
بعد سنة قاومت خلالها المرض، وفي “اليوم العالمي للإذاعة”، توفيت الإذاعيّة يمن كامل زيتون الأخوي عن 69 عاماً. شكّلت الراحلة مع زوجها شريف الأخوي(1928 ــ 1987) ثنائياً إعلامياً نادراً، بدأت شهرته في “الإذاعة اللبنانيّة” ثمَّ في غيرها من الإذاعات العربيّة والعالميّة.
بعد وفاة شريكها شريف الأخوي عن 59 عاماً وهو في عزّ العطاء (خلال عمليّة جراحيّة)، استمرت يمن تتابع المسيرة في شركة الإنتاج الإذاعيّة التي أسساها سوياً “راديو برس أخوي”. تعدّ الشركة برامج إذاعيّة ثقافيّة وعلميّة وتوثيقيّة، تزوّد بها الإذاعات العربيّة والعالميّة، وبقيت الراحلة تعمل فيها إلى أن أنهكها المرض.
بدأت مسيرة يمن وشريف الأخوي في “إذاعة الشرق الأدنى”، وبعد توقّفها، انتقلا معاً إلى “الإذاعة اللبنانيّة” في مطلع السبعينيات. وقد تميّزت يمن بصوت إذاعي عذب ومحبوب، دخل إلى كل بيت في لبنان، يوم كانت “الإذاعة اللبنانية” في عز مجدها وانتشارها.
في مسيرة يمن زيتون الأخوي شريط طويل من المنجزات الإذاعية: من برنامج “نزهة” الذي كان يذهب إلى المناطق اللبنانية كافة ويتابع حركتها السياحة والتراثية ومهرجاناتها المختلفة (التي تعرف شريف الأخوي في إحداها على يمن زيتون وسرعان ما اقترنا زواجاً وعملاً)، وتزامن بثّه مع برنامج صباحي حول أوضاع الطرق والسير ومخالفاته، بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي. وقدّمت أيضاً برامج “أهلا بهالطلّة”، و”مرآة الذاكرة”، و”لقاء الأحد”، و”جولة” وغيرها من محطات شكّلت “عز الصحافة الإذاعية اللبنانية قبل الحرب الأهلية”.
مسيرة يمن استمرت نحو 45 عاماً من العمل الإذاعي، تنقلت خلالها بين الإذاعة اللبنانية، والقطرية، وأبو ظبي، و”بي بي سي”، وحصدت مع زوجها ثم لاحقاً بعد وفاته، العديد من الجوائز والدروع من وزارات إعلام عربية وأجنبية، من خلال إعداد وتقديم العديد من البرامج لإذاعاتهم.
في العام 2009، كرمها “اتحاد الإذاعة والتلفزيون في مصر” خلال “مهرجان القاهرة للإعلام العربي”، في دورته الخامسة والعشرين، على مجمل أعمالها خلال مسيرتها الإعلامية.
شكّل برنامج “سالكة آمنة” الذي كان يقدِّمه شريف الأخوي حالة نادرة خلال الحرب الأهليّة، إذ كان يقدّم النصائح للمستمعين لسلوك طرق آمنة، في فترة تكون عمليات القنص والرصاص في فترة استراحة. وقد شاركت يمن في بعض فصول ذلك البرنامج، أو في تحمل تبعاته التي انعكست على العائلة وجعلت ربّ هذه العائلة يتعرض لمحاولات اغتيال أو خطف. كان شريف يومها حاكم البلد من وراء الميكروفون. وبعد تلك الفترة، اجتاحت الأحزاب الاذاعة اللبنانية، ما دفعه إلى ترك العمل مع زوجته والاتجاه إلى إنشاء شركة إنتاج خاصة، إلى جانب العمل في محطات إذاعيّة محليّة وعربيّة.
لن تدفن يمن الأخوي إلى جانب شريكها في محلة النبي إسماعيل في مدينة صور، بل في بلدة كفرتبنيت(النبطيّة) بناء على وصيتها “في أن تدفن إلى جانب والديها”.
وقد نعت الإذاعة اللبنانيَّة ونقابة الفنانين المحترفين وأسرة الإعلام في لبنان، الإعلاميّة يمن زيتون الأخوي، زوجة الإعلامي الراحل شريف الأخوي، والدة جاد (المستشار الإعلامي لوزير الداخلية)، ورامي، وزينة.
(السفير)