ميشال سماحة: مقدمة لذبح الشعب اللبناني بالجملة والمفرق

ميشال سماحة
إن الركون إلى موقف الخجل إزاء الحكم القضائي الهزلي الصادر بحق المتهم ميشال سماحة سيستتبع بالتأكيد ذبح الشعب اللبناني بالجملة والمفرق، بالمسدسات الكاتمة للأفواه والمتفجرات، وعلى يد أشباه كثيرين مثله.

يقول المثل الشعبي: صحيح يللي إختشوا ماتوا.

لقد خجلت إحدى الفتيات أثناء إندلاع النيران في منزلها من الهرب عارية بسرعة، وفضلت السترة على إنقاذ روحها، فدفعت حياتها ثمناً مقابل التكتم والخضوع للنواميس الإجتماعية التي تعتبر العري “عيب”، حتى إن كانت غايته إنسانية كتفادي الموت حرقاً.

لكننا أيضاً نشهد على مثال أخر صارخ، مشهد الطفلة الفيتنامية التي تبلغ إحدى عشر عاماً، وكيف هربت عارية الجسد باكية العينين، مذعورة وقد أصابتها صدمة مروعة جراء قصف الطائرات الأميركية للمدن الفيتنامية بقذائف النابالم، فكان وقع تلك الصورة التي إحتلت الصفحات الأولى إبان الحرب الأميركية – الفيتنامية شديداً، وقلبَت الرأي العام الأميركي من داعم للحرب إلى رافض لها. المفارقة كبيرة جداً بين الحالتين، لأن النتائج تأتي على قدر الأفعال، سيما أنه في الحالة الأولى فقدت الفتاة حياتها نتيجة خجلها بينما نجت الفتاة الثانية من المحرقة نتيجة إنسانيتها العفوية.

العملاء والإرهابيين صنف واحد، فلا تمييز بين عملاء إسرائيل أو إرهابيي داعش وبين خلية مملوك – سماحة

إن الركون إلى موقف الخجل إزاء الحكم القضائي الهزلي الصادر بحق المتهم ميشال سماحة سيستتبع بالتأكيد ذبح الشعب اللبناني بالجملة والمفرق، بالمسدسات الكاتمة للأفواه والمتفجرات، وعلى يد أشباه كثيرين مثله.

تتغير صورة الجلاد وتبقى القضية ذاتها، قضية جرائم إنسانية بأدوات مختلفة ووسائل متنوعة. العفة والطهارة لا يجديان نفعاً أمام هكذا قضايا تمس بأمن الوطن والمواطنين، والخنوع لا يجلب إلا الخراب والمزيد من سفك الدماء، فلا تهاون ولا مقايضة ولا يأس أو مهادنة مع قضية بهذا الحجم، ولأنها قضية كبيرة فهي بحاجة إلى نضال كبير، لا يتوقف عند الرفض ثم النسيان بعد مدة وجيزة أو الإلتهاء بقضايا أخرى بفعل سطوة الميديا وألاعيبها.

نعم، لذاكرة جماعية تؤبّد مخطط الجلاد الإجرامي وتعمل على إحباط إرهاب غيره من المتسلطين الذين يهددون أطفالنا بوجوههم البريئة أثناء خروجهم من مدارسهم حاملين حقائبهم الجميلة.

نعم لتبني موقف مليء بالوقاحة من قبل الشعب اللبناني، وقاحة في مواجهة كل إعتداء إرهابي والإشارة بالإصبع إلى المتهم. إنه موقف أخلاقي يجب أن نكتب عنه، أن نندد به، أن نستنكر ونشجب في وسائل التواصل الإجتماعي، أن نعتصم ونتظاهر ونصرخ ضد هذا القرار الظالم بحق الشعب اللبناني.

أن نقول لأطفالنا أن ميشال سماحة مجرم وأن نرفع صوره عالياً فخورين بذلك ومطالبين بإعادة محاكمته، أن ننشر صوره بطريقة كاريكاتورية على الملأ وأن نحكي سيرته ونروي للعالم قصته، يجب أن نفضح مخططه وأن نطالب بمعرفة تفاصيل محاكمته وكيفية إتخاذ القرار المتهاون في سفك دمنا. لا تخجلوا من التعبير، لا تترددوا أو تأجلوا وتبخلوا برفع الصوت عالياً.

قولوا للمجرم أنك سفاح مجرم، كي نحفظ في كتب التاريخ إسمه الملطخ بالعار والدم، كونوا وقحين بتجريده معنوياً من وطنيته وجنسيته وانبذوه طالما أن حكم المحكمة العسكرية قد جرده من كافة حقوقه المدنية.

أحكموا على الجاني بالنفي من بينكم ولا تخجلوا أبداً ما دامت التهمة قد ثبتت بحقه. تذكروا دائماً: صحيح يللي إختشوا ماتوا.

الحكم القضائي الهزلي الصادر بحق المتهم ميشال سماحة سيستتبع بالتأكيد ذبح الشعب اللبناني بالجملة والمفرق

كي لا ننسى، وكي لا نتهم بالإزدواجية، إذ لا بد في كل مناسبة من التذكير بأن العملاء والإرهابيين صنف واحد، فلا تمييز بين عملاء إسرائيل أو إرهابيي داعش وبين خلية مملوك – سماحة.

إشارة يجب كتابتها في نهاية كل مقال تحسباً للإنتقادات التي تقول: “وهل نسيت عملاء إسرائيل؟”، وهي إنتقادات تحمل في طياتها إتهامات مبطنة من أشخاص هللوا فرحين، بالسر والعلن، فور سماعهم نبأ الحكم الصادر بحق سماحة.

السابق
سليمان: لابعاد «الملائمة السياسية» عند صدور الأحكام بإسم الشعب اللبناني
التالي
ماذا قال والد وسام الحسن لريفي؟