حمود: «حزب الله» حذر الحريري من احتمال قتله

واصل المستشار الإعلامي للرئيس الشهيد رفيق الحريري هاني حمود تقديم روايات غير معروفة سابقاً أمام غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وبعد الجو التهديدي الذي نقله عن الإعلامي علي جابر من القيادات السورية إلى الحريري، أكمل حمود إفادته بالحديث عن اتصال جرى بينه وبين نصير الأسعد في 11 كانون الثاني (يناير) والذي كان مسؤول السياسة المحلية في “المستقبل”، في اليوم الذي تلا الاجتماع بين جابر والحريري ودخوله وإياه (الأسعد) إلى قريطم.

وأوضح حمود أن “مساء ذلك اليوم، اتصل بي الأسعد وقال لي بإلحاح إن عليه مقابلة الحريري لإبلاغه أمراً ما، طلبت منه ملاقاتي في قريطم وروى لي أنه كان على موعد مع رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” إبراهيم أمين السيد وسمع كلاماً أخافه”. ومما قاله السيد للأسعد: “شو جن صاحبك رفيق الحريري؟ مش عارف إنو بيقتلوه؟ شو قاعد عم يعمل؟ عم يرفضلن لائحتهم الانتخابية؟ ورايح يتحالف مع المعارضة المسيحية؟ ساعة يقول لهم ما بدي دخِّلكم نواب على لوائحي؟”.

ولفت حمود إلى أن “الحريري تصرَّف باستخفاف على أنها محاولة لإخافته”، ناقلاً ما قاله له: “مش رح تمشي، وكبر عقلك يا نصير، ما حدا بيقتل حدا، إذا عملولي شي بيكونو عم ينتحروا”. وقال حمود: “أكد له الأسعد أن الكلام جدي، إلى درجة أن قال له الرئيس: روّق أعصابك واهتم بأمورك”.

وتحدث حمود عن محادثات أجريت بين الحريري و”حزب الله” عامي 2004 و2005، مشيراً إلى أن “ما كان الحريري يريده من الحوار مع الحزب مر بمرحلتين: الأولى، بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 (بداية الحوار). كانت نية الحريري أن يقنع الحزب أن الاحتلال زال وبالتالي زال سبب المقاومة المسلّحة، وعليه الانخراط بطريقة ما في الدولة اللبنانية. أما في المرحلة الثانية، (2004-2005) فكان الحريري يأمل بأن يقنع نصرالله أن يساعده على إقناع الأسد بعدم التمديد للحود، وفي مرحلة ثانية، خصوصاً بعد صدور 1559 واقتناع الحريري أن القرار سيؤدي إلى الانسحاب السوري من لبنان، كان هدفه إقناع نصرالله أن الانسحاب ليس كارثة على حزب الله بل فرصة للبنان ويجب أن نضع أيدينا بأيدي بعض لتمر المرحلة باستقرار وهدوء ويثبت اللبنانيون للعالم أنهم ليسوا قاصرين ويقدرون على إدارة شؤونهم وتحويل الفرصة إلى قفزة للأمام”.

السابق
رعد يتوعّد أحمد الحريري: «حسابو بعدين»
التالي
الجيش بين التشويش.. و«التكفير السياسي»