حزب الله من خلدة لحاصبيا: الشيخ ماهر حمود المرجع.. والسعديات نموذجاً (2/3)

بدأ الأمر قبل ثلاث سنوات، وبات اليوم "ناجزاً"، مع 4 آلاف عنصر، ليسوا بالضرورة مقاتلين، كثيرون منهم متفرّغون، والأكثر مناصرون وتابعون، يقبضون رواتب ويتلقّون خدمات، ومرجعيتهم السنية رئيس هيئة علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود.

هذا الملف “التوسعي” لحزب الله، كي يربط الضاحية بالجنوب، عبر صيدا، أمنيا واستطرادا “سياسياً”، تجلّت أوّل مظاهره منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، حين أوكل حزب الله إلى أحد المقربين إليه شراء قطعة أرض في السعديات وإنشاء مبنى سكني عليها يتألف من طبقات عدّة.

اقرأ أيضاً: حزب الله يمسك بالخط الساحلي من خلدة إلى حاصبيا بـ4 آلاف عنصر سنّي (1/3)

هذا المبنى لم يكن للسكن، بقدر ما كان يتحضّر ليكون قاعدة حزبية – عسكرية ثابتة في المنطقة. إذ أنّه في مرحلة لاحقة من تاريخ الإنشاء زار وفد حزبي مختار بلدة السعديات رفعت الأسعد لإعلامه بنيّتهم تحويل إحدى شقق هذا المبنى إلى مصلّى

ورغم أنّ حزب الله أكّد للمختار الأسعد أن لا غاية استفزازية من هذه الخطوة إلاّ أنّ معلومات أمنية وصحافية أشارت إلى أنّ ذلك المبنى تحوّل إلى أكثر من مجرد مشروع سكني ومصلّى، وبات خزّان أسلحة ونقطة يتلاقى فيها عناصر من حزب الله والسرايا.

الجدير بالذكر أنّ هذا المصلّى سببّ عدداً من الإشكالات المسلّحة في السعديات خلال الأشهر الأخيرة. فمن إشكال مسلّح وقع منذ أشهر على خلفية بثّ المصلّى أناشيد حزبية ترافقت مع مواكب سيّارة بعد انتشار أشرطة المساجين الإسلاميين في رومية وما تعرضوا له من إذلال، وصولاً إلى ما ضجّت به وسائل الإعلام مؤخراً عن إطلاق النار على المصلّى أثناء تأدية مسؤول المنطقة في حزب الله صلاة المغرب والعشاء هناك، وهي معلومة تضاربت المعطيات حول تأكيدها أو نفيها.

اقرأ أيضاً: تمدّد «حزب الله» (1): موقع السعديات من مخطط إيران الإمبراطوري

غير أنّه اصبح من الملحوظ أنّ ما تشهده هذه المنطقة ليس “حالات فردية” بقدر ما هي حوادث أكثر من عابرة، بل مقيمة، و”هادفة”، تريد زرع بذور الخوف و”الهيمنة” على المنطقة بوهج السلاح، وإخضاع الأهل لمنطق القوّة، تمهيدا لاستقطاب من يمكن “ترغيبه” واستعداء وتخويف من لا أمل في استقطابهم.

حزب الله
وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ ما يخطّط له حزب الله ليس “السعديات” على وجه خاص. فهذه المنطقة لا تشكّل سوى محطة من خارطة عسكرية لحزب الله تتضمن الخط الساحلي من خلدة وصولاً إلى حاصبيا. ولأن بلدتي السعديات والناعمة، بواجهتيهما السنية، هما العائقان الأبرز أمام مشروع وصل الضاحية بالجنوب والسيطرة الكاملة على الشريط الساحلي الجنوبي، تركزت الخطة على اختراقهما وعلى استمالة بعض الشبّان السنّة، خصوصا من العاطلين عن العمل، الذين وجدوا في “السرايا” بديلاً عن الفقر والضعف والبطالة. لا سيما وأنّ المانشيت المغري كان “محاربة داعش” من جهة، و”حماية لبنان، إضافة إلى رواتب مغرية، وصل بعضها إلى أكثر من 1500 دولار شهريا، لمن كان لا يتحصّل منهم على 100 دولار قبل ذلك.
هي “ميزانية ضخمة رصدت لهذا الخطّ”، يقول أحد العارفين والمواكبين لهذا المشروع: “وحزب الله قرّر أن يدفع الكثير والقليل ليمسك بهذا الخطّ، مهما كلّف الأمر”.

لهذه الغاية تركزت التعبئة الحزبية على فئة العاطلين عن العمل، والمنشقين عن تيار المستقبل إثر الأزمة المالية وعجزه عن دفع رواتبهم، يضاف إليهم “سحب” بعض العناصر من أحزاب حليفة له، من ناصريين وقوميين وإسلاميين وبعض العائلات الصغيرة التي انطوت تحت لواء السرايا بحثاً عن الحماية.

وكنتيجة لعملية التعبئة المكثفة داخل البيئة “السنيّة”، وكما ينقل مقربون من السرايا لموقع “جنوبية”، فإنّ الشيخ ماهر حمود،ماهر حمود المسؤول عن هذا الملف من خلدة إلى حاصبيا، استطاع خلال ثلاث سنوات فقط أن يستقطب 4000 عنصر سني، ما بين متفرّغ ومناصر، نصفهم تقريباً في صيدا ومحيطها، ونصفهم يتوزّعون على الخطّ الساحلي بين صيدا وخلدة.
هؤلاء المجنّدون إما يقبضون رواتب كاملة، أو يجنّدون بسبب إغراءات أخرى، مثل فتح مصالح، أو توظيف في مؤسسات خاصة أو عامة، أو هم في الأصل ينتمون سياسياً إلى 8 آذار وطلب إليهم السكن في تلك المناطق.

اقرأ أيضاً: تمدد «حزب الله» 2: تلال ومجمعات «تأكل» الخط الساحلي

 

السابق
ما بين عون وفرنجية… اللقاء الديمقراطي يرّشح هنري حلو
التالي
من الهولوكوست الى مضايا(2): حزب الله يتقمّص المعتدي الاسرائيلي