الحكومة تعود بنظام «ترشيق» شكلاً ومضمونا ً

الحكومة اللبنانية

كتبت صحيفة “النهار” تقول : على رغم عدم الترابط بين معاودة مجلس الوزراء جلساته امس في ظل التفاهم السياسي المتجدد على آلية التوافق في اتخاذ القرارات وقضية المخطوفين العسكريين لدى تنظيمي “النصرة” و”داعش”، برزت ملامح ايجابية خجولة في القضية الثانية يؤمل ان يساهم “تطبيع” الوضع الحكومي في تثميرها ودفع المفاوضات الجارية بعيداً من الاضواء لتحقيق انفراج في قضية المخطوفين. وقد عقدت خلية الازمة اجتماعاً برئاسة رئيس الوزراء تمّام سلام عقب جلسة مجلس الوزراء وفهم ان ثمة معطيات وصفت بأنها “معقولة” في تقدم الاتصالات التي يواليها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم في ما يتعلق بملف المخطوفين من غير ان تتضح طبيعة هذه المعطيات. ولكن علم ان الامر يتعلق بعودة الزخم الى ادوار اقليمية في هذه القضية في ظل التحركات التي قام بها اخيراً اللواء ابرهيم في هذا الصدد، بالاضافة الى تقدم ملحوظ في تبادل الرسائل عبر الوسطاء الاقليميين مع الجهات الخاطفة.
وفي سياق أمني آخر، تحدثت معلومات امس عن تحضيرات تجري بعيداً من الاضواء لتوسيع الخطة الامنية الى بيروت والضاحية الجنوبية وخصوصا في ظل التوافق على هذه الخطوة الذي حصل في الجولة الاخيرة من الحوار بين “تيار المستقبل ” و”حزب الله”. ومع ان المعنيين الرسميين والسياسيين بالخطوة يتحفظون عن تحديد موعد انطلاق هذه الخطة، إلا انه فهم ان الموعد بات قريبا وان العمل على فرز القوى العسكرية والامنية اللازمة لتنفيذها جار بسرعة مما يعد مؤشراً لاقتراب بدء تنفيذها.
مجلس الوزراء
أما بالنسبة الى جلسة مجلس الوزراء امس التي انهت ازمة تعليق الجلسات، فتميزت في الدرجة الاولى باعتماد ما يمكن وصفه بمدونة سلوكيات وشكليات اراد منها الرئيس سلام عودة حيوية للحكومة و”ترشيق” الجلسات وضبطها وتحديد السقف الاقصى لمدة الجلسة بثلاث ساعات للحؤول دون استغراقها في جدليات طويلة غالباً ما كانت تستهلك ساعات طويلة من دون انتاجية موازية.
وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” إن أجواء جديدة سادت مجلس الوزراء في جلسته امس لم تكن مألوفة من قبل. واضافت ان هذه الاجواء طاولت الشكل والمضمون على حد سواء. ففي الشكل، علم الوزراء سلفاً سواء من خلال ما نشرته الصحف أو من خلال رسائل نصيّة أن “الامتيازات” التي كان يتمتع بها الوزراء منذ تشكيل الحكومة والمتعلقة بتناول الطعام والشراب لم تعد قائمة بعدما أقفل باب غرفة الطعام المجاورة لقاعة مجلس الوزراء واستعيض عن ذلك بتجهيز شاي لكل وزير مع حلوى “بيتيفور”. وفي الوقت نفسه علم الوزراء ان سقف وقت كل جلسة لن يتعدى الساعات الثلاث.
