ريما عساف: ما لم أقله في تقريري عن حلب

ما شعرت به وانا أحضّر اليوم تقريرا عن محرقة حلب، لا تتسع له الأطر المتعارف عليها في نشرات الأخبار. فلجأت الى هذه السطور أفرّغ فيها وجعاً لم أحتمل عندما رأيت أباً يطحن الحجارة بأصابعه بحثا عن أطفاله وقد تكوّمت فوقهم أطنان الركام.

والى هذه السطور التجأتُ لأردد على مسامعكم كلمات طفلة جريحة في مستشفى حي السكري وهي تنادي “أمي ساعديني الله يوفقك قلبي عم يوجعني”.

وفي هذه السطور أيضاً أفرّغ دموعا غلبتني وانا أشاهد طفلين يبكيان أمهما جثة على حمّالة، ورضيعا تناقلته الأيدي لم أدرِ الى أين،وأرغفة خبز تبعثرت على موائد الدم، وامرأة بشعر أبيض لم أميّز إن كانت عجوزا أم أن غبار الدمار صبغ ملامحها.

إقرأ أيضًا: لأول مرة… لا صلاة جمعة في حلب!

هنا في فسحة التعبير الحر هذه، نعذر مراسلين ميدانيين في حلب خلعوا اليوم أصول المهنة وبكوا وصرخوا وتألموا وتفاعلوا.

وفي فسحة التعبير الحر أيضاً غضب مشروع لأن القاتل لم يخجل بأن يمشي في جنازة القتيل، ولأن القاتل لم يستحِ بأن يُنظّر في الحرب على الإرهاب فوق أشلاء ضحاياه

في فسحة التعبير الحر هذه تحية للصامدين تحت النار… وخسئتِ يا أممَ العار.

(lbci)

السابق
باسيل يستجدي لبنانيي الخليج لحضور مؤتمر قاطعوه بسبب «سياسة النأي»
التالي
ريفي يغرّد منفرداً.. ويربك «المستقبل»