يترقّب المغنّون اللبنانيون في كل عام ما قد تحمله الأوضاع الأمنية، لاختيار مكان احتفالهم بالعام الجديد. يسيطر هذا الهاجس على ساحة حفلات رأس السنة محلياً، منذ ما يزيد على الخمس سنوات. وبالرغم من أنّ طرقات لبنان تعجّ حالياً بالملصقات الدعائيّة، إلا أنّ الحفلات المنظّمة بين مختلف المناطق، تعدّ على الأصابع. فمعظم المغنين «سينزحون» لاستقبال الـ2015 في القاهرة أو دبي، خصوصاً مع انشغال اللبنانيين عن أجواء العيد، بهموم أخرى، خصوصاً ملفّ العسكريين المخطوفين.
يكسر كاظم الساهر القاعدة، إذ إنّه يستقبل العام 2015 من بيروت بحفلتين: الأولى مع عاصي الحلاني في فندق «فينيسيا»، والثانية في «كازينو لبنان» تشاركه فيها فيفيان مراد. كذلك تفعل نوال الزغبي وفارس كرم، إذ يقدّمان معاً حفلةً في فندق «لو رويال ضبيه»، وأخرى في «كاستيل ماري» (جبيل).
وبعيداً عن المسارح اللبنانيّة، تطير ميريام فارس إلى الدوحة، لتغني ليلة رأس السنة، في فندق «لا سيغال»، في حين تنال دبي حصّة الأسد من النجوم اللبنانيين، من خلال حفلات تنظّم معظمها شركة «روتانا». على هذا الصعيد، تتشارك إليسا وزميلها المصري تامر حسني بالغناء على مسرح فندق «الحبتور غراند» (الجميرا)، كما تطلّ هيفاء وهبي مع وائل كفوري في فندق «جي دبليو ماريوت»، ونجوى كرم مع ماجد المهندس على خشبة «ريدز كارلتون»، في حين يغنّي رامي عياش مع سابين في فندق «روتانا بيتش الامارات».
من جهة ثانية، تغني نانسي عجرم وملحم زين على مسرح فندق «انتركونتيننتال» (مدينة المهرجانات)، كما يستعيد وليد توفيق أجواء رأس السنة في «البستان روتانا»، بمشاركة المغنية ميليسا، والكوميدي إيلي أيّوب.
الإطلالة الأبرز ستكون لسلطان الطرب جورج وسوف العائد بنشاط لإحياء الحفلات، بعد تعافيه من الوعكة الصحيّة التي عانى منها خلال العامين الماضيين. وقد أطلّ أبو وديع قبل أيّام في فيديو عرض عبر قناته على «يوتيوب»، أكّد فيه إحياء حفلة رأس السنة في «المركز التجاري العالمي» في دبي، على أن تشاركه فيها سارية السواس وسارة فرح.
وحدها كارول سماحة تشذّ عن القاعدة، من دون الابتعاد عن الإمارات، إذ تحيي ليلة رأس السنة في فندق «إنتركونتيننتال» أبو ظبي، يشاركها أدهم نابلسي أحد نجوم برنامج المواهب الغنائية «ذا إكس فاكتور».
يؤكّد متعهّد الحفلات عماد قانصو لـ «السفير» أنّ هذا العام يشهد أكبر موجة «هجرة» للفنانين اللبنانيين إلى دبي، لإحياء ليلة العيد، مشيراً إلى أنّ مرابع لبنان الليليّة، ومسارحه، وفنادقه، لن تشهد سوى تسع حفلات كبيرة، تولّى هو تنظيم أربع منها، أبرزها حفلة تجمع المطرب معين شريف بنادر الأتات في «الموفنبيك»، وأخرى تجمع محمد اسكندر وعلي الديك، في «الكورال بيتش». ويقول قانصو إنّ هذا العام «هو أسوأ الأعوام على الإطلاق في مجال حفلات رأس السنة لبنانياً، خصوصاً أنّ الميسورين من اللبنانيين لن يتردّدوا بحجز مكان لهم في أحد فنادق دبي، لمشاهدة حفلة أحد نجومهم المفضلين. ويلفت إلى أنّ الحدّ الأدنى لسعر التذكرة في لبنان، يبلغ هذا العام 150 دولارا، في حين كان 300 دولار العام الماضي. ويضيف: «من المتوقع أن تنفد تذاكر البيع في دبي ومصر، في حين أن الإقبال ما زال خجولاً حتى الساعة على الحفلات في لبنان».
كلّ ذلك ليس مستغرباً، فبعد أن نجحت دبي في استقطاب أبرز المعارض الفنيّة والمهرجانات السينمائيّة، من الطبيعي أن تجذب هذا العدد من النجوم إلى فنادقها ليلة رأس السنة. فنانون لبنانيون كثر لن يتردّدوا ربما في الإعلان عن نقل أعمالهم بالكامل، إلى دبي، بعدما طال انتظارهم الفرج في بيروت.