الفقرة الأولى: عرف عن نفسك.
عرف عماد عبيد عن نفسه قائلاً: شاب لبناني، مثقّف، جِدّي، ملتزم، يحترم الآخرين وشعاره في الحياة “ما نفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه”.
الفقرة الثانية: كلمات.. حياة
ماذا تعني لك؟
اللغة العربية: الجذور
رهبة البث المباشر: تحدّي
الظل والنور: الانكسار والأمل
الإدارة: مسؤولية
الحلم: المستقبل
الفقرة الثالثة: صورتك.. صورتنا
س1. الصورة التي كونتها عند الجمهور ذهنية كونهم يعرفونك عبر الصوت، كيف تبني هذه الصورة؟
جواب عماد: ظهوري عبر أثير إذاعة فيه نوع من التحدّي لأنّني أعلم جيّدًا أنّه عليّ أن اثبت نفسي فقط من خلال صوتي، لذلك أعتمد على التحضير المتقن والإعداد الجيّد كي أقدّم للمستمعين مادّةً تجذبهم وتقدّم لهم متعةً وإضافة بعيدًا عن الابتذال والسخافة التي تسمعها ونشاهدها.
س2. تقدم نشرة الأخبار بالعربية الفصحى في بلد كلبنان أرهقه العبث باللغة. ماهي طرق استقطاب جمهور يشعر بغربة العربية عنه؟
جواب عماد: في نشرة أخبار لبنان الثقافة عمدْتُ قصدًا إلى قراءة الأخبار باللغة الفصحى رغم أنّ كثيرين استغربوا وقالوا اللهجة العاميّة ستكون أقرب إلى آذان المستمعين، ولكنّي اردت أن أُثبت أنّ ما تقدّمه للنّاس يستمتعون به ومقولة “النّاس عايزة كدة” مجرّد حجّة للفاشلين، الجمهور واعٍ تمامًا ومثقّف ويبحث ويطوق إلى المعرفة، لذلك تقبّلوني باللغة الفصحى أوّلاً: لأنّها تحمل الجديّة في نقل الخبر وثانيًا: أبتعد عن الفصاحة والتعقيد وأعتمد التبسيط في صياغة الخبر. ونجحت.
س3. العمر مشوار، برنامج يدخل للسنة الرابعة على قائمة الحوارات التكريمية، ماهي الانتقائية التي تعملون بها على اختيار الضيوف، التركيز للأقدم أو الأكثر تميزاً؟
جواب عماد: “العمر مشوار” ملعبي وطفلي المدلّل، أربع سنوات متواصلة دون غياب ولو لأسبوع، حتّى في المناسبات يُطلّ “العمر مشوار” مواكبًا الذكرى. فيه تمّ تكريم الكبار الّذين اغنوا المكتبة العربيّة بأعمالهم وتركوا بصمةً في مجالهم، فيه تمّ تكريم الكبير وديع الصّافي قبل رحيله والشّحرورة صباح اطال الله في عمرها، روميو لحّود، الياس رحباني، إيلي شويري، جورجيت جبارة، طوني حنّا… اللائحة تطول ولكن هذا لا يعني أنّني لا استقبل الجيل الجديد فكثر يقومون اليوم بخطوات تستحق التوقّف عندها: سياسيّون، إعلاميّون، موسيقيّون، ممثّلون، فنّانون… زيّنوا “العمر مشوار” بأعمالهم. والملاحظ أنّ كثر يتأثّرون ويبكون ويضحكون ويكرّرون أنّه اسم على مسمّى لأنّنا نقوم بجولة عن ابرز محطّات مشوار عمرهم.
س4. عرفت في البداية ببرنامج اجتماعي لحل المشاكل الأسرية والمجتمعية، برأيك من المقصر اليوم الأسرة أولا أم الإعلام؟
جواب عماد: أنا أحمّل مسؤوليّة كبيرة للإعلام لأنّ ما يُعرض على شاشاتنا غير مقبول، من ناحية المذيعين والمواضيع وأظنّ يجب أن يُقرع ناقوس الخطر، إن الجميع استسلم فأيّ مستقبلٍ ينتظرنا؟ الأهل استسلموا ولا يكترثون بتربية أولادهم والمجتمع يحوّلهم إلى فريسةٍ للضياع والانحراف ولذلك زادت نسبة المدمنين والمنحرفين والمجرمين… “كلّ شي معقول” كان برنامجًا يتناول مواضيع اجتماعية ويعالجها من كلّ النواحي وعندما تسمع حالات الأفراد عندها تعرف مدى خطورة الوضع الذي يعيشه مجتمعنا.
