ملف حزب الله (3): هذا هو دور الهيئة الصحيّة التعبوي

الهيئة الصحية وهي من أهم المؤسسات التابعة لحزب الله، ففي الجزء الثالث من التشريح المفصل للهيكلية التنظيمية لحزب الله الذي تنشره «جنوبية»، شرح مفصّل عن الدور الذي تلعبه الهيئة الصحية في تغلغل حزب الله في البيئة الشيعية منذ التأسيس حتّى اليوم.

 

تأسست “الهيئة الصحية” كجمعية في العام 1984 في ظل الحرب الأهلية اللبنانية. تقوم بأعمال الإسعاف الأوّلي والدفاع المدني ومن ثم المستوصفات والمراكز الصحية والمستشفيات في مناطق ذات الأكثرية الشيعية جنوباً وبقاعاً، والضاحيتان الجنوبية والشرقية لبيروت، إضافة إلى قرى جبيل وكسروان.

إنطلقت الهيئة الصحية الإسلامية بالعمل على أنها مؤسسة تابعة لحزب الله بعد الأحداث التي أدّت الى إسقاط اتفاق17 أيار

وسعت الهيئة الصحية الإسلامية إلى خدمة ما أطلقت عليهم إسم “المستضعفين” والذين كانوا في عصر حركة أمل “محرومين”، وهذه الخدمات لم تتعدّ وقتها الصحة ورعاية مجتمع حزب الله “المستضعف” من أجل أن يكون ثمة ترابط صحي، إضافة إلى الترابطات الاخرى.

وهدفت الجمعية إلى جذب “المستضعفين والمحرومين” من الطائفة الشيعيّة إلى كنفها، خصوصا القاطنين منهم في مناطقه الفقيرة والمهملة من قبل الدولة اللبنانية، على الصعيدين الصحي والإجتماعي. كون هذه الفئة المهملة يمكن لها أن تكون مطية الحزب نحو هذا المجتمع الذي كان قد سيطر عليه اليسار السياسي بأفكاره وعقيدته لفترة طويلة من الزمن.

إقرأ أيضاً: ملف حزب الله (٢): كشافة المهدي.. خزان المقاتلين والشهداء

هذه الخدمات هي عبارة عن خدمات علاجية ووقائية وإرشادية شبه مجانية تمر غالبا عبر المستوصفات والمراكز الصحية والمستشفيات. وتنقسم إلى خدمات إرشادية، وصحية، ونفسية، وإنجابية، وصحة عامة، وطب أطفال، وطب أسنان، وطب نسائي، إضافة إلى حملات التلقيح وحملة الصحة المدرسية والتثقيف الصحي وحملات صحية متفرقة كمكافحة التدخين والسيدا ومكافحة أمراض القلب والشرايين والإدمان على المخدرات.. إلى ما هنالك من تفرعات في الاختصاصات الطبية.

الهيئة الصحية الاسلامية

وكان الأطباء في ذلك الزمان بمعظمهم من خريجي جامعات إيران أو سوريا أو الإتحاد السوفياتي السابق أو جامعات الدول الإشتراكية.

إعتمدت الهيئة، بحسب أحد المؤسسين، على مبلغ من هيئة الإغاثة الكاثوليكية قيمته 70 ألف ليرة لبنانية لشراء معدات ومواد طبية للكشافة

إنطلقت الهيئة الصحية الإسلامية بالعمل على أنها مؤسسة تابعة لحزب الله بعد الأحداث التي أدّت الى إسقاط اتفاق17 أيار بين اسرائيل والسلطة اللبنانية، وبعد بداية هجوم الجيش اللبناني في عهد الرئيس أمين الجميل على مناطق الضاحية.

وكما هو عهد أكثر مؤسسات حزب الله التي انشقت عن مؤسسات حركة أمل، فقد انفصلت الهيئة الصحية الإسلامية عن الإسعاف الصحي التابع لكشافة الرسالة الإسلامية، ويقال أن الشيخ نعيم قاسم طلب من رئيس جهاز الدفاع المدني “عدنان مقدم” إيجاد فريق دفاع مدني يقوم بمهمة الإنقاذ والإسعاف في الضاحية الجنوبية، لأنّ الضاحية كانت محاصرة ولا يوجد فيها أي مركز صحي للطوارئ.