وفي المضمون، بادر الرئيس سلام في مستهل الجلسة الى مخاطبة الوزراء قائلا: “هذه حكومة إئتلافية وليست حكومة وحدة وطنية. ولا يفكر أحد في أنني أسعى الى آلية عمل تغطي الفراغ الدستوري. واذا ما مشيت في التوافق فلأن الدستور يعطيني هذه الرخصة، لكن ذلك لا يعني إطلاقاً أن الامور العادية يجب أن تكون سبباً لتعطيل عمل الحكومة، فهذا أمر لن أسمح به أبداً”. عندئذ بادر الوزراء تباعاً بدءاً ببطرس حرب وسجعان قزي وأليس شبطيني وعلي حسن خليل وجبران باسيل ومحمد فنيش الى التصفيق، فطلب الوزير غازي زعيتر التصفيق جماعياً فتم ذلك. ثم سمح الرئيس لكل وزير أن يدلي بدلوه. فسأل الوزير حرب الرئيس سلام هل المراسيم العادية يجب أن يوقعها جميع الوزراء، فأجابه رئيس الحكومة بأن الغالبية تكفي للمصادقة على هذه المراسيم. ولما وصل البحث الى جدول الاعمال وبدء إقرار ما يمكن إقراره منها، كان جدل خفيف بين وزير التربية الياس بوصعب ووزير الاتصالات حرب حول بند فتح مسابقة للمعلمين المتعاقدين، فاغتنم الرئيس سلام الفرصة وأبلغ المجلس أن الوقت تجاوز الساعات الثلاث المحددة لكل جلسة وبادر الى رفعها، مشيراً الى ان انطلاق كل جلسة لاحقاً لن يتأخر عن العاشرة من صباح كل يوم خميس.
وأفادت المعلومات الرسمية عن الجلسة ان سلام شدد على “ان التوافق يجب ألا يؤدي الى التعطيل، خصوصا ان غالبية المواضيع المطروحة متعلقة بأمور حياتية وانمائية ولا يجوز تعطيل بتها بحجة عدم توافر اجماع في شأنها”. واذ لفت الى انه يطالب في كل جلسة بضرورة انتخاب رئيس جمهورية جديد، قال انه في ظل استمرار الحالة الاستثنائية يبقى خيار التوافق الافضل وانه “لن يتهاون بعد اليوم مع التعطيل والعرقلة”.
جنبلاط والحزب
على صعيد آخر، كشف وزير الصحة وائل ابو فاعور في حديث مساء أمس الى برنامج “كلام الناس” ان “حزب الله ” اتصل بقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي واستنكر الكلام الذي كان رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط اعتبره تهديداً له في مسألة الازمة السورية . وقال أبو فاعور إن “حزب الله” اكد ان هذا “الكلام مرفوض” ووصف موقف “حزب الله” بأنه “رسالة في المكان الصحيح لما يمثله حزب الله”. وكان النائب جنبلاط رد بعنف على من وصفه “بأحد أبواق نظام الارهاب في سوريا”، ملمحاً بذلك الى احدى المقالات الصحافية التي نشرت قبل يومين في صحيفة “الاخبار” من غير أن يسميها تناولت ما عُدّ تهديداً لجنبلاط بسبب موقفه من الازمة السورية والوضع في السويداء. وأقام جنبلاط ليل أمس مادبة تكريمية للرئيس سلام في دارته بكليمنصو.
14 آذار
إلى ذلك، علمت “النهار” أن اللجنة التحضيرية التي تشكلت لإحياء الذكرى العاشرة لانطلاقة قوى 14 آذار، والتي ينسق أعمالها الرئيس فؤاد السنيورة، عقدت أكثر من اجتماع خلال اليومين الأخيرين وستعقد اجتماعات أخرى خلال الأيام المقبلة، ويتركز البحث على نقطتين، هما وضع الورقة السياسية التي ستُقرّ وتعلن خلال مؤتمر موسع لم يحدد مكانه بعد وقد لا يكون “البريستول”، وإطلاق “المجلس الوطني” خلال الذكرى.
وكانت الأمانة العامة لقوى 14 آذار وزعت مسودة عن النظام الداخلي لـ”المجلس الوطني” على الأحزاب والشخصيات والقوى المنضمة إلى التحالف، على أن تتلقى اليوم الملاحظات في شأنه خلال “ورشة العمل” المتواصلة لهذه الغاية.

(النهار)

السابق
اسرائيل تنتهز عراء أهالي حدود الجولان
التالي
مواقع «داعش» و«النصرة» فوق عرسال : 3000 مسلح على ارتفاع 2500 م