حضر صمدت لكن النصرة احتلت مسحلة وتلتي الجولان والحمر الشمالي الاستراتيجيتين جيش حرمون يريد التقدم نحو شبعا لقطع طريق راشيا على حزب الله

القلمون

كتبت صحيفة “الديار” تقول : تواصلت المعارك العنيفة بمختلف انواع الاسلحة في محافظة القنيطرة مع بدء هجوم كبيرلـ”جيش حرمون” و”النصرة” للسيطرة على البلدات التي ما زالت خاضعة لسيطرة الجيش السوري في محافظة القنيطرة ومعظم هذه القرى يقطنها اكثر من 30 الف درزي.
هجوم “جبهة النصرة” على محافظة القنيطرة يتركز على بلدة حضر الدرزية ذات الموقع الاستراتيجي، واذا سقطت حضر بيد “النصرة” اصبحت على تماس مباشر مع بيت جن السورية وتالياً مع شبعا وحاصبيا وكذلك السيطرة على التلال المشرفة على منطقة راشيا والسماح لـ”النصرة” بالانتشار في هذه المنطقة، وارباك حزب الله عبر فتح جبهة جديدة معه شبيهة بمعارك القلمون وجرود عرسال ولذلك فان هدف النصرة من الوصول الى هذه المناطق قطع طريق راشيا ـ شبعا ـ حاصبيا على حزب الله، وارباكه في مناطق المواجهة الاساسية مع اسرائيل، وهذا ما يكشف الدور الاسرائيلي في دعم “جبهة النصرة” واحداث موازين قوى جديدة على طول الخط الفاصل بين القنيطرة وجبل الشيخ وشبعا وحاصبيا وبين القوات الاسرائيلية، ولذلك فان كل ما يجري يتم بقرار اسرائىلي صريح وواضح لجهة استخدام الدروز “كوقود” لخدمة هذا المشروع، وبالتالي دعم “النصرة” للسيطرة على هذه المناطق ودفع الدروز الى طلب الحماية الاسرائيلية.

 
اما على صعيد التطورات العسكرية، فقد واصلت “جبهة النصرة” و”جيش حرمون” هجومهم على بلدة “حضر” مستخدمين مختلف انواع الاسلحة في عملية الاقتحام، وتمكن الاهالي من صد الهجوم مع الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني، لكن قوات “جيش حرمون” و”النصرة” تمكنا من السيطرة على وتلال استراتيجية وتحديداً تلة “الحمر الشمالي” وتلة “مسحلة” و”تلة الجولان” وتمكن المسلحون من خلال احتلال التلال الاستراتيجية تطويق بلدة حضر وقطع الطريق الرئىسية المؤدية الى البلدة عبر رصاص القنص والرشاشات الثقيلة والمتوسطة، ولكن اهالي حضر مصرون على استعادة التلال، خصوصاً أن معلومات مؤكدة تشير الى ان سقوط هذه التلال الاستراتيجية تم نتيجة “خيانات” لبعض الضباط، وتم بعدها تسليم التلال لـ”النصرة”.
وقد شهدت مناطق راشيا وحاصبيا وشبعا امس استنفاراً من قبل الاهالي وجرت عمليات تنسيق بين الاحزاب لدعم حضر، لان سقوط حضر سيترك تداعياته على مناطق راشيا وحاصبيا وشبعا وكذلك على دمشق.

 
كما تستهدف “جبهة النصرة” في هجومها مدينة البعث وهي المركز الاداري الرئيسي في المحافظة ومدينة خان ارنبة بالاضافة الى حضر وحرفا وعرنة وبقعسم وغيرها، وقد دعت “جبهة النصرة” اهالي القرى الدرزية للوقوف على الحياد، والا فان القرى الدرزية ستتعرض لقصف من “جبهة النصرة” وانهت بيانها “اعذر من انذر”.
وتقع القنيطرة على بعد 70 كيلومتراً جنوبي غربي العاصمة السورية، علماً أن اهالي القرى الدرزية في منطقة القنيطرة لبوا نداء اهالي حضر بالمساعدة، وفتح اهالي عرنة وحرفا اشتباكات مع مواقع المسلحين من اجل التخفيف عن حضر اكبر القرى الدرزية، وعلم ان عدداً من اهالي البلدة سقطوا شهداء في المواجهات. كما افاد عدد من اهالي البلدة ان الاهالي تمكنوا ايضاً من تطويق مجموعات لمسلحي “النصرة” في اطراف البلدة.
وقد اطلقت صفارات الانذار الاسرائيلية في قرى الجولان المحتل بعد سقوط قذائف من الجانب السوري في المنطقة. وان العشرات من المواطنين الدروز من قرى فلسطين المحتلة والجولان تجمعوا على الخط الفاصل وحاولوا اجتياز الحدود لمساعدة اهالي “الحضر” ومنعتهم قوات الاحتلال الاسرائيلية، فانتقل هؤلاء الى امام احد المستشفيات وحاولوا اقتحامها لتواجد جرحى “النصرة” بعد اصابتهم في الاشتباكات ونقلهم الى اسرائيل للعلاج بعد ان فتحت لهم اسرائىل الحدود، وقد تصدى “الامن الاسرائيلي” للمواطنين الدروز الذين هددوا باقتحام المستشفيات اليوم.

