استشهاد جهاد عماد مغنية: حزنٌ يخالطه الفرح

مؤلم خبر استشهاد الشاب جهاد عماد مغنية. مؤلم جدا، حتّى الدموع. حين سمعتُ الخبر شعرتُ بحزن كبير، لم أشعره من قبل بالتأكيد. لكنّه حزنٌ يخالطه الفرح.

فرحٌ لأن استشهاده ذكّرني، أو أكّد لي ما كنت أقنع نفسي بأنّه ما زال موجوداً، وهو أنّه بقي في حزب الله شبابٌ يعرفون أين تقع المعركة الحقيقية. ويعرفون أنّ لا شيء يستأهل الموت غير قتال إسرائيل. فهو استشهد في مواجهة إسرائيل، وإن كان ينفّذ أجندة إيرانية للإمساك بحدود الجولان بعيداً عن لبنان وحساباته.

عرف أم لم يعرف هذا الشاب، فإنّه، هو وزملاؤه الشهداء، جزء من سعي إيراني إلى الإمساك بورقة حدود الجولان وجعلها مشابهة ونسخة من ورقة حدود لبنان خلال التسعينيّات. لكنّه، هو وزملاؤه، يؤمنون بما عاهدوا الله عليه، وهو أن يقاتلوا ضدّ آخر معاقل الإستعمار والاحتلال في كوكب الأرض: إسرائيل.

هو من من صنف الشباب اللبنانيين الذين يصدّقون ويؤمنون أنّ المعركة الحقيقية مع إسرائيل، وقيادة حزب الله تدرك جيدًا أن حربها على الشعب السوري مخجلة. لهذا سارعت  إلى زفّ شهداء الغارة الإسرائيلية، وإعلان أسمائهم بسرعة، وبالتفصيل، كما لو إفتخارًا بأنّه من بين 1000 شاب سقطوا في سوريا، هناك 6 سقطوا في مواجهة إسرائيل، بغضّ النظر عن الطريقة والأسباب والأهداف.

هو حزنٌ على عائلة قدّمت الإبن بعد الأب، في حين أنّ عائلات في حزب الله تقدّم السارقين والمهرّبين وتجّار المخدّرات و”الشوربا” والعمالة للموساد والسي أي آي. حزن على أنّه في صفوف متقاربة يجلس أهالي الشهداء وأخوتهم، وأهالي العملاء وأخوتهم. حزنٌ يخالطه الفرح، بأنّ الدنيا بألف خير، لأنّ هناك أمثال جهاد عماد مغنية.

السابق
تشييع جهاد عماد مغنية عند الثالثة من بعد ظهر اليوم
التالي
«داعش» يفرج عن نحو 200 ايزيدي