حزب الله وحيدا في الدفاع عن سماحة.. حتّى جميل السيّد تراجع

ميشال سماحة وحزب الله
هو صمت "مقبول"، لدى قسم كبير من قيادات 8 آذار. صمت المتواطئين، لكن بخفر وخجل. صمت من ذهب، وإن كان مريباً، وفاضحاً. إذ بدا أكثر احتراماً للبنانيين والشهداء من "كلام" النائب محمد رعد، الذي من حديد ونار. إذ استكثر رعد على المستنكرين إطلاق سراح ميشال سماحة، هذا الاستنكار.

وحده محمد رعد، رئيس كتلة حزب الله النيابية، لامس بيانه حدود جريمة الرأي. حتّى اللواء جميل السيّد، الذي دافع عن ميشال سماحة بعد إطلاق سراحه، عاد في اليوم التالي وغرّد عبر “تويتر” متبرّئاً من سماحة، وكتب له: “خان ثقتي وأخطأ بحقي حين رافقني من دمشق وهو يعلم ما كان يخفيه في سيارته، ومن اليوم وصاعدا كلّ في طريقه، إنتهينا”.

ومثل رعد كانت قناة “المنار” تمارس دورها كبوق يدافع عن حلفاء حزب الله وإن كانوا مجرمين وقتلة. ومع “المنار” ورعد كان هناك موقف وئام وهاب الذي غرّد: “التهجم على المحكمة العسكرية من قبل من يفترض فيهم حمايتها غير مبرر ومعيب. لماذا لم نسمع اعتراضاً على إطلاق مرتكبي جرائم، بينما تعترضوا على صاحب نية في تنفيذ جرم؟ أنصحكم بالتخفيف عن سماحة، فإذا استمرت الأوضاع على حالها، قد تحتاجون إليه ههههههه. إن قضاة المحكمة الذين تهاجمون، هم من أفضل قضاة لبنان ممن ساعدوا في حلحلة الكثير من القضايا، وآخرها عملية إطلاق العسكريين”.

إقرأ أيضاً: صدمة اطلاق سراح سماحة تتفاعل…والقلق الأمني إلى الواجهة

بسخرية تشبه قائلها، دافع وهاب عن سماحة، وفقط. لم يتضامن أحد غيرهم. تعاملت مقدمة أخبار الـNBN مع الحكم كأنه لم يكن فانشغلت بالجلسة الوزارية وبملف النفايات، وتناولت موضوع التظاهرة التي قامت بها حملة بدنا نحاسب، إضافة إلى إشارتها إلى الإرهاب الذي طال أندونيسيا.

حتّى قناة “الجديد” لم تخفِ سخطها، فسخرت مقدمة نشرتها المسائية من الحكم إذ قالت: “مئةٍ وخمسينَ مِليونَ ليرةٍ تَحصُلُ على مِيزةٍ متطوّرةٍ أهمُّها: نقلُ مُتفجّراتٍ مملوكةٍ مِن الشام إلى بيروت.. لا تأخُذُ هذه الميزةُ مِن رصيدِك سِوى أربعِ سنوات.. تَقضيها في السِّجنِ قبلَ أن تعودَ مُعلناً أنك ستمارسُ حياتَك السياسية”، لتحسم موقفها من ميشال سماحة على الرغم من المعترضين ومن المباركين ومن القرار الصادر بأنّه “رجلٌ اتّسمَ بالإرهاب.. مجرمٌ لم ينفّذْ جريمتَه”.

إقرأ أيضاً: جميل السيّد يحبّ من يخون وطنه… ويكره من يخون ثقته
أيضا جريدتا “السفير” و”الأخبار” تعاملتا مع الحدث كأنّه لم يكن، فـ”السفير” خصّصت صفحتها الأولى اليوم لصفقة الأسلحة الفرنسية ولجنيف وتركيا، واقتصر خبر ميشال سماحة في عددها على مقال في صفحتها الثالثة للزميلة لينا فخر الدين وصف رحلة سماحة من الريحانية إلى الأشرفية وكيف تعامل مع الإعلام في منزله.

جريدة “الأخبار” بدورها ارتأت أن تخصص صفحتها الرئيسية من عدد اليوم لتحقيق عن المعاينة الميكانيكية والتزوير فيه. وتصدّر صفحتها الأولى مواضيع عن ترحيل النفايات واتجاه الحكومة إلى تصريف الأعمال. ميشال سماحة حلّ ضيفا بعيداً في الصفحتين الرابعة والخامسة في تقرير لآمال الخليل استعرض مسيرة سماحة من لحظة القبض عليه إلى لحظة الإفراج عنه. بمحاذاة تقرير الخليل كان هناك مقال يتيم لرضوان مرتضى تحت عنوان: “من لا يغطى متورطاً فليعلق المشنقة”. ورغم الهجوم الذي شنّه الكاتب على المعترضين واصفاً مواقفهم بـ”حفلة الفجور”، إلا أنّه أكد أنّ ميشال سماحة ارهابي ومجرم حيث استهل المقالة بعبارة: “من توافرت النية الجرمية لديه للقيام بعمل إرهابي لقتل أبرياء، ثم حال حائل، خارج عن إرادته، دون تنفيذه، هو قاتل مع وقف التنفيذ، هذه هي حال ميشال سماحة التي لا يجوز أن يختلف عليها اثنان”.

إقرأ أيضاً: إطلاق ميشال سماحة: قادة 14 آذار هم المسؤولون
مواقف “الأخبار” الخجولة، جاءت صريحة عبر كاتبها “غسان سعود” الذي استهزأ من قرار المحكمة التمييزية العسكرية عبر صفحته على فيسبوك فكتب: “عم فكر عبّي الطبونيه متفجرات، هيك إذا إجا الدركي يعملي ظبط سرعة أو سنتور 250 ألف، بقله لأ حولني محكمة بتهمة نقل متفجرات وخود بآخرتها 150 ألف.. لو بتوقف المحكمة العسكرية مزح؛ جدياً ما في أبشع من هيك مزحة. يا ريت جماعة 8 آذار ما ياخدوه بصدرهم هلأتني لسماحة ويعتبروه أحد أبطالهم.. الحريري بحد ذاته وطلع يوماً ما غسل يديه من خالد ضاهر ومعين المرعبي..”.

من موقف سعود، يستوقفنا موقف فيصل الأشمر، المحسوب على حزب الله، والذي يدير بعض الإعلام الإلكتروني الحزبي. فق شنّ هجزماً عنيفاً على المحتجين ضدّ الحكم، غير أنّ موقفه من ميشال سماحة تلخص بعبارة :”آخر همي ميشال سماحة، ولا يوم استهضمته”.

وحده رعد دافع عن ميشال سماحة، ومعه، بسخرية، وئام وهاب. وحده رعد دافع عن المجرم. أليست عبرةً؟ لا أعرف لماذا يحضرني شعر ابن سهل الأندلسي: “هيها لا تخفى علاماتُ الهوى، كاد المريبُ أن يقولَ: خذوني”. 

إقرأ أيضاً: اللبنانيون ردّا على اخلاء سبيل سماحة: لا لمحكمة العار!

السابق
جميل السيّد يحبّ من يخون وطنه… ويكره من يخون ثقته
التالي
الأشرفية ترفض ميشال سماحة