا وتدخل في العادات والتقاليد”.