العاصفة تبدأ غداً: هل من المستحسن البقاء في المنزل؟

اياً يكن اسمها، هي آتية. سوف يستفيق اللبنانيون صباح الجمعة، على الهزيز والزفيف. ما ان يحلّ الظهر، حتى يتغيّر لون السماء، وتتلبّد الغيوم، فتسكب على الارض امطاراً غزيرة. برق ورعد، لكن لا برد قارساً. أمواج بحر عاتية، لكن لا تسونامي. على الارجح، ستشرق الشمس في اليوم الثالث! لا داعي اذاً للهلع، ولا مبرر لفرط السعادة لأن ما ستحمله الايام المقبلة لن يكون خارجا عن “ادبيات” فصل الشتاء. مع ذلك، ثمة مخاطر قد تكون متربصة في “زوايا” البرّ والبحر، لا سيّما مع التأكيد بأن سرعة الرياح ستتخطى الستين كيلومترا في الساعة.

هذا ما يؤكده رئيس فرع التقديرات في مصلحة الارصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي رشيد يوسف، لافتاً في اتصال مع موقع النهار الى ان “طقس يوم الجمعة سيكون غائما جزئياً تتخله رياح قوية صباحاً، ليتحوّل عند الظهر الى غائم مع تساقط امطار مصحوبة بعواصف رعدية طوال النهار”. اما يوم السبت فتستمر الامطار والرياح الناشطة، مع احتمال انفراجات واسعة في بعض المناطق.
وعليه، يحلّ الـ “ويك اند” الكانوني عادياً… لكن ماذا عن سرعة الرياح؟ هل تشكلّ خطراً؟ يؤكد يوسف ان “من شأن هذه هذه الرياح القوية اقتلاع بعض الاشجار”، بيد انه يوضح ان “مرحلة الخطورة تبدأ مع تخطي سرعة الرياح المئة كيلومتر في الساعة”.
في المقابل، لا يخفي نائب رئيس “يازا انترناشيونال” جو دكاش ان “الرياح الآتية قد تتسبب بأضرار كبيرة ما لم يتمّ اتخاذ الاحتياطات اللازمة في مثل هذه الحالات”.
واذ يشرح “للنهار” ان “لكل بلد خصوصية مناخية ومعايير سلامة مختلفة”، يأسف لغياب الرقابة في لبنان في ظلّ استمرار عشوائية وضع اللوحات الاعلانية على سبيل المثال.
يضيف:” ان هذه اللوحات الاعلانية المنتشرة في كل مكان لا تزال تشكل خطرا حقيقياً على مستخدمي الطرقات، خصوصاً اذا ما اشتدت الرياح، او كانت موضوعة بطريقة لا تراعي مرور الهواء بداخلها”.
من ناحية اخرى، قد تتسبب “خزانات” المياه الموضوعة على اسطح البنايات، وعلى رأسها قديمة الصنع، بأضرار في حال طارت بعض اجزائها، خصوصاً اذا لم تكن مقفلة باحكام.
امام المواطنين اذاً مسؤولية اساسية للحؤول دون وقوع مصائب هم بغنى عنها. يشدد دكاش في هذا الاطار على ضرورة اغلاق النوافذ والستائر باحكام، وازالة كل القطع او الادوات المتروكة خارجاً. الامر عينه ينطبق على “الورش”، اذا يتوجب على العمال والمعنيين ازالة الاخشاب وقطع الحديد والى ما هنالك من ادوات ومعدات.
واذ يشرح دكاش ان اوزان السيارات ولا سيّما العالية منها تخفّ مع ازدياد سرعة الرياح، يدعو المواطنين الى القيادة بحذر وتمهلّ، “على الا يخرج المواطنون من منازلهم الا في