ملف حزب الله (2): كشافة المهدي.. خزان المقاتلين والشهداء

جمعية كشافة المهدي التابعة لحزب الله تضمّ حوالي 5000 منتسب ومنتسبة، ويتم في مراكزها تعبئة وتخريج أجيال "شيعية مقاومة" على الصعيدين المدني والمسلّح، وذلك عن طريق تنظيم دروس ومحاضرات لهؤلاء المنتسبين من الفتيان والفتيات واعدادهم لخدمة عقيدة الحزب الصارمة ونهجها الجهادي في المستقبل. ا

أنشئت كشافة المهدي، وهي جمعية كشفيّة تابعة لـ”حزب الله”، في العام 1985، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من “المنطقة الأمنية”.

وتضم “كشافة الإمام المهدي” عشرات آلاف الأعضاء، وتوجد لها فروع في المناطق، في بيروت وضاحيتها الجنوبية والبقاع اللبناني وجنوب لبنان. وقد حصلت هذه الجمعية على إذن بالعمل من وزارة الداخليّة اللبنانية في العام 1992، أي بعد سبع سنوات من إنشائها. وهي ورثت “كشافة الرسالة الإسلامية” التابعة لحركة أمل في البيئة الشيعية بعد أن صار عمل الأخيرة مقتصرا على العمل الكشفي المدني فقط، بينما تجري عمليات تعبئة دينية عقائدية حماسية في أفواج كشافة المهدي كي تعدّ الفتيان للعمل الجهادي المسلّح عندما يكبرون.

وتضم الحركة الكشفية التابعة لـ”حزب الله” 5000 منتسب ومنتسبة تقريبا، بين عمر 8 سنوات وحتى 18 عاما، يتوزّعون على أكثر من 500 فوج.

ما هي اهداف كشافة المهدي

إن الهدف من الحركة الكشفية التابعة لـ”حزب الله”، كما جاء صراحة في الرزنامة السنوية التي أصدرتها الحركة للعام 2006، هو إنشاء جيل إسلامي وفق التصور الخاص بـ”ولاية الفقيه”. أي الإلتزام بتعاليم المرجع الديني في إيران المرشد السيد علي خامنئي. وبذلك تصبح الطائفة هي الوطن بنظرهم ورئيسها المرشد الديني والسياسي الإيراني المتمتع بهالة من القداسة كونه “نائب الإمام المهدي المنتظر”، فتجعله في نظرهم المخلّص الديني والدنيوي والقائد الالهي الملهم الذي لا يمكن أن يساويه مخلوق في العالم.

إقرأ أيضاً: ملف كامل عن هيكلية حزب الله (1): كيف يعمل ومن يصنع القرار؟

في دراسة غربية نشرها أحد المواقع الالكترونية حول حزب الله تقول: “إن إقامة حركة كشافة الإمام المهدي من قبل حزب الله يهدف إلى اجتذاب الأولاد وأبناء الشبيبة من أبناء الطائفة الشيعية، والتأثير على بلورة وعيهم وإعداد أجيال جديدة من أبناء الشبيبة النوعيين المعبئين بالإيمان الإسلامي، الشيعي، الراديكالي الذي يرعى فكرة عودة “المهدي” كقيمة إيمانية مركزية في “حزب الله”.

من ناحية ثانية، تشكل كشافة المهدي رافداً بشرياً أساسياً للجسم العسكري في حزب الله، إذ تنخرط الأغلبية الساحقة من منتسبي الكشافة في “العمل الجهادي” بعد عمر 16 سنه، وتسمى أول دورة عسكرية ينخرطون بها بـ”محو الأمية”، يتعرف خلالها المراهقون على مبادىء علم السلاح، وكيفية التصويب وإطلاق النار على أهداف ثابته، لتبدأ بعدها الدورات الصيفيّة المكثّفة فيتخرّج هؤلاء الشباب بعد عامين مقاتلين متمرسين في مختلف أنواع الأسلحة ومستعدين لخوض أعنف المعارك تلبية لفتوى المرشد وأوامر الأمين العام لحزب الله. وقد بات مألوفا مشاهدة أطفال كشافة المهدي وهم يؤدون عرضا عسكريا ويتسلحون ببنادق بلاستيكية، وذلك إستعدادا للمعارك الحقيقية عند بلوغ سن الرّشد.

وتقول معلومات مواكبه لمجريات مشاركة حزب الله بالقتال في سوريا إن تنظيم ”كشافة الإمام المهدي” لم يقتصر على لبنان فحسب، بل ظهر مؤخراً تنظيم للجمعية في سورية ضم أعدادا كبيرة من الأطفال.

ونقلت إحدى وسائل الاعلام المعارضة أنّ فرع الجمعية في سورية ينظم النشاطات والمعارض، ويشارك في المسيرات المؤيده للنظام، كما أصدر المكتب الإعلامي في جمعية الكشافة مؤخراً دورية جديدة للكشافة في سورية باسم “تواصل”.

ويهتم فرع جمعية كشافة المهدي في سوريا بتدريب الأطفال تدريباً عسكرياً يشبه التدريب في الوحدات العسكرية، فضلاً عن غرس تربية دينية، خصوصا في ذهن الأطفال من خلال حضورهم دروسا دينية في الحسينيات، حيث يتم تعريفهم إلى الفكر الشيعي، وغرس أفكار الثأر والتشيع في أذهانهم.

اقرأ ايضاً

ملف كامل عن هيكلية حزب الله (1): كيف يعمل ومن يصنع القرار؟

ملف حزب الله (3):هذا هو دور الهيئة الصحيّة التعبوي

ملف حزب الله (4): الهيئات النسائيّة لتخريج «الزينبيات»

السابق
مصلحتنا ومصلحة «حزب الله»
التالي
جنرال إيراني: ندعم الحوثيين بالإستشارات العسكرية