عون ـ جنبلاط: لا للتمديد للقادة الأمنيين

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن والتسعين بعد المئتين على التوالي.

يُستأنف اليوم الحوار بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» فوق صفيح المواقف الساخنة التي سبقته، ما يعطي انطباعا بأن الجلسة الثامنة قد تكون الاصعب منذ بدء مغامرة عين التينة، برعاية الرئيس نبيه بري.
ولئن كانت تساؤلات قد طُرحت خلال الايام الماضية، خصوصا من قبل الحزب، حول جدوى الاستمرار في الحوار، على وقع الاتهامات العابرة للبيانات والمجالس الوطنية، إلا ان الارجح هو ان القرار السياسي الذي اطلق الحوار لا يزال ساري المفعول، وان مهمة الجلسة الثامنة هي إعادة تثبيت هذه القاعدة وحمايتها، خصوصا ان أحدا لن يستسهل التفريط بها، في ظل انتفاء البدائل.

عون ـ جنبلاط

في هذه الأثناء، كان حوار من نوع آخر يدور في كليمنصو بين العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط الذي اكتفى بالقول لـ «السفير» إن لقاءه مع عون كان ودياً وجدياً وتناول شؤوناً عامة لبنانية وإقليمية.
وأبلغت مصادر مطلعة «السفير» ان اللقاء ارتكز على النقاط الآتية:

  • رغبة «حزب الله» في تقارب الطرفين.
  • دعوات «تيار المستقبل» المتكررة لعون الى الانفتاح على الكل لتقديم نفسه مرشحا توافقيا.
  • الموقف السلبي المشترك من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
  • رفض عون وجنبلاط التمديد للقادة العسكريين والامنيين.
  • رغبتهما المشتركة في فتح أبواب مجلس النواب للتشريع، على ان تكون باكورته إقرار قانون رفع سن التقاعد للضباط.

وفي سياق متصل، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل لـ «السفير» انه ابلغ المعنيين قراره تمديد موعد تسريح مدير مخابرات الجيش العميد الركن ادمون فاضل ستة اشهر اخرى بناء للصلاحيات القانونية المعطاة له، و «لانه لا يجوز ان نترك رأس أهم مركز أمني شاغرا في ظل تعذر التعيين بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية».

وعن التمديد لبقية الضباط الذين سيحالون على التقاعد قال: لدينا ستة او سبعة اشهر لقائد الجيش ورئيس الاركان، ومن الان الى وقت تسريحهما يخلق الله ما لا تعلمون.

«حزب الله» – «المستقبل»

وعلى وقع البيان الذي صدر مساء أمس عن «كتلة المستقبل»، وترك اصداء سلبية لدى الرئيس نبيه بري و «حزب الله»، تنطلق اليوم الجلسة الثامنة للحوار، حيث سيطرح وفد الحزب عدم إمكانية المضي في الحوار وسط المناخ المحموم الذي يحيط به، وسيدعو الى وضع قواعد واضحة للتعاطي، على قاعدة وجوب ان يضع «المستقبل» حدا للازدواجية في سلوكه، وللتفاوت بين خطاب الغرف المغلقة وخطاب المنابر العلنية. وسيؤكد الحزب ان الحوار هو مصلحة وطنية وضرورة للجميع، ومن يعتقد انه حاجة ملحة للحزب تحديدا، ويبني حساباته على هذا الاساس هو مخطئ.

أما وفد «تيار المستقبل» فسينطلق في مطالعته من محتوى بيان الكتلة أمس، وسيحمل «حزب الله» المسؤولية عن إطلاق الموجة الاخيرة من التصعيد «بسبب طروحاته الاستفزازية حيال رئاسة الجمهورية وتشكيل المجلس الوطني لقوى «14آذار» وتجاهله مواقف مستشار الرئيس الايراني المبشرة بالامبراطورية الايرانية».
وعُلم ان الرئيس فؤاد السنيورة اتصل بالرئيس نبيه بري بعدما بلغه استياء رئيس المجلس مما احتوته الكلمة التي ألقاها خلال لقاء قوى «14 آذار». وحاول السنيورة توضيح مواقفه، مشيرا الى انها أتت في سياق الرد على ما صدر عن طهران من كلام حول امبراطورية ايرانية عاصمتها بغداد، فأجابه بري: ما شأننا وإيران، علما ان نوابا إيرانيين اعترضوا على هذا الكلام الذي صدر في شأنه توضيح رسمي أيضا.
وأضاف بري مخاطبا السنيورة: علينا ان ننصرف الى الداخل..

