من يحمينا من سلاح الأجهزة الأمنية؟

في بحر شهر شهد لبنان عدة حوادث أمنية وجرائم متتالية كان مرتكبوها عناصر من الأجهزة الأمنية، ليرتفع بذلك معدل الجرائم، إلا أن المفارقة أن هذه الأحداث ترتكب من قبل من هو يفترض انه مسؤول عن الامن.

فمنذ يومين استيقظ أهالي منطقة كسارة – زحلة، على خبر انتحار الرقيب أول في “شعبة المعلومات” نيفين ت،  بعدما أُطلقت رصاصة من مسدس لترحل تاركة طفلاً يبلغ العامين وزوجاً حاربت الجميع للارتباط به. وكشفت التحقيقات فيما بعد أن  نيفين كانت  تعاني من مرض يجبرها على تناول دواء للأعصاب.

وقبل اسبوع أقدم المؤهل في “الأمن العام” طوني عبود على قتل أربعة اشخاص بسبب ازعاج كلب. هذا الحادث الأمني هزّ الراي العام اللبناني، سيما أن هذه  الجريمة المروّعة التي أودت بحياة 4 أشخاص كانت دوافعها وجود خلافات ومناكفات بين الجيران وصلت الى حد رفع المؤهل عبود دعاوى بحق عائلة حب الله، وفيما لم يحل الامر في المحاكم لجأ ابن الدولة إلى انهائه بتطبيق شريعة الغاب وارتكاب مجزرة.

اقرا ايضًا: جريمة مروعة في عشقوت: أطلق الرصاص على أربعة أشخاص والسبب كلب!

وقبل أسبوع قتل شخص من “آل مشيك” في منطقة الصفير في الضاحية الجنوبية على يد ابن عمه العسكري في الجيش اللبناني، وذلك بعدما أقدم الضحية على خطف ابنة عمه للزواج بها. وفيما تمت دعوة العريس الى منزل اهل العروس المخطوفة للاتفاق على صلحة بين العائلتين، وخلال الجلسة اقدم شقيق الفتاة وهو عسكري على إطلاق رصاصتين في فم العريس، ما ادى الى وفاته على الفور.

ناهيك عن العريس هادي جعفر الذ قتل على حاجز لمخبارات الجيش في الهرمل بعد أن أطلق عليه النار وهو داخل سيارته وكانت برفقته زوجته وشقيقه ابن الـ4 سنوات، وقد رجح السبب آنذاك أنه لم يمتثل لحاجز الجيش فأطلق النار عليه، ومصدر آخر أشار إلى أن عمليات إطلاق رصاص متبادلة ما بين الجيش ومطلوبين أدّت إلى إصابته عندما صُودف مروره في مكان الكمين.

غير ان الحادثة التي شهدتها بلدة برتي (جزين) في 29 آب، والتي شكل انتحار أحد أبنائها صدمة للأهلي، هو اتخاذ العميد المتقاعد في أمن الدولة سليمان صليبا قراراً بإنهاء حياته واضعا حداً لها بوضع رصاصة في رأسه.

هذه الجرائم المتتالية والتي قد تكون محض صدفة إلى أنها تثير مخاوفا بشأن سلاح الأجهزة الأمنية، بعدما كانت هواجس ومخاوف الناس من السلاح المتفلت والرصاص الطائش في مناسبات الاغراح والاحزان، أصبح اليوم الخوف من عدم انضباط العناصر الأمنية وتفلتهم، حيث أصبح سلاحهم خطرا على أنفسهم وعلى حياة المواطنين.

اقرا ايضًا: الرقيب الأوّل انتحرت.. وهذه هي الرسالة التي تركتها!

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع مسؤول أمني رفض ذكر اسمه، نفى ان تكون هذه الحوادث على شكل “ظاهرة”، ورأى أن “هذه الحالات المتتالية ليست أكثر من صدفة”. مشيرا إلى أن العنصر الأمني كأي انسان يغضب يفرح يحزن”. ولفت إلى أن “جريمة طوني عبود هي مذبحة مرفوضة بشتى الاشكال، لكن في النهاية هو انسان ممكن أن يتحول الى مجرم وبالتأكيد فإن عقوبته ستكون مضاعفة”.

أما الحوادث الأمنية الأخرى رأى انها “حالات خاصة ليس لها علاقة بكونه عنصر امني ولا يجوز تعميمها، فهي حوادث أمنية عرضة ان يقوم بها أي مواطن”.

وأكد المسؤول أننا “أساس الحماية وأمن المواطنين، ولا يجوز تخويف الناس من العناصر الأمنية“. وأضاف “الأجدر التوقف عند انجازات الاجهزة الامنية بشتى فروعها والاضاءة على الجانب الايجابي، سيما أن الهدوء الذي يعيشه لبنان هو بفضل جهود الاجهزة الامنية وذلك مع القاء القبض على الشبكات الارهابية وتجار المخدرات”

وخلص المسؤول الامني أن “هذه الحوادث هي نتيجة افرازات المجتمع وليست ظاهرة”.

السابق
حزب الله يضيّق الخناق على بقين ومضايا وتهجير ناعم للعائلات
التالي
دخول الحكومة، مش زي خروجها !!