توقيف«يعرب» السوري: إرهابي بحماية رجل دين! هكذا تدحرج «حفيد البغدادي» من الجرد إلى السجن

كتبت صحيفة “السفير” تقول : الى جانب المواجهات الميدانية التي يستمر في خوضها الجيش اللبناني على جبهة جرود عرسال، و “حزب الله” والجيش السوري على جبهة القلمون.. تستمر بكفاءة عالية الحرب الأمنية ـ الاستخباراتية التي تديرها الاجهزة اللبنانية المختصة ضد الإرهابيين.
ومن أحدث إنجازات هذه “الحرب الصامتة”، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني من توقيف الناطق الإعلامي لتنظيم “داعش” عبد الرحمن بازرباشي، الملقب بـ “حفيد البغدادي” وهو من طرابلس، الى جانب توقيفها السوري يعرب عبد العزيز الفرج (الملقب بــ”يعرب أبو جبل”)، في بر الياس ـ البقاع، لانتمائه إلى مجموعات إرهابية وتهريبه كميات كبيرة من الأسلحة للمسلحين في جرود عرسال.
قصة بازرباشي
وما يجعل بازرباشي المعروف بلقب “حفيد البغدادي” مصنفا ضمن فئة “الأهداف الدسمة” هو أنه على صلة بملف العسكريين المخطوفين، وعلى معرفة بخلايا تكفيرية في الشمال، كما أن بحوزته معلومات حول “داعش” وقياداته والمتعاملين معه، لأنه كان مقرباً من قيادات الصف الأول في القلمون بصفته ناطقاً إعلامياً.
ويدل هذا الإنجاز النوعي على أن ضغط المعركة الدائرة في القلمون بدأ يُضيّق الخناق على المسلحين اللبنانيين الذين التحقوا بالمجموعات الإرهابية، ويضعهم أمام خيارين: الاول، الانتقال مع هذه المجموعات الى الداخل السوري أو جرود عرسال واستكمال خوض المعارك الى جانبها، والثاني، الفرار من أرض المعركة والعودة مجدداً الى لبنان.
وفي المعلومات، أن عيون المخابرات فُتحت على بازرباشي عندما استخدم مواقع التواصل الاجتماعي للدخول الى صفحة جو قهوجي، ابن قائد الجيش، على الانترنت حيث شن هجوماً لاذعاً عليه وعلى والده، وأطلق سيلاً من التهديدات بحقهما.
وقد أمسكت المخابرات بطرف الخيط وراحت تتابعه، فيما كان بازرباشي يواصل “استعراضاته” على مواقع التواصل، الى ان بلغ به الأمر حد بث صور تتعلق بالعسكريين اللبنانيين المختطفين لدى المجموعات المسلحة.
ومع اندلاع معركة القلمون، يبدو أن “حفيد البغدادي” حاول “التسرب” من الجرود في اتجاه عرسال، ومنها الى طرابلس، لكنه ما إن عبر حاجز اللواء الثامن في عرسال، حتى كانت دورية من مخابرات الجيش في انتظاره في بلدة اللبوة – البقاع الشمالي، حيث ألقت القبض عليه خلال فراره مع مجموعة من الشبان (كان هاتفه الخلوي قيد الرصد لحظة بلحظة).
يذكر أن بازرباشي (21 عاماً)، من مواليد طرابلس وسكانها وملقب بـ “حفيد البغدادي اللبناني” نظراً لتشدده، وهو غادر طرابلس قبل نحو ثلاث سنوات الى القلمون السورية.
ولم يكن اسم “حفيد البغدادي” معروفاً في طرابلس، ولم تصدر في حقه أي مذكرة توقيف، لكنه كان معروفاً في محيطه بتشدده الى حدود تكفير كل من يخالفه الرأي، وبأنه ناشط إعلامياً، حيث عمل على تأسيس شبكة إعلامية على موقعَي “تويتر” و “فايسبوك” اللذين كان يشن عبرهما هجوماً عنيفاً على الملك السعودي عبدالله، وعلى كثير من المشايخ والقيادات السياسية والدينية في طرابلس وصولاً الى تكفيرهم.
وتشير المعلومات الى أن بازرباشي تعرّف من خلال نشاطه الإعلامي الى عدد من قيادات تنظيم “داعش” الذين طلبوا منه الانتقال الى القلمون السورية، فانتقل اليها قبل نحو ثلاث سنوات، وخضع لدورات تدريبية على استخدام السلاح، وعمل كناطق إعلامي حيث كان يهتم بنشر البيانات الصادرة عن “داعش”.