وتعليقا على البيان الصادر مساء عن «كتلة المستقبل»، قال بري: الحوار مستمر، مهما فعلوا وصعّدوا..
وأكد بري أمام زواره أمس ان جلسة الحوار الثامنة ، ستواصل البحث في تحصين الوضع الامني، لاسيما ما يتصل منه بخطة الضاحية الجنوبية، كما ستستكمل النقاش في بند الرئاسة إنما من دون الخوض في الاسماء، بل في سبل الاتفاق وصولا الى انتخاب الرئيس.

وكانت «كتلة المستقبل» قد أكدت بعد اجتماعها أمس برئاسة السنيورة تأييدها لكامل مضمون البيان الذي صدر عن قوى الرابع عشر من آذار. واستنكرت الاصوات والمواقف التصعيدية والمتهجمة على توجهات وخطوات قوى الرابع عشر من آذار، واضافت ان قيادات «حزب الله» هي التي بادرت الى التصعيد والتوتير السياسي والكلامي بعدما سبق وجاهرت، في ايام ليست ببعيدة، بتمسكها بالعماد ميشال عون مرشحا وحيداً لرئاسة الجمهورية أو الاستمرار في الفراغ، «ما يعني القضاء على الديموقراطية في لبنان».

وتوقفت عند «تجاهل قيادات «حزب الله» وحلفائه بالكامل لما صدر من تبجّحٍ إيراني حول امبراطورية فارسية وعاصمتها بغداد»، ملاحظة ان «هذه المواقف الايرانية لم تحرك نخوة «حزب الله» أو أي من حلفائه، مغلباً ولاءه لولاية الفقيه ولإيران على المصلحة اللبنانية والمصلحة العربية».
إلاّ أن الكتلة أكدت الاستمرار في الحوار نهجا وأسلوبا للتفاهم على مبدأ الرئيس التوافقي لإنهاء حالة الشغور في سدّة رئاسة الجمهورية، والعمل من أجل خفض مستويات التوتر والتشنج.

وابلغت أوساط قيادية في «8 آذار» «السفير» ان بيان «المستقبل» ينطوي على مغالطات عدة، لافتة الانتباه الى انه ليس من شأن «المستقبل» الرد على كلام مستشار الرئيس الايراني الذي تعرض للتحريف، أولا لان هذا شأن داخلي يخص الجمهورية الاسلامية وحدها وقد تولى نواب ايرانيون الرد، وثانيا لان الكلام المشكو منه لم يتناول اصلا لبنان ولا «المستقبل».

واستغربت الاوساط ان يتم تحميل الحزب مسؤولية ما صدر عن شخصية ايرانية وان يُطلب منه الرد عليها، وإلا فان هذه المعادلة تعني أيضا تحميل «المستقبل» المسؤولية عن كل كلام سعودي، مع الاشارة الى ان العديد من المواقف السعودية الاخيرة تضمنت انتقادات حادة لـ «حزب الله»، فهل يريد «المستقبل» تحويل التجاذب الايراني – السعودي الى اشتباك لبناني – لبناني مباشر وبالتالي الانزلاق الى صراع المحاور.
وفي ما خص تمسك «حزب الله» بترشيح عون، لفتت الاوساط القيادية الانتباه الى ان «المستقبل» نفسه لم يعلن بعد رسميا عن رفضه انتخاب عون ولم يعطه حتى الآن جوابا واضحا بهذا المعنى، فلماذا الحملة على موقف «حزب الله» الذي يحق له ان يتمسك بمرشحه وان يكون وفيا له.

«نصيحة» الرابية

ونبه «تكتل التغيير والاصلاح» بعد اجتماعه أمس برئاسة العماد ميشال عون الى ان «كلّ كلام يعيدنا إلى الوراء تحت تسميات مختلفة ثَبُتَ عقمه، ولا يفيد، والمهّم أن يبقى المتحاورون على التزامهم الحوار البنّاء، وإسكات الأصوات النشاز، وعدم إرسال الإشارات المتناقضة في ليلٍ يمحوه نهار».

وأضاف التكتل في بيانه: عبثاً ينشئون أمانات عامة ومجالس وطنية، ويا لها من تسمية غير موفقة، تأتي مع تجدّد الخطاب الممل لهذا الفريق وتحيي العظام وهي رميم. إذهبوا إلى الانفتاح، فتنقذوا نفوسكم من الانغلاق والتبعثر. ما من أحد يحدّد خسائره بمجالس وطنيّة على أنقاض أمانات عامة، وتعب الناس، ويأسهم وغربتهم عنه.

السابق
اعتداء وضرب في المسامح كريم – ضرب زوجته فدخلت في غيبوبة
التالي
كيف تتخلصين من النحافة المفرطة سريعاً؟