كتلة المستقبل ترد على السيد حسن نصر الله…

كتلة المستقبل النيابية

توقفت “كتلة المستقبل” عند “الكلام الذي صدر عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مهرجان بنت جبيل الأخير”، ورأت أن نصرالله يعود مجددا في كلامه السياسي الداخلي لتجاوز الدستور وما ينص عليه من أحكام في أصول تكوين المؤسسات الدستورية إن لجهة انتخاب رئيس الجمهورية أو انتخاب رئيس المجلس النيابي أو اختيار رئيس مجلس الوزراء.

ودعت الكتلة “لاحترام الدستور والالتزام بأحكامه ومواده في كل خطوات تكوين السلطة في لبنان ولا يمكنها أن تقبل بتجاهل الدستور أو إهمال اتفاق الطائف كما يحاول السيد نصرالله أن يروج ويعمل له ويجر البلاد اليه. وهذا للمناسبة ما أكد عليه المجتمعون في هيئة الحوار الوطني في إعادة الاعتبار والاحترام الكامل للدستور”.

واشارت، في بيان بعد اجتماعها في “بيت الوسط” برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، الى ان “مسألة انتخاب رئيسٍ للجمهورية أو انتخاب رئيس مجلس النواب او اختيار رئيس مجلس الوزراء هي أمور وطنية بامتياز وليست مسائل لتبت كل مجموعة طائفية أو مذهبية بما تظن أنه منصب يتعلق بحصتها أكثر مما يخص غيرها. وقد نص على ذلك الدستور بشكل واضح وأكد المجتمعون، في جلسات الحوار الوطني التي انعقدت مؤخرا، على الالتزام به بأن هذه المواقع الأساسية هي قضايا وطنية عامة وليست مسائل طائفية أو مذهبية وعلى وجه الخصوص مسألة انتخاب رئيس الجمهورية الذي هو وحسب الدستور رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن والمؤتمن بقسمه على حماية الدستور والذي يشكل أيضا نقطة تقاطع المصالح الوطنية الشاملة على حساب المصالح الفئوية. وهذا أيضا ما أكدته جلسات الحوار الوطني من ضرورة العودة إلى الدستور”.

ولفتت الى ان “اختيار رئيس الجمهورية في لبنان قد حددت مواصفاته هيئة الحوار وهو الشخصية التي تحظى بتأييد ودعم من بيئتها وكذلك الدعم والتأييد من البيئات الأخرى من الشعب اللبناني وهي مسألة استراتيجية ذات أبعاد وطنية عامة لا تحدها شروط أخرى”.

واعتبرت ان “الكلام الذي صدر عن السيد نصرالله في ما يتعلق بإعادة التمسك بالعماد ميشال عون مرشحا من قبله، هو من حقه، ولكن هذا الحق لا يخوله أن يفرضه مرشحا وحيدا لرئاسة الجمهورية ويدعي بالتالي لنفسه الحق الدستوري بتعطيل جلسات مجلس النواب إن لم تستجب رغبته. إنه بذلك يؤكد تسببه باستمرار أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، الضاربة بالوطن ومؤسساته والمهددة بضياعه”.

وأكدت أن “انتخاب رئيس الجمهورية يظل هو الأولوية الوطنية الكبرى، والذين يعطلون عملية الانتخاب معروفون، وهم حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاؤهم، أما إلقاء التهم جزافا ضد تيار المستقبل والمملكة العربية السعودية، والاعتقاد أن هناك بالداخل الوطني أو الخارج، من يصدق هذا الاتهام أو ذاك التبرير يشكل سخرية بعقول الناس، واستهتارا بالمصلحة الوطنية العليا”.

وتوقفت الكتلة عند معاني ودلالات الذكرى العاشرة لانتهاء عدوان إسرائيل على لبنان في تموز 2006. واستذكرت “دماء الشهداء الذين سقطوا، وعذابات ومعاناة اللبنانيين نتيجة ذلك العدوان الهمجي المدمر الذي لم يوفر لا البشر ولا الحجر، واستهدف المدنيين العزل والمدارس والمستشفيات والبنى التحتية من جسور وكهرباء واتصالات ومياه والمؤسسات الإنتاجية ودور العبادة والمباني السكنية. هذا العدوان دمغته إسرائيل بتوقيعها بتنفيذها جريمة متكررة ضد الإنسانية لا تمحى من سجلها الأسود عبر ارتكابها لمجزرة قانا الثانية على مرأى ومسمع من العالم أجمع. والمؤسف أن جريمتها هذه ظلت من دون عقاب رادع، ما يدل على ان المجتمع الدولي، وبقواه الأساسية، ما يزال يتعامل مع الدم اللبناني والدم العربي باستخفاف كبير ولاسيما عندما تكون إسرائيل هي المرتكبة للجريمة. والدليل المستمر على ذلك، أن إسرائيل ماتزال ترتكب الممارسات ذاتها في الأراضي العربية المحتلة من دون رادع أو تردد”.

