فخامة الرَّئيس :
آهٍ لو تدري … ما معنى أن يمشي المرء في الشَّارعِ مرفوعَ الرّأس ..؟!
دونَ أن يشعُرَ بخجلٍ أو وَجَلْ ..؟!
وأن ينامَ بهدوءٍ لا يُعذِّبهُ صوتُ الضَّمير ..؟!
فخامة الرَّئيس :
كانت نشأتي في منزلٍ ..
طينُ أعمِدتهِ ( جَبْلة ُ ) كرامة . وماءُ ( عِمادتِهِ ) فيضٌ من عِزَّةٍ وإباء ..!
تقبَّلتُ فِكرةَ موتِ أمِّي وأنا الطَّريُّ العُود
فعلَّمني والدي وإخوتي الخَطْوَ ….
وقولِ الحقِّ .. وأن أتنفَّسَ حُرِّية …..!!
وهكذا ..
كبِرتُ ، وجاهرتُ بمحبَّةِ الوطنِ وأهله ..
ولم أكن يوماً طائفيّاً ..!
وتفاخرتُ بانتمائي إلى (حزب الإنتماءاللبناني ) وكنت مؤسّساً وفاعلاً في صفوفه من أجل خدمة إخوتي الطُّلاّب ، وخدمة الحزب .
في التّاسع من حزيران الجاري ٢٠١٣م .
سقطتُ مُضرَّجاً بدمائي ، على مرأى ومسمعِ
القُوى الأمنيَّة ، والعسكريَّة … والذين لم يُحرِّكوا ساكناً ..!
لقد أصابتني على يدِ شبحٍ مجهول ، معلوم
باقي التَّفاصيل والهويّة ، عدَّة رصاصات ..
وكانت من النَّوع المتفجِّر ….؟!
إقرأ أيضاً: «هاشم السلمان» يُذكِّر و يَستذكِر: لماذا تركتموني أنزف.. ولماذا تقتلوني مجدداً!
فخامة الرَّئيس …
بعد الإصابةِ القاتلة ، صبرتُ على الرَّكل
والضَّرب ، لأكثر من نصفِ ساعة ، حتّى
سُحِلت جُمجمتي ، ونزفتُ حتّى آخر رمق ..!! نُقلتُ بعدها إلى مستشفى
( رفيق الحريري الحكومي ) ..
والتي داهمها جيشٌ
من الأشباح ، لمنعِ الصَّحافة أيضاً ..!
بعد ساعاتٍ ، أعادني إخوتي إلى منزل العائلة ..!
وكعادته .. تقبّل والدي والأهل واجب العزاء
في منزلنا .. وهذا ما كان لأمّي ولجدّتي من قبل …
وفي عصرِ اليومِ التَّالي .. عادَ أخوايَ من
بلاد الاغتراب ….
ولأنَّنا لا نُزاحِمُ الموتى على قبورهم ،
حُمِلتُ إلى مدفن العائلة …
وأودِعتُ قربَ أمّي وجدّتي …!
وبعد أن غادر الرِّجال المدفن ،
جاءت النِّسوة ليقرأنَ بِضعَ آيات ،
فأرعبتهنَّ ( الأشباح ).. الذين
انتهكوا حُرمةَ المقبرة ، على درّاجاتهم النّاريّة ، كما شهِدنَ تكسيرَ ( آلة تصوير )
لإحدى المُراسلات الصّحافيَّات …!!
فخامة الرَّئيس ….
من اغتال ( هاشم السَّلمان ) ….
عند منتصف الظّهيرة في التّاسع. من حزيران
٢٠١٣ م. …؟! وقد علِمنا أنّك استدعيتَ القيادات الأمنيّة ، والعسكريّة ، كي تقفَ على
حقيقة ما جرى … فعناصرُها كانت حاضرة
في المكان والزّمان ..؟!
فخامة الرَّئيس ….
هل ترضى أن يحصلَ لابنكَ أو لحفيدكَ أو
لأحد أقاربك ما حصلَ لي ..؟!
فخامة الرَّئيس …
عائلتي ، لم تُصدر أيّ بيان ، وتُحمِّل المسؤوليّة لكلّ من يُلفِّق بياناً باسمها ….!!
وأخيراً … يا فخامة الرَّئيس …
للقتلةِ نقول .. :
لن تسرقوا دمنا …..
إملأوا جيوبكم وحساباتكم بأيّة عملةٍ شِئتم
شوّهوا ديننا كما تشاؤون …!
سيبقى لنا الدّم ، والذّاكرة ….!!
بهما سنُحاسبكم ، بهما سنطاردكم ….!
ولن نُسامح …….
عدلون ١٧ حزيران ٢٠١٣م.
عبدالله السّلمان .
ولأنّها الذِّكرى الرّابعة
( ولا ملفَّ لقضيّته ) …!!
جئت ألفتُ أولي الأمر ….!!
١٧ حزيران ٢٠١٣ م.
إقرأ أيضاً: الشهيد هاشم السلمان يسأل نصرالله: لماذا تقحم لبنان في حروب الآخرين؟