الجهة الصحية الوحيدة التي كانت موجودة على الأرض هي بعض فرق وسيارات كشافة الرسالة الإسلامية، إضافة إلى مستشفى عكا وبعض المستوصفات التابعة للحزب الشيوعي. وكان يتم نقل المصابين، نتيجة القصف، إلى مستشفيات البربير والمقاصد.

تتمتع الهيئة الصحية بمركزية صارمة تنطبق عليها شروط حزب الله في الإلتزام الديني والعقائدي والسياسي والإداري

إعتمدت الهيئة، بحسب أحد المؤسسين، على مبلغ من هيئة الإغاثة الكاثوليكية قيمته 70 ألف ليرة لبنانية لشراء معدات ومواد طبية للكشافة. وضمت الهيئة التأسيسية الأولى كل من عبد الرحيم فخر الدين، الدكتور أحمد عبد علي، عدنان مقدم، عفيف خشاب، الدكتورعلي قصير، احمد المصري، عدنان ناصر، محمد بدر الدين.

أوّل مركز للهيئة كان في “نادي الضاحية” في منطقة الغبيري بالضاحية الجنوبية. وهو ناد كان تابعا لحزب “البعث العراقي”، تركه أعضاؤه أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت العام1982 بكامل تجهيزاته. ثم انتقلت الهيئة إلى مركز جمعية أسرة التآخي في بئر العبد لصاحبها السيد محمد حسين فضل الله وذلك منتصف العام 1983.

اليوم وصلت الهيئة الصحية إلى مراحل متطورة بعدد مراكزها الصحية وبعدد المستشفيات (البتول في الهرمل، وصلاح غندور في بنت جبيل، ومستشفىى متخصصة في العلاج النفسي بالجية). فقد انفصل الإستشفاء إداريا، إضافة إلى انفصال الدفاع المدني كليا. ولم يحافظ إلا على الشعار الموحد، وكذلك توسعت الهيئة فتأسس فرع خاص للرعاية، وقسم للضمان الإجتماعي، إضافة إلى إدارة مستقلة للمراكز الصحية…

كما أنشأت الهيئة مراكز لمعالجة الإدمان على المخدرات والإرشاد النفسي. ويعمل في إطارها مايزيد عن 700 موظف في هيكلية إدارية صارمة تتبع للتنفيذ مباشرة عبر المدير العام ونائبه، وتتمتع الهيئة الصحية بمركزية صارمة تنطبق عليها شروط حزب الله في الإلتزام الديني والعقائدي والسياسي والإداري وغيره..

تُعتبر الهيئة الصحية مؤسسة مستقلة ماديا كونها تعتمد على مركز دار الحوراء في الإنتاج والعمل رغم أنها ترعى صحيا كافة المتفرغين والمتعاقدين مع عوائلهم. وتعتبر الرواتب متدنية في الهيئة نسبة الى المؤسسات الصحية المثيلة إلا أن الجمعية تعطي للعاملين ضمن إطارها حوافز مهمة سنويا كإعطاء حوافز مالية على الاعياد وبدل بنزين وثياب بالاضافة الى رحلات ترفيهية داخل وخارج لبنان لأعضاء الهيئة وعائلاتهم.

اقرأ ايضاً

ملف كامل عن هيكلية حزب الله (1): كيف يعمل ومن يصنع القرار؟

ملف حزب الله (2): كشافة المهدي.. خزان المقاتلين والشهداء

ملف حزب الله (4): الهيئات النسائيّة لتخريج «الزينبيات»

السابق
جنبلاط من لاهاي: «قابلون» للتصفية
التالي
الأقمشة الشفّافة موضة صيف 2015: إلى العُري أيّتها النساء