الأزمة الحكومية تتسبّب بتعليق زيارات دولية تعيين مدير المخابرات ينافس ملف القيادة

جلسة الحكومة اللبنانية

كتبت صحيفة “النهار” تقول : بدأت الازمة الحكومية تنذر باتساع التداعيات والانعكاسات السلبية إن على صعيد تراكم الملفات والقضايا الحيوية العالقة داخلياً، أم على صعيد ترددات الشلل الحكومي خارجياً. ومع ان زيارة رئيس الوزراء تمّام سلام أمس للقاهرة اتسمت باجواء الاحاطة الحارة من المسؤولين المصريين الكبار الذين ابدوا اهتماماً بالوضع في لبنان، فإن تشديدهم على وجوب تخطي ازمة الفراغ الرئاسي بسرعة شكل احدى علامات القلق العربي والخارجي المتنامية حيال الازمات الداخلية المتعاقبة التي تعرض لبنان لاخطار معروفة.
وعلمت “النهار” أن مسؤولا دولياً معنياً بالملف اللبناني أبلغ أخيراً عدداً من المسؤولين أن الاتصالات التي أجراها مع طهران والرياض لم تنته الى نتائج تدعو الى التفاؤل بالاستحقاق الرئاسي ولا بآفاق تسوية الازمات في المنطقة التي تضع ايران والسعودية إحداهما في مواجهة الأخرى. وقد نصح هذا المسؤول الجهات الرسمية بأن يهتم لبنان بنفسه ويبقي مؤسساته عاملة ولا سيما منها الحكومة التي تمثل القناة الرسمية الوحيدة للبلاد مع العالم. ولفت المسؤول نفسه الى ان هناك جدولاً بزيارات مسؤولين دوليين للبنان قد علّق بسبب الشلل الحكومي.
ولعل تطوراً لافتا سجل في سياق التحسب لتحركات معينة داخلية تتصل بالموضوع الرئاسي في المرحلة المقبلة، إذ علمت “النهار” أن الجهات الامنية المعنية بقصر بعبدا أبلغت من يعنيهم الامر أن أي تحرك في اتجاه القصر تحت عنوان تحريك ملف الانتخابات الرئاسية ممنوع لإن الوصول الى هذا المقر الرسمي هو خط أحمر.
كاغ
الى ذلك، أفادت مصادر مطلعة ان ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ زارت اسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي للبحث مع المسؤولين الإسرائيليين في متابعة تنفيذ مندرجات القرار 1701، علماً ان جزءاً من حركتها المحلية يندرج في إطار اطلاع المسؤولين اللبنانيين على هذه الأجواء. وتلتقي كاغ اليوم الرئيس سلام للغاية نفسها بعدما التقت امس رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الدفاع سمير مقبل. وشددت على “اننا لن نوفر أي جهد في مؤازرة الحكومة اللبنانية من أجل ضمان أمن لبنان، ومن المهم جداً ان نستمر في رؤية مدى اهمية الدور الذي يضطلع به الجيش اللبناني من خلال انتشاره في كل المناطق اللبنانية ومواجهته التحديات”، مشيرة الى انها ستقدم بياناً موجزاً الى مجلس الامن في الثامن من تموز عن الوضع في لبنان.
سلام في القاهرة
في غضون ذلك، أكد الرئيس سلام خلال زيارته للقاهرة ان موضوع الارهاب “يشكل هاجساً كبيراً عندنا ونعمل بتوجه بعيد المدى لتشجيع الاعتدال في وسطنا وعقيدتنا واعمالنا لنتمكن من محاربة الارهاب والتطرف”. وقال في اشارة الى الازمة الحكومية إن الذهاب الى التعطيل” غير مريح وغير مفيد وعلى كل القوى ان تدرك ان البلد من دون رأس لا يستمر”. وسمع سلام من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تأكيداً لضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت لتحقيق الاستقرار.
جنبلاط في عمان
ومن جهته التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أمس في عمان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين. وأفادت وكالة الانباء الاردنية “بترا” أنه جرى خلال اللقاء “تأكيد عمق العلاقة التاريخية التي تجمع الاردن والطائفة الدرزية، كما تم البحث في العلاقات الاردنية – اللبنانية وسبل تعزيزها بالاضافة الى تناول مختلف التحديات في المنطقة والجهود المبذولة للتصدي للارهاب”. وجاءت زيارة جنبلاط لعمان في اطار تحرك كثيف يقوم به لمواجهة الاخطار التي برزت حيال الدروز السوريين اخيراً، علماً ان موفدين لجنبلاط أبرزهم الوزير وائل ابو فاعور قاموا بزيارات لكل من تركيا والمملكة العربية السعودية في هذا السياق.
مديرية المخابرات
وفيما كل الأنظار تتركّز على النزاع الدائر على منصب قيادة الجيش بفعل تمسك فريق العماد ميشال عون ببت ملف تعيين قائد جديد للجيش ورفض اي بحث في اي بند آخر قبله في مجلس الوزراء، علمت “النهار” ان تنافساً حاداً يجري في الكواليس على منصب مدير المخابرات في الجيش مع قرب احالة مدير المخابرات الحالي العميد ادمون فاضل على التقاعد في 20 أيلول، ويتوقّع قبل شهر على الأقل تعيين خلف له لتأخذ عملية التسليم والتسلّم وقتها في مركز فيه ملفات بأهمية مديرية المخابرات. وعلم من مصادر عسكرية متابعة ان اسمي العميد وديع الغفري والعميد فادي داوود طرحا بدعم من مرجعية سياسية، فيما تسعى مرجعيات كنسية الى تعيين العميد ريشار الحلو.اما مرشح قيادة الجيش فهو العميد كميل ضاهر الذي يلقى قبولاً في أوساط المؤسسة وضباطها.
وفي 7 آب المقبل تنتهي ولاية رئيس الأركان العميد وليد سلمان الذي يتوقع التمديد له على غرار التمديد الذي تمّ للواء ابرهيم بصبوص في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
وعن اعتراض العماد عون على مسألة التمديد، سألت المصادر المتابعة عن السبب في عدم اعتراض عون عندما مدد للواء محمد خير وما اذا كان ذلك محاولة استرضاء آنذاك لتيار “المستقبل” من اجل تمرير التفاهم على تعيين العميد شامل روكز في قيادة الجيش في مقابل تعيين العميد عثمان في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.

السابق
حزب الله ينعى أحد مقاتليه محمد الأطرش قضى في سوريا
التالي
باريس تحقق في عمولات محتملة رسالة سعودية للفرنسيين: جمِّدوا هبة السلاح