«داعش» يوسع نشاطاته.. السياحية!

عد انتشار أخبار الوظائف الشاغرة التي أعلن عنها تنظيم «الدولة الاسلامية» في مجالات هندسة النفط والطب واختصاصات أخرى، وبعد مشاريع سك نقوده الخاصة، وإصدار بطاقات الهوية لأتباعه، قرر التنظيم الإرهابي على ما يبدو، الدخول في مجال السياحة «الجهادية» والفنادق «الشرعية» بافتتاحه فندق «خمس نجوم» يقع على ضفاف نهر دجلة في مدينة الموصل التي لا تزال تحت سيطرته. ليس هذا الفندق سوى «فندق نينوى الدولي» الذي كان يعتبر واحداً من أفخم وأفضل الفنادق في العراق قبل انهيار الوضع الأمني، الذي تسببت فيه «غزوات» جحافل «داعش» المنفلتة من عقالها.

 
ويحوي فندق نينوى 262 غرفة وقاعات للحفلات والمؤتمرات والمطاعم ومسبحا، وتحيط به حدائق جميلة وهو سجل في السابق آراء إيجابية في موقع «تريب أدفايزر» المتخصص بتقييم الأماكن السياحية واستطلاع آراء المسافرين من حول العالم. وقد وصفه أحد رواده بأنه أفضل فندق في العراق، وفيه الكثير من المرافق السياحية التي تشكل مكاناً مثالياً للعائلات. ولكن الموقع عدل صفحته في السابع من الشهر الحالي وأضاف تنبيهاً للمسافرين بوجود مخاطر على أمنهم وسلامتهم.
وبذلك أصبح الفندق المترف واللطيف اليوم «فندق الوارثين»، الذي أعاد تنظيم «داعش» افتتاحه لإيواء قادته ووجهائه، وإقامة حفلات زواج مجاهديه بحسب «ذا تلغراف» و»إكسبرس». وقد أقام التنظيم حفلاً لافتتاح الفندق عمل على نقله عبر وسائل إعلامه وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد دعي إليه السكان، فيما أطلقت الألعاب النارية والبوالين الملونة المبهجة التي في حفل الافتتاح، بكثافة، فيما رايات «داعش» السوداء ترفرف فوق الفندق.

فندق الوارثين
فندق الوارثين

ويرى تشارلي وينتر من «مركز كيليام لدراسات مكافحة التطرف»، في حديث الى «ذا اندبندنت» أن كل هذه «البروباغندا» ليست سوى محاولة من التنظيم المتشدد للإيحاء بأن ضربات التحالف الجوية ضده لم تنجح في إضعافه أو هز قواعده. اما إيليا مغناير، المراسل المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، فيقول إن إعادة تأهيل الفندق وافتتاحه ليسا من التصرفات المعتادة للتنظيم المتشدد، الذي عودنا على صور التدمير المتوحش وهدم الآثار والمباني وتشويهها، ويبدو انها حركة تأتي ضمن سياق سعي «داعش» لتطبيع الحياة في المناطق التي استولى عليها والإيحاء بأن كل شيء على ما يرام.

img3
وكان «داعش» قد استبق حفل الافتتاح بحملة إعلامية على مواقعه تضمنت عرض صور أعمال التنظيف وإعادة التأهيل التي جرت لمختلف مرافق الفندق وأجنحته وحدائقه، وتظهر العمال منهمكين في تلميع الأرضية الرخامية في قاعة الاستقبال، وتنسيق الأشجار والنباتات حول الفندق، وإعادة طلاء الجدران. وطبعاً لم يتخل التنظيم عن نزعته التدميرية تماماًإ إذ إنه عمل على إزالة جميع النقوش النافرة ذات النمط الآشوري، التي كانت تزين واجهات الفندق، والتي لم يرَ فيها سوى «منحوتات شركية».
وكما هي الحال في معظم الفنادق حول العالم، فإن لـ «فندق الوارثين» مجموعة من القواعد التي على رواده الالتزام بها: لا كحول، لا قمار، لا تدخين، لا ألبسة سباحة، لا رقص، لا موسيقى، لا غناء. أما أولئك المسافرون المعتادون على الاستيلاء على قطع الصابون الصغيرة والمناشف وأثواب الحمام والأقلام من غرف الفنادق فستضطر إدارة الفندق ـ غير آسفة ـ لقطع أيديهم بعد تغريمهم ثمن هذه الأشياء… مع أطيب تمنياتها بقضاء وقت «ممتع» في رحاب «دولة الخلافة»!
(السفير)

السابق
هل يُسقط تدخّل «الحزب» في القلمون الحكومة والحوار ويُحرج عون؟
التالي
مايا دياب تستفز متابعيها وتنشر فيديو جريء لها داخل «البانيو»