س5. هل يكتفي عماد عبيد بلاذاعة كمجال عمل أو يحلم بيوم تكون له صورة شخصية مرئية معروفة أكثر ؟
جواب عماد: منذ صغري وانا أحبّ عالم الإعلام المرئي، كنت بعمر 13 سنة أو اصغر اشاهد البرامج الفنيّة والاجتماعيّة والحواريّة لأنتقد المقدّم، وأقول كان عليه أن يطرح هذا السؤال الآن، وهنا تردّد، وهنا قام بخطإٍ ما.. حلمي برنامجٌ تلفزيونيّ يُعيد الالتزام والثقافة إلى صورة “الإعلامي” بشكل عام لأنّ ما نراه اليوم بعيدًا عن كلّ هذه الصّفات.
س6. مثلت على مسرح الرحابنة، أين يتقاطع التمثيل مع الإعلام؟ وهل ستسعى مجددا لاثبات نفسك بالتمثيل؟
جواب عماد: من أجمل التجارب التي قمت بها كانت مشاركتي في مسرحيّة “زنّوبيا” للكبير منصور رحباني، شعور التحدّي والمسرح والرهبة والفرح والخوف والقلق… كلّها تجتمع على المسرح والتفاعل المباشر مع الجمهور. وهذه الخطوة لم تكن على أيّ مسرح كانت على أهم المسارح الغنائيّة في العالم العربي “مسرح الرحابنة”. (لاحظ في الصّورة الانجذاب والتفاعل الكلّي مع المشهد) هذه التجارب كلّها خدمتني وصقلت شخصيتي وشكّلت هويّتي. أتمنّى أن أُعيد التّجربة على المسرح أو حتّى في الدراما خصوصًا وأنّ اليوم نشهد حركة إنتاجية دراميّة عربيّة ناشطة جدًا.
الفقرة الرابعة: لأنو هيك
انتقال الوجوه الشابة من عروض الأزياء ومسابقات الجمال الى الصفوف الأولى في التقديم والتمثيل.
اختار عماد
فكرة مع: لا يمكن أن ننكر أنّنا في عصر الصّورة وكلّنا نتوق إلى الجمال لذلك الكلّ يستحقّ فرصة كي يُثبت نفسه وكُثر نجحوا في ذلك: سيرين عبد النّور مثلاً كانت عارضة أزياء أصبحت من الممثّلات الأوائل في الوطن العربي وغيرها كثيرات.
فكرة ضدّ: يكفي رخص وما نراه من تسويق للجمال عبر كلّ مواقع التواصل الاجتماعي فلنترك عالم الاعلام نظيفًا لأنّ الإعلامي وجه من وجوه الحضارة لبلده ويعكس ثقافة مجتمعه. وثقافتنا بعيدة عن العرض والطّلب على شاشاتنا!
وجود منبر إعلامي حر يعبر به الفرد عن مشاكله دون قيود الرقابة المجتمعية.
اختار عماد:
فكرة مع: النّاس بحاجة إلى نقل هواجسهم وأفكارهم… فكرة ضدّ: “حريّتي تنتهي عندما تبدأ حرية غيري”.
أنا ضدّ التشهير بالآخرين من أجل SCOOP معيّن. ويُمكن أن أقول لك امرًا كلّ المواضيع يُمكن أن تُطرح ولكن المشكلة تكمن: كيف؟ وبأي طريقة؟
الفقرة الخامسة:
أول بصمة: في ظل المنافسة الشرسة للاعلام الالكتروني، ما مدى قدرة الاذاعة على كسب الرهان وتدفق المستمعين بانتظام طالما أن المعلومة تتوافر عالنت بسرعة ويسر؟
بصمة عماد: صحيح أنّ الإذاعة انتشارها أبطأ من وسائل إعلاميّة أخرى، فأنت تسمع أثناء القيادة فقط ولا أحد يدير جهاز الراديو في منزله، لذلك عمدنا نحن إلى مواكبة التطوّر ورافقنا الإذاعة بكلّ وسائل التواصل الاجتماعي: فايسبوك، تويتر، انستاغرام… واسّسنا WEBSITE خاصّ بالاذاعة يمكن لأي مستمع التواصل المباشر معنا وطلب أغنية أو نداء والتّصويت لنجمه المفضّل ومن خلال موقعنا www.radiolibanculture.com، كما يمكنك سماع الإذاعة بطريقةٍ مباشرة من أي مكان في العالم.
