ونتباهى بكوننا عرب، ونرفع الصوت عالياً عندما نتكلّم عن عروبتنا، ونفاخر ونزايد على بعضنا، ونتحدث باسم العروبة، باسم فلسطين العربية سابقاً، والعراق، وليبيا واليمن وتونس والجزائر ومصر وسوريا اليوم.. لكن أين نحن من كل هذا الكلام، مجرد كلمات تخطّها سطور، او تلفظها شفاه، لا معنى لها ولا قيمة.
الأجدر بِنَا اليوم أن نسكت، لا بل أن نخرس، كفى كذباً ورياءً، نفاقنا فاحت رائحته، ضعفنا راق للآخرين فاستغلوه ضدّنا أبشع استغلال، خيبتنا كبيرة اليوم، تراكمات الانصياع بات علقماً نشربه الآن راضخين بعد أن كنّا يوماً ما مرغمين.
حلب تحترق، حلب تئن، حلب تتألم.. كلمات نردّدها، أطفال جريحة، أطفال تحولّت الى جثث هادئة تراها سعيدة بالموت، فهي تخطت الخوف والقهر والجوع والذل والحرمان والعهر. نساء تبكي، نساء تشكي، نساء ترثي، نساء تصرخ. والرجال تنادي، تستنجد، تقاتل، تحاول، ولكن شيئاً لم يتغيّر وحالاً لم تتبدّل.
أين أنتم يا من تفاخرتم بالعروبة، ماذا فعلتم لهؤلاء “العرب” ؟ ماذا نفعت كلماتكم، وكم تليق بكم العروبة.
مشاهد الخراب والدمار والنار والدماء، مشاهد الأطفال والنساء وصرخات الرجال، ومراسلين ترقص على الجثث وتتباهى بالسلفي معها، إنما هي دليل حقارة العرب، وسفاهة العرب، ونفاق العرب، وكرههم وحقدهم وانعدام النخوة والإنسانية لديهم ، هي دليل انجازاتهم العظيمة في الحروب والتخريب، هي دليل ارتقاء مصالحهم على حساب الشعوب “العربية”.
وامعتصماه قالتها في تاريخ مضى امرأة مستنجدة بالخليفة المعتصم ..اليوم تقولها كل نساء حلب ولا معتصم بين حكام العرب يستجيب او تحركه نخوة