كشفت دراسة علمية نشرت في مجلة “بي ان آي اس” ان الحواسيب تصدر أحكاما اكثر دقة من حكم الأقرباء والأصدقاء على سمات الفرد الشخصية. ويصف واضعو الدراسة في جامعتي “كامبريدج” و”ستانفورد” نتائج الدراسة بأنها “اكيدة”. وقال الباحث في “مركز كامبريدج للقياس النفسي” وي يويو انه “من الممكن ان تتمكن الحواسيب في المستقبل من تحديد السمات النفسية لشخصية الفرد والتعامل وفقا لذلك، بما يمهد لجيل من الحواسيب ذات المهارات الحسية والاجتماعية”، مضيفاً انه “في هذا الاطار، فإن الحواسيب التي ظهرت في بعض أفلام الخيال العلمي وتستطيع التفاعل مع الانسان، هي في متناولنا”. وهذه الدراسة الحديثة التي تستند الى دراسة سابقة للجامعة نفسها نشرت في آذار (مارس) العام الفائت، تظهر أن بالامكان اجراء رصد دقيق لمجموعة من السمات الشخصية من خلال خاصية الإعجاب على موقع “فايسبوك”. وتطوع 86220 مشتركاً في “فايسبوك” بحل استبيان من 100 سؤال شخصي عبر تطبيق “ماي بيرسوناليتي”. وتم اعطاء المستخدمين خيار دعوة الاهل والاصدقاء للحكم على شخصياتهم من طريق نسخة أقصر من الاستبيان من عشرة اسئلة. وكشفت البيانات أن الحواسيب تستطيع الحكم على شخصية الفرد عبر عشرة “إعجابات على فايسبوك”، وأن الاصدقاء وشركاء السكن يحكمون على شخصية الفرد من خلال 70 إعجاباً، والعائلة والأقرباء يحتاجون الى 150 اعجابا للحكم على شخصية الفرد. واعتبر الباحت في جامعة “ستانفورد” ميشال كونسينسكي ان “الحواسيب لها مزايا تجعل نتائجها مؤكدة” وهي قدرتها على الاحتفاظ بالبيانات والكميات الهائلة من المعلومات، وقدرتها على تحليلها. ويضيف ان “البيانات التي تظهرها التقنيات تصور ان العقل البشري لديه صعوبة في تحقيق الدقة في حفظ وتحليل البيانات”، والبشر يميلون إلى المجاملة في الحكم وهذا ما يجعله غير دقيق.
وأشار الباحث المشارك من “كامبريدج” الدكتور ديفيد ستيلويل الى ان “البيانات الدقيقة التي تظهرها التقنية تساعد الفرد في تحسين اتخاذ قراراته المجتمعية والشخصية” مثل الزواج والثقة أو حتى انتخاب رئيس، كما أن “إدارات التوظيف يمكنها الاستفادة من اختيار المرشحين الأفضل للوظائف على اساس شخصياتهم التي تظهرها نتائج البيانات”، وان القرارات المبنية على هذه البيانات قد تحسن حياة الناس بشكل كبير. ويشير الباحثون الى ان هذه النتائج قد تثير المخاوف في شأن الخصوصية مع تطور التكنولوجيا، وعلى رغم ايجابية الأمر بالنسبة الى الكثير من الناس، لكنه قد يعرض الأشخاص الذين يحرصون على خصوصياتهم الى الحرج والضيق. واعربوا عن املهم في ان يضع المطورون في هذا المجال سياسات وقوانين تحمي الخصوصيات وتعطي المستخدمين السيطرة الكاملة على معلوماتهم وبياناتهم الرقمية الخاصة.