رغم أنّ عدد المشاركين في “المهرجان السعودي للكوميديا”، والذي أقيم مطلع هذا الأسبوع في جدّة (غرب السعودية) لم يتجاوز الـ 150، فإن المهرجان أثار الكثير من الجدل في البلاد، خصوصاً من جانب رجال الدين، الذين رفض كثيرون منهم فكرة إقامة مهرجان من هذا النوع، واعتبر بعض الدعاة أنّ محتواه كان غير مقبول.
ووصف البعض المهرجان، الذي استقطب المهتمين بالكوميديا من الشبّان والشابات، بأنّه “دعوة إلى الانحلال الخطير”، مطالبين بـ”محاسبة من نظّمه وشارك فيه”.
وكشف المتحدث الرسمي لـ”هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في مكّة المكرمة، عبد الرحمن الجابري، أنّ الأمير خالد فيصل وجّه بإحالة المسؤولين عن التجاوزات في المهرجان إلى الجهات المختصّة، للتحقيق معهم.
وتداول مغرّدون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً للمشاركين في المهرجان وهم يلتقطون صورا مع مشاهير الكوميديا في جدّة، على حد ما نقله حساب “قناة المجتمع السعودي” على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكّد الحساب أنّ “إمارة مكّة المكرمة منعت رجال الهيئة من دخول المهرجان وإيقافه، بعد ورود بلاغات للهيئة عن وجود اختلاط وتبرّج فيه”. غير أنّ الهيئة نفت أن تكون أيّ جهة عليا قد منعت رجالها من دخول المهرجان.
وتناقل معلّقون على ما حدث في المهرجان، صوراً تبرز اختلاط شبّان بفتيات، إضافة إلى صور فتيات غير محجّبات، وأخرى لفتيات يلتقطن صوراً مع عدد من مشاهير الكوميديا، قائلين إنّها التقطت داخل المهرجان.
وأكّدت تعليقات على الصور، أنّ “ما حدث في المهرجان يعدّ إسفافاً، ودعوة إلى التبرّج، وخروجاً على عادات وتقاليد المجتمع”، مطالبين “بوضع حدّ لمثل هذه التجاوزات”.
الذي حدث لايرضي الله ولايرضي ولاة امرنا وعلماءنا والمجتمع
وقال أستاذ العقائد والملل الدكتور ابراهيم الفارس: “عجيب أمرنا، نحارب الله بالمعاصي والفسق والتبرّج في المهرجان السعودي للكوميديا، ولا يهمّنا ما يحصل حولنا، يا ترى هل هو الاستدراج الذي يسبق الكارثة؟”، فيما قال الداعية عبد الله الفيفي: “هل يُعقل أن يحدث هذا عندنا؟ هذا المهرجان يُخالف ما أكّد عليه الملك سلمان، من أنّ هذه البلاد باقية على تمسّكها بدينها”، وقال الداعية محمد الشنار :”أيعقل أن يحصل هذا في بلاد الحرمين، ولا يبعد عن خير بقعة في الأرض إلا عشرات الكيلومترات؟”.
“وتناقل معلّقون على ما حدث في المهرجان، صوراً تبرز اختلاط شبّان بفتيات، إضافة إلى صور فتيات غير محجّبات”
ولم يكن الاختلاط، الشيء الوحيد الذي أثار سخط المحافظين على المهرجان، فقد كشفت إحدى الحاضرات أنّ المشاركين في المهرجان، أطلقوا الكثير من النكات غير المقبولة أخلاقياً، والتي وصفتها بـ”المثيرة للاشمئزاز”. وقالت عليا العبيد في رسالة نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي :”المهرجان لم يكن يمتّ إلى الفنّ بصلة”. واتّهمت غالبية الفنانين الذين شاركوا في المهرجان، بـ”استخدام مواضيع جنسية صريحة وأخرى تخدش الحياء، من أجل استجلاب الضحك من الحضور، بطريقة قمّة في الإسفاف والبجاحة والوقاحة”.
في المقابل، اعتبر ناشطون حقوقيون أنّ ما حدث في المهرجان، “لا يستدعي كلّ هذه الضجّة ولا يعدو كونه فرصة للفرح والضحك، لا أكثر، خصوصاً أنّ مكان الرجال كان منفصلا عن مكان جلوس النساء”. وأكد طلال عبيد، أحد المشاركين، أنّه “لم يحدث ما يستحقّ الضجّة، وقال لـ”العربي الجديد”: “كان مكان جلوس النساء في مكان بعيد عن أماكن جلوس الرجال، وما حدث في المهرجان، كان شبيهاً بما حدث في معرض الرياض للكتاب، فوجود الرجال بجوار النساء لا يعتبر اختلاطاً”.
“العربي الجديد” حاولت التواصل مع منظّمي المهرجان، لكنّهم لم يتجاوبوا. غير أنّ الممثل الكوميدي فيصل الدرويش، اعتبر أنّه “مهرجان للهواة لم يحضره سوى عدد قليل، والنقد الجارح والاتّهام بالسفور والفجور أمر مبالغ فيه”.
خالد الفيصل يتصل شخصياً برئيس هيئة جدة ويمنع الهيئة من ايقاف المنكر والأن يوجه بعدما انتهى المهرجان بأحالة المخالفات الجهات المختصة…!!!
(العربي الجديد)