من هو اندرياس لوبيتز الذي يُشتبه باسقاطه الطائرة الألمانية؟

بعد 48 ساعة على مأساة طائرة “ايرباص أيه 320” التابعة لشركة “جرمان وينغز” والتي أسفرت عن مصرع 150 شخصاً، باتت التحقيقات تتمحور حول أندرياس لوبيتز، مساعد الطيار في الطائرة المنكوبة التي تحطّمت لدى اصطدامها بجبال الألب الفرنسية. ثمة شبهاتٌ بأن الرجل البالغ من العمر 28 عاماً، تعمّد إسقاط الطائرة. فلوبيتز الذي كان “وحيداً في قمرة القيادة”، “تلاعب بـ’منظومة رصد الطيران’ لدفع الطائرة نحو الهبوط”، كما أعلن بريس روبن، مدّعي عام مرسيليا المسؤول عن التحقيق القضائي خلال مؤتمر صحافي في ماريينان، مضيفاً أن “التلاعب بهذه المنظومة التي تتحكّم بارتفاع الطائرة لا يمكن إلا أن يكون متعمداً”.

لكن من هو أندرياس لوبيتز؟ لم ترشح سوى معلومات قليلة عن شخصيته وماضيه. ما نعرفه حتى الآن هو أنه بدأ العمل لدى شركة “جرمان وينغز” في أيلول 2013، بعد إنهائه مرحلة التدريب في مركز قيادة الطائرات التابع لمجموعة “لوفتانزا” في بريمي (ألمانيا) وبعدما حصل على شهادة في فنيكس في أريزونا (الولايات المتحدة).

وقد أكّد كارستن سبوهر، رئيس مجلس إدارة “لوفتانزا”، الذي تحدّث عن مسيرة الشاب في شركة “جرمان وينغز”: “في أيلول 2013، أصبح مساعد طيار في طائرة ‘ايرباص ايه 320’. كان مؤهلاً مئة في المئة لقيادة الطائرة. كانت مؤهلاته الفنية ممتازة جداً”. وكان في رصيده 630 ساعة طيران.

لكن يبقى لغز واحد في مسيرته. بدأ لوبيتز مرحلة التدريب عام 2008، لكنه توقّف عن التدريب “لأشهر عدّة” قبل ستة أعوام من دون أن يقدّم أسباباً لتبرير هذا التوقف. ولدى سؤال سبوهر عن هذا الأمر، لم يتمكّن من شرح أسباب هذه “الثغرة” في مسيرة أندرياس لوبيتز، إلا أنه أكّد أنه كان “مؤهلاً لقيادة الطائرة بنسبة مئة في المئة”، لأنه نجح في كل الاختبارات – الفنية والذهنية – التي تجريها شركة لوفتانزا “التي تضع الأمن في رأس أولوياتها”، كما قال. إلّا أنّ صحيفة “دير شبيغل” نقلت عن زملاء لوبيتز أنّ سبب توقّفه عن التّدريب لمدّة6 أشهر، يعود لمعاناته من الإكتئاب و”الإرهاق النّفسي”.

“لا تحوم شبهات حول ضلوعه بأعمال إرهابية”

كان الشاب المتحدّر من مدينة Montabaur في Rhénanie-Palatinat في ألمانيا، يعش مع أهله فيما يملك في الوقت نفسه شقة في دوسلدورف التي تشكّل قاعدة مهمة لشركة “جرمان وينغز” والوجهة التي كان يُفترَض بالطائرة المنكوبة بلوغها بعد انطلاقها من برشلونة في إسبانيا، بحسب ما صرّح عمدة المدينة الصغيرة، غابريال ويلاند، لوكالة الصحافة الألمانية DPA. وقد صرّح بريس روبن صباح اليوم: “إنه ألماني الجنسية ولا تحوم شبهات حول ضلوعه بأعمال إرهابية. هناك تعاون وثيق بين الشرطة الفرنسية والسلطات القضائية والشرطة الألمانية للتقصّي عن البيئة التي عاش فيها مساعد الطيار”.

وقد أكّدت الحكومة الألمانية أنه ليس هناك على ما يبدو أي دافع إرهابي خلف تحطّم الطائرة. فقد صرّح وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير: “بعد دراسة المعلومات التي توافرت لنا عنه (…)، ليس هناك سياق إرهابي”.

“لا شيء يمكن أن يمنع مثل هذا الفعل”
كان أندرياس لوبيتز عضواً في نادي الطيران الخاص LSC Westerwald، وكان من هواة رياضة العدو، بحسب تصنيفات السباقات التي شارك فيها. هذه العناصر لا تتيح، في الوقت الحالي، الإضاءة على الدوافع التي ربما جعلت الشاب لوبيتز يتصرف على هذا النحو. فقد قال كارستن سبوهر: “حالياً، لا يمكننا سوى التكهّن حول دوافع الحادث، لا نعرف ما الذي دفع مساعد الطيار إلى القيام بهذا الأمر”. ولفت إلى أنه “ليس بإمكان أي منظومة في العالم أن تمنع” ما قام به مساعد الطيار، مضيفاً: “أياً تكن الإجراءات الأمنية التي قد تتخذها الشركة، ومهما بلغت دقّة الإجراءات، لا شيء يمكن أن يمنع مثل هذا الفعل المعزول”.

السابق
بالصورة: كيف علّقت ديما صادق على «عاصفة الحزم»؟
التالي
هذه هي أكثر الأنواع في الحب التي تساعد في إنقاص الوزن