كلنا مفتون…

لا شك أن نقل المعلومة الصحيحة بموضوعية، ودقة، ومصداقية، هي من الأمور التي بتنا نفتقدها في زمننا هذا…
فلا تكاد تسأل أي شخص عن مسألة ما؛ إلا ويجيبك إجابة العالم المحيط بجميع العلوم…
نعم.. إنها ظاهرة (أبو العرِّيف)…
(أبو العرِّيف)… هو ذلك الشخص الذي يمتلك المعلومات والتفاصيل عن أي مسألة ما وفي أي زمان ومكان…
يتحدث في الطبّ كأنه طبيب مخضرم… ويتحدث في الفلسفة كأنه من كبار الفلاسفة… ويتحدث في الاقتصاد والسياسة والإعلام… كأنه فلتة زمانه.
وإن لم نكن كلنا (أبو العرِّيف) في الإحاطة بكل العلوم… إلا أنه جميعنا (أبو العرِّيف) في التصدر للفتوى دون تردد…
أصبح المهندس والطبيب والمدرس والنجار ومن لا مهنة له، يتجرأ على أعلى وأعظم وأجل مقام… ألا وهو مقام العلماء الذين هم ورثة الأنبياء.
فأصبحت الفتوى مهنة الجميع… فالجميع يتصدر للفتوى ولا علم لهم ولا فقه، فقلما تسمع تلك العبارة النزيهة الصادقة (لا أعلم)، وكأنها عبارة معيبة، مرادفة لمعاني النقص والجهل… مع أنها عكس ذلك.

السابق
حزب الله يفشل مجددا بالتقدم في وادي بردى بريف دمشق
التالي
حتى لا ينصدم العونيون