ووفق المعلومات، كان بازرباشي يهتم بتصوير كل التحركات والمواجهات التي كان يخوضها المسلحون، وصولا الى بعض عمليات الذبح التي طالت عسكريين ومدنيين، وقد تم إبلاغ عائلته مرات عدة بأنه قُتل في مواجهات الجرود، قبل أن يصار الى نفي ذلك.
وتقول المعلومات المتوافرة لـ “السفير” إن بازرباشي شارك في مواجهات عدة ضد مسلحي “جبهة النصرة”، وانه وقع أسيراً في قبضتهم، قبل أسابيع، حيث تم إبلاغ عائلته بذلك. لكنه ما لبث أن تمكن من الهرب من المكان الذي كان محتجزاً فيه مستفيداً من احتدام المعارك في القلمون، وتوجه نحو عرسال وتواصل مع بعض الوسطاء فيها وفي طرابلس من أجل تأمين عودته الى المدينة، فتم رسم خريطة طريق العودة بمعرفة مديرية المخابرات التي تمكنت من إلقاء القبض عليه مع آخرين في بلدة اللبوة.
ولم يفاجئ مصير بازرباشي الكثير من عارفيه في مسقط رأسه الزاهرية بطرابلس، كون حياته شهدت بحسب هؤلاء “تبدلات جوهرية في الأعوام الماضية منذ بدء الثورة السورية، حيث بدأت معالم التديّن تظهر عليه بوضوح وصولاً الى التشدد الكامل والتكفير”.
ويوضح هؤلاء أن بازرباشي استفاد من الأجواء المشحونة التي كانت سائدة في طرابلس، والدعوات التي كانت تطلق للجهاد الى جانب المعارضة المسلحة، فضلاً عن غياب الدولة والأجهزة الأمنية بالكامل، ليعلن عن انحيازه التام لتنظيم “داعش” وتأسيسه موقعاً إلكترونياً لتعميم بيانات وصور هذا التنظيم وتكفير كل من يعارضه، قبل أن يختفي أثره.
توقيف “يعرب أبو جبل”
وفي إنجاز آخر، أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، في بر الياس – البقاع، السوري يعرب عبد العزيز الفرج (الملقب بــ “يعرب أبو جبل”)، والمطلوب لانتمائه إلى مجموعات إرهابية، ومشاركته في القتال في صفوفها.
وأفاد بيان صادر عن مديرية التوجيه في الجيش أن الموقوف انتقل من عرسال الى أحد المخيمات في البقاع، مستعملاً هوية مزوّرة باسم أحد السوريين الموجودين حالياً في عرسال.
وأوضح البيان أن الفرج اعترف بانتمائه إلى “كتائب الفاروق” ومجموعة الإرهابي أحمد زكريا سيف الدين، واشتراكه مع آخرين بتشكيل مجموعة مسلّحة قامت بعمليات عسكرية على الأراضي اللبنانية، كما اعترف بقيامه بتهريب كميات كبيرة من الأسلحة لمصلحة المسلحين في جرود عرسال، وبتعاطي الحبوب المخدّرة وتجارتها، وبأنه يحظى بحماية أحد رجال الدين الذي أمّن له مسكناً وعملاً في إحدى الجمعيات في محلة بر الياس وقدّم له الرعاية والمساعدة اللوجستية.
وأفاد مراسل “السفير” في البقاع سامر الحسيني أن مخابرات الجيش أوقفت يعرب في مداهمة جرت عند الخامسة من فجر السبت الماضي في مخيم العودة في بر الياس الذي أسّسته “الجماعة الإسلامية”.
ونفذت العملية قوتان، الاولى قوة عسكرية من الجيش، والاخرى من مديرية المخابرات التي قصدت على الفور خيمة يعرب حيث تم توقيفه ونقله الى بيروت فيما كانت القوة العسكرية تتولى تفتيش المخيم. ونتج من العملية توقيف 55 سورياً منهم 11 دخلوا خلسة، بطريقه غير شرعية الى لبنان، و40 آخرون انتهت فتره إقامتهم، والباقون تم الإفراج عنهم امس، فيما أبقي قيد التوقيف 4 سوريين للاشتباه بهم أمنياً.
يشار الى ان يعرب كانت تربطه علاقه خاصة بشيخ يُعنى بالعمل مع جمعيات إغاثة، ويُعرف عنه أن لديه صلات مع داخل عرسال ومخيماتها.

السابق
ولايتي في بيروت على وقْع معركة القلمون الجيش يلتزم الدفاع المتشدّد من دون التورّط
التالي
نصر الله نجح في استراتيجيّة «الغموض البنّـاء» المتدحرجة «اللعبة».. القلمون انتهت