السادس عشر من ايلول
الشهيد
الذي لم يسقط بعد
الذي لن يسقط ابداً
غادر طائر السنونو نافذتي
وفرقة موسيقية من السوس
تنخر حنجرتي
حتى نسيت الغناء
ظِلُ ايلول
يتناثر ظلالا على ورود
حديقتي
وطائر الوروار يستكمل دورانه
فوق رأسي
ينثر الوانه على الشعر الرمادي
كترويحة عزاء
كترنيمة رثاء
لولا وروار ايلول
لما كانت احلام الربيع
هل من فجر جديد
واحلامنا تترنح
تحت حوافر المغيب؟
وطني…اَخ يا وطني
اذا كان لا بد لك ان تموت
فليكن الكفن
من الورد
والنبيذ
وانتِ يا من ترقصين
امام النعش
ايتها العارية
في بقايا الخابية
ما زلنا سكارى
والكؤوس الفارغة
تحاصرنا..
ما زلنا
نرنو اليكِ
نتصفح عينيكِ
نُشذِّب اَهات السنين
من تجاعيد خديكِ
إقرأ أيضاً: جمّول في عامها الـ34: سقطت البندقية وسقطت المقاومة في المستنقع السوري
اوْرَقَ الناب الأخير
في فمي
بين الكأس الأخيرة
والقنينة الأخيرة
تفسّخت قيثارتي
من العطش
اخضَرَّت حمم البركان
في دمي
ومن اوردتي سالت النوافذ
ولا زلت انتظر
ولو زهرة ذابلة
القيها على قبر
ما تبقّى لي
من ايام ودقائق
انتظر الشهيد الأخير
يقوم من القبر
ويرميني
بوردة ربيع
و ريشة وروار
وقبر فارغ
الاّ
من
بندقية…
وبارود
من
رماد…