هل يصبح عون مرشح جعجع للرئاسة؟

ميشال عون وسمير جعجع
بدأ التفاهم المسيحي بين الفريقين الأقوى في الطائفة، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.. فهل يشهد توافقهما نتائج تقلب التحالفات اللبنانية جذريا وتدفع بعون خارج التحالف مع حزب الله؟ وهل من الممكن أن يرضى "الحكيم" بـ"الجنرال" رئيساً؟

انطلق الحوار المسيحي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، تزامنًا مع حوار إسلامي جمع ممثلي تيار المستقبل وحزب الله في عين التينة. وإذا كان الحوار السني-الشيعي هدفه “تنفيس” الاحتقان في الشارع الإسلامي بانتظار التسويات الكبرى في الاقليم الملتهب، فإن حوار عون-جعجع دخل في صلب ملفات “الجمهورية”.

أجواء اللقاءات المتتالية بين ملحم رياشي ممثل القوات في الحوار، والنائب ابراهيم كنعان ممثل التيار العوني، اتّسمت بـ”الإيجابية”، حيث تم إسقاط الدعاوى القضائية بين الطرفيْن وأُوقفت الحملات الإعلامية كبادرة حسن نيّة تفتح الطريق باتجاه البحث في “الملفات الحساسة”.

رئيس القوات اللبنانية يعلم جيّدًا أن حواراً مع عون لن ينجح من دون التزامه بـ”الجنرال” كمرشح لرئاسة الجمهورية. لا مشكلة لدى “الحكيم” في ذلك. قد يصبح زعيم الرابية مرشح جعجع للرئاسة، ولكن على الأول أن “يدفع”، وعلى الثاني أن “يقبض”.

فما هو الثمن الذي طلبه جعجع؟

تبحث “مسودّة العمل”، التي يأمل الطرفان بأن تتحوّل إلى “ورقة تفاهم”، في الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية والقضائية. تقول مصادر مطلعة على أجواء الحوار، إن جعجع يحاول، مراهنًا على نزعة عون للوصول إلى بعبدا، انتزاع مجموعة من التنازلات “المفصلية” مقابل الرئاسة، انطلاقًا من فك ارتباط عون بحزب الله وبخاصة في ملفيْ السلاح والقتال في سورية، وصولًا إلى ملف قانون الانتخابات ومشاركة فاعلة للقوات في الحكومة، مرورًا بالتعيينات العسكرية وعلى رأسها قيادة الجيش ومهمات القوى الأمنية.

ولكن في حال إتمام هذا الاتفاق، أي فائدة سيحققها جعجع؟ 

تعتقد المصادر أن “الحكيم” قد يحصد الكثير من المكاسب. فهو سيظهر بمظهر المُتنازِل من أجل “الجمهورية”، كما أنه سيثبِّت  أقدامه كمرجعية أساسية في الشارع المسيحي، وسيقضم المزيد من الشعبية والتأييد على حساب الأقطاب الموارنة الآخرين، وسيفرض مقولة “الرئيس المسيحي القوي” التي قد تفتح له أبواب بعبدا مستقبلًا،  وسيلعب زعيم معراب دورًا إقليميًّا في إقناع الدول الحليفة بوجهة نظره القائمة على انتخاب رئيس للجمهورية، وحماية الجمهورية ومسيحييها.

بنود الورقة الحوارية بين عون وجعجع لا تُزعج الجنرال، وبخاصة أنّ مثل هذا الاتفاق سيفتح أبواب قصر بعبدا أمام زعيم الرابية. ولكن هل يجرؤ عون على مقايضة “قضايا الجمهورية” بموقع الرئاسة، من دون العودة إلى حليفه الشيعي الذي يُمسك بخيوط اللعبة؟! هل يتخطى عون الخطوط الحمراء لحزب الله؟ وكيف سيتعامل الحزب مع ورقة التفاهم المسيحية المرتقبة؟!

تشير أوساط المتحاورين إلى أن الاتفاق بين عون وجعجع سيفضي في نهاية المطاف إلى مشاركة مسيحية كاملة في جلسة انتخاب الرئيس، ما يؤمن نصاب الجلسة. لكن، حتى إن كان من السهل على الحكيم إقناع الرئيس سعد الحريري و14 آذار والحلفاء الإقليميين الحريصين على استقرار لبنان، بورقة تفاهمه مع الرابية ونتائجها، إلا أن الجنرال سيصطدم بحليفه حزب الله، الذي ينتظر نتائج المفاوضات النووية بين الغرب وإيران. فهل يقدم الجنرال على خطوته تلك منفردًا وينقذ الرئاسة والجمهورية؟ أم يعود إلى مربع الثامن من آذار ويأخذ لبنان مجددًا رهينة المفاوضات النووية؟

السابق
سرقة منزل في بلدة مجدلين جزين
التالي
إزالة الشعارات من بيروت: ماذا عن الدينية منها؟