الإنسحاب الروسي من سوريا…خديعة للجميع!

الجيش الروسي
فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم أمس بقراره الانسحاب من سوريا، مما خلّف ارباكا في صفوف نظام الأسد وحلفائه، في وقت علقت تلك الجماعات آمالا ً كبيرةً على استمرارِ وجودِ هذه القوات على أراضيها لتحقيق تفوّق عسكري دائم.

بعد اهتزازات الصدمة الاولى، ومن أجل استيعابها، لا بد من الإضاءة على بعض النقاط التي توضح وتظهر الضوء على بعض الزوايا المظلمة التي تجاهلها البعض في غمرة السعادة المفرطة التي ابداها خصوم النظام والتطبيل والتزمير وربما تبادل التهاني بالحدث الكبير.

السؤال الأول البديهي هل روسيا دولة ناشئة تتهجى مفرادات السياسة والامن العالميين؟

هل هي جمعية خيرية أرادت القيام بعمل إنساني في سوريا؟

هل انسحبت من سوريا تحت ضغط ضربات المجموعات المسلحة المعارضة للنظام وحلفائه؟

طبعا لا…

ومن ناحية أخرى، هل انتصرت وحققت أهدافها في تثبيت النظام وكسر شوكة المعارضة والمجموعات الاخرى التي تقاتل المعارضة المعتدلة؟

أيضا لا…

إذا فإن لروسيا حساباتها الخاصة في المنطقة والتي تنسف معها احلام وتوقعات النظام وحلفائه، بأن روسيا جاءت لنصرتهم وبدا جليا الارباك من رأس النظام وحتى القواعد المؤيدة في أكثر من شكل بدأ بتصريحات رأس الدولة وصولا الى الاعلام، وحتى المؤيد منه لهم من خارج سوريا وكأنه يسعى للاستيقاظ من حلم مزعج!

نعم استطاعت روسيا الايحاء بأنها ارست قواعد إشتباك او هدنة جديدة وانها قامت بما عليها وفرضت التوجه الى الحل السياسي للازمة في سوريا بالشكل، أما الحقيقة فقد تكون غير ذلك إذا ما استذكرنا اشارة مسؤولين روس أكثر من مرة الى أن بقاء الاسد دونه الكثير من العقبات عدا عن توبيخ تشوركين للأسد عندما علق على وقف اطلاق النار بكلام مخالف لما يريده الدب الروسي.

 

القوات البرية الروسية
القوات البرية الروسية

فبعد القرار الروسي بالانسحاب بساعتين فقط تحدث الرئيس السوري بكثير من المرونة عن الحل السياسي للازمة السورية، وأراد اخبار العالم أن الانسحاب تم بالتنسيق معه وهو ما بدا إرباكا إيضافيًا وبشكل ظاهر.

بين الدعوات الأميركية للايرانيين والسعوديين للتحاور وايقاف سفك الدماء، وبين الحديث عن وفد إيراني نرتقب زيارته للسعودية، تبدو الظروف تغيرت والرهانات تسقط تباعًا على المتضرر، الذي كان عليه استيعاب وإدراك الحجم الفعلي له وسط لعبة الامم، ولكن…

إقرأ أيضاً: حزب الله يبدأ بسحب عديده من سوريا بالتزامن مع الإنسحاب الروسي

هل قامت روسيا قبل إنسحابها المدوي بتأمين حدود الدولة العلوية التي تبلغ مساحتها حوالي 18 ألف كلم؟ ولها ميناء بحري؟ تمهيدا للتقسيم طبقًا للكلام الأميريكي، وليس حلم الدولة العلوية حديث العهد فقد سبق أن اُعلن عن دولة علوية على الساحل السوري إبّان الاستعمار الفرنسي.

إقرأ أيضاً: دلالات «ثقيلة» لغياب الاحتفال بالذكرى الحادية عشرة لانتفاضة «14 آذار»

ويُتداول نصُ وثيقة رفعها زُعماء الطائفة العلوية آنذاك الى رئيس الحكومة الفرنسية يؤكدون فيها رفض التحاقهم بدولة سوريا، خوفا من مصير مجهول وطالبوا بدولة علوية بعد رحيل الاستعمار ومن بين الموقعين على الوثيقة سليمان الأسد جد الرئيس بشار الاسد. مع اعتقاد البعض أن إقامة دولة علوية أمرا مستحيلا مع محيط سني متخاصم تاريخيًا معها إلاّ أنّ هذا الواقع تغير مع التغييرات الديموغرافية التي حدثت في سوريا.

السابق
في الإمارات.. محاكمة عناصر خلية تابعة لـ«حزب الله»
التالي
شو وقفت على طلعت ريحتكم؟!