أضافت: “في هذه المناسبة أيضا، فإن الكتلة كما الشعب اللبناني تستذكر بسالة وتضحيات ودماء شهداء المقاومة، الذين تصدوا لإسرائيل ومنعوها من تحقيق ما كانت تطمح له من انتصار وأفشلوا مخططاتها الخطيرة تجاه لبنان وشعبه البطل. وتستذكر الشعب اللبناني الذي قدم الكثير من التضحيات، وأعطى بصموده وتضامنه النموذج الحي لاحتضان بعضه بعضا للحفاظ على الوحدة الوطنية وبالتالي الإسهام فعليا في إفشال مخططات العدو الإسرائيلي”.

إقرأ أيضاً: فتفت يرد على نصر الله: تدني سياسي

واستذكرت الكتلة أيضا “الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة المقاومة السياسية بالتناغم مع المقاومة والمواطنين اللبنانيين، ما مكن لبنان من الصمود والنجاح في تغيير الرأي العام الدولي من جهة واقتراح المخارج عبر إنجاز النقاط السبع واستصدار القرار الدولي 1701، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب وتعزيز قوات اليونيفيل الدولية على الحدود الجنوبية وتأمين الحماية للبنان، وتأمين الاستقرار الذي ينعم به الجنوب ولبنان منذ ذلك التاريخ حتى الآن. لقد مكن تضافر تلك التضحيات والجهود من منع إسرائيل من تحقيق أي انتصار وسمح للحكومة اللبنانية أيضا في إنجاح أكبر عملية إغاثة وإعمار لما تسبب به العدوان الغاشم من خسائر وأضرار. ولقد نجحت الحكومة في تأمين عودة كريمة للمهجرين الى قراهم وإعادة إعمار هذه القرى والمنازل في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية. ولقد كانت للجهود التي بذلها لبنان وبذلتها الحكومة في تدبير الدعم العربي والدولي لإعادة الإعمار وحيث يبرز هنا الدور الكبير الذي قامت به المملكة العربية السعودية ودول قطر والكويت والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والعراق وإيران، والتي سمحت مساهماتها بتأمين التمويل اللازم أو الإسهام في البناء المباشر لإنجاز إعادة الإعمار للمناطق اللبنانية التي دمرت أو تضررت بسبب الاجتياح”.

إقرأ أيضاً: إسرائيل تحذر حزب الله!!

واعتبرت الكتلة أن “الإنجازات التي حققها لبنان في تلك الأيام تعود بالدرجة الأولى الى الالتزام بالأولويات الوطنية، فإن سلاح المقاومة كان موجها في حينه صوب العدو الإسرائيلي وليس الى صدور أشقاء عرب أو مواطنين لبنانيين. كما أن الحكومة عملت بصدق وحزم وتفان وفق المصالح الوطنية العليا”.

وكررت “الدعوة الصادقة لحزب الله لإعادة النظر بسياسته الحالية لجهة وضع حد سريع لتورطه في الحروب العربية من سوريا الى العراق وصولا الى اليمن. فالحزب مدعو للعودة إلى إعادة الاعتبار للمصلحة اللبنانية الوطنية وللدولة اللبنانية والتخلي عن سلاحه غير الشرعي لمصلحة السيادة الوطنية وتمكين الدولة من بسط سلطتها الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية بما يسمح بإخراج لبنان من مآزقه”.

واستنكرت الكتلة “أشد الاستنكار الاعتداء الذي تعرضت له دورية للجيش اللبناني في محيط منطقة عرسال، والكتلة تدعو الجيش مواصلة ردع المعتدين والدفاع عن عرسال وأهلها”.

ونوهت بـ”أهمية خطوة السفير الاماراتي حمد بن سعيد الشامسي بتفقده مبنى مستشفى الشيخ زايد في شبعا واعلانه العمل على فتح المستشفى في الأول من أيلول المقبل، وهو المستشفى الذي تكرمت دولة الإمارات العربية وعبر مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد ببنائه في هذه المنطقة المحرومة من لبنان”.

وطالبت الحكومة “باتخاذ الاجراءات الضرورية والفورية لحفظ حقوق أهالي شبعا من الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وحماية الارض اللبنانية، ولاسيما في منطقة المزارع وبركة النقار”.

السابق
إسرائيل تحذر حزب الله!!
التالي
حزب الدعوة العراقي يطالب بطرد السفير السعودي