 
وفي ظل هذه التطورات وصل النائب وليد جنبلاط ونجله تيمور الى العاصمة الاردنية لبحث الملف الدرزي مع المسؤولين الاردنيين. واشارت معلومات مؤكدة ان قيادة المسلحين موجودة في الاردن وتتولى ادارة معارك القنيطرة باشراف ضباط سعوديين واردنيين وقطريين وان الدول الثلاث قدمت كل الدعم لـ”جبهة النصرة” وجيش حرمون وزودتهم بالمال وبكل الاسلحة المتطورة واجهزة الاتصالات لفتح جبهة جديدة في القنيطرة والسيطرة على هذه المنطقة وتطويق دمشق وارباك حزب الله. وان هذه الدول عمدت الى فتح الجبهة الجديدة بعدما خسرت جرود القلمون وعرسال جراء سيطرة المقاومة والجيش السوري على هذه المناطق، وتمكن الجيش السوري من صدّ الهجوم على مطار الثعلة العسكري.
وقال مصدر في الجيش السوري لرويترز إن الجيش صد هجوما للمعارضة للسيطرة على عدد من التلال وقريتي تل الشعر وتل بزاق إلى الشمال من القنيطرة عاصمة المحافظة والتي باتت مهجورة.
وقال المصدر “أحبطت وحدات الجيش محاولات الجماعات الإرهابية للاستيلاء على القريتين الواقعتين في ريف القنيطرة” مضيفا أن ما لا يقل على 200 مقاتل من المعارضة قتلوا أو جرحوا في عمليات الجيش.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي عدة دبابات وعشرات الجنود ينقلون تعزيزات عبر قرى يسيطر عليها الجيش في المحافظة الحدودية الزراعية حيث حققت المعارضة مكاسب في العامين الماضيين. وقصف الطيران السوري بلدة نبع الصخر ودوار العلم بالقطاع الاوسط في ريف القنيطرة.
وكتب عصام الريس المتحدث باسم قوات “جيش حرمون” على تويتر يقول إن الجماعات المشاركة في العملية وقعت اتفاقا لا يشمل جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا.
وقال الريس إن الجماعات المشاركة في الهجوم تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر. وحاربت جبهة النصرة في جنوب سوريا من قبل لكنها ليست الجماعة المعارضة الرئيسية فيه خلافا لما يحدث في مناطق اخرى من البلاد.
وأبلغ الريس رويترز في وقت لاحق أن محاولة الاستيلاء على ما تبقى من معاقل الجيش في المحافظة – بعد سلسلة محاولات فاشلة – تستهدف أيضا اللواء 90 وهو القاعدة الرئيسية للجيش هناك.
وقال إن الهجوم محاولة لإنهاء وجود النظام في المحافظة.

 
ويستهدف المعارضون المسلحون مدينة البعث وهي المركز الإداري الرئيسي بالمحافظة ومدينة خان أرنبة وهما المدينتان الرئيسيتان اللتان لا تزالان تحت سيطرة الحكومة.
وطرد الجيش من القنيطرة من شأنه أن يفتح طريق إمدادات للمعارضة جنوبي دمشق بمنطقة الغوطة الغربية التي يسيطرون عليها والتي يمكن استخدامها لاستهداف مركز سلطة الأسد.
وقال الريس إن قوات المعارضة تستهدف تدمير خط الدفاع الأول للجيش حول دمشق في هذه المنطقة.
وقال مصور لرويترز يتابع الموقف من هضبة الجولان المحتلة إن منطقة القنيطرة تشهد قصفا عنيفا منذ الساعات الاولى من صباح امس.
وفي مرحلة ما شاهد الدخان يتصاعد من نحو 13 موقعا للقصف وترددت من على بعد أصوات الاسلحة الصغيرة.
وقال المصور ان القصف تركز فيما يبدو بين سد القنيطرة والبلدة نفسها وان بعض المباني على المشارف تضررت فيما يبدو. ولم تتضح جماعات المعارضة المشاركة في القتال.
وقال مصور رويترز إنه في وقت لاحق دوت صفارات الانذار في مرتفعات الجولان للتحذير من صواريخ. وأمكن مشاهدة دبابات في الجانب السوري تطلق قذائفها وسمع صوت طائرات هليكوبتر سورية تحلق فوق المنطقة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان عددا من المقاتلين لقوا حتفهم من الجانبين في المنطقة منذ الثلاثاء.
وقال عبد الرحمن ان قوات المعارضة التي تقاتل في محافظة السويداء الى الشرق أخفقت خلال معارك وقعت في الاونة الاخيرة في السيطرة على طريق رئيسي يؤدي إلى دمشق ولم يتضح ما إذا كانت ستتمكن من السيطرة على طريق يؤدي الى العاصمة في هذا الهجوم الأخير.

السابق
باريس تحقق في عمولات محتملة رسالة سعودية للفرنسيين: جمِّدوا هبة السلاح
التالي
خلاف عنيف بين بري وعون وسلام قد يستخدم صلاحياته بعدما امن الغطاءين الشيعي والمسيحي