ثاني بصمة: لقب الدكتور المرتبط فيك. هل غير شيء من شخصية عماد لتكوّن شخصية اعلامية لحضور المؤتمرات وما إلى ذلك؟
بصمة عماد: هاها لقب دكتور منحني جديّة اكبر عند ضيوفي وحتّى المستمعين، عندما يسمعون د. عماد عبيد يظنّون أنّه رجلّ عجوز، صارم… ومعظمهم يتفاجأون بي. ولكن أريد ان أوضّح امرًا هنا، ليس اللقب أو المستوى العلمي هو ما يميّز الانسان بل شخصيّته وكيف يوظّف كلّ معارفه في تعاطيه مع الآخرين، والاحترام لا يُفرض بلقب!
ثالث بصمة: كيف من الممكن بنظرك تحويل منصب إدارة البرامج إلى وضع رؤية أو تصور متكامل لبرامج الإذاعة؟
بصمة عماد: صحيح أنني مدير البرامج في إذاعة لبنان الثقافة، ولكن وحدي لا يُمكنني أن أقوم بأيّ شيءٍ خصوصًا أنّنا بدأنا من الصّفر، فريق عملٍ رائع واسرة لبنان الثقافة مثال للتعاون ولذلك استطعنا أن ننجح. وهنا استغل حديثي هذا لأوّجه الشكر للجميع من مجلس الإدارة إلى كلّ العاملين، فهم فعلاً يتحمّلون منّي الكثير!
رابع بصمة: تقدم الدراما اللبنانية وزيادة الاقبال عليها. هل تنسبه إلى الحرب بسوريا وتراجع قوة الدراما السورية أم إلى عوامل أخرى ؟
بصمة عماد: تقدّم الدراما، كما سبق وذكرت له عدّة عوامل منها الانفتاح الذي عرفه الوطن العربي على بعضه، كما الحرب في سوريا ونزوح الممثلين وانتشارهم في دولٍ مجاورة، إضافةً إلى الانتاج: فالعمل الذي يجمع ممثلّين من بلدان عديدة يساهم في الانتشار في مصر وسوريا والخليج… وأنا أرى في هذا خيرًا للدراما اللبنانية والعربيّة.
خامس بصمة: لو كان العالم سينتهي بعد دقيقتان وانت على الهواء. ماذا تقول للمستمعين؟
بصمة عماد: سنلتقي بعد قليل في مكانٍ أجمل بكثير من هنا…
سادس بصمة: الإعلام عند عماد أين يشبه شخصيته، وما هي الصفة التي لم يكشفها الاعلام بعد عنك؟
بصمة عماد: كلّ كلمة أتفوّه بها تعبّر عنّي، لا أتقمّص شخصياتٍ على الهواء. ولكن هناك صفات في داخلي لا ينقلها الأثير، أنا رجلٌ عاطفيّ جدًا وفي كثير من الأحيان أشارك ضيوفي البكاء والتأثّر ولكن هذا لا يظهر فأبدو قاسي القلب…
الفقرة السادسة: أوف بروف
ختم عماد بروفايله بالقول: أختم من حيث بدأت، أشكر الله على كلّ نعمه وأنا أعترف أنّه منحني أكثر ممّا أستحقّ بكثيرـ لذلك اعمل دائمًا على المحافظة على علاقتي الطّيبة به وأعيد “ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه”. أتمنّى ألاّ يأتي يومٌ وأخسر به نفسي… والكلمة الأخيرة تبقى الشّكر لك أنس على هذا اللقاء غير المبتذل والأسئلة البعيدة عن السطحيّة، اشكرك وأتمنّى لك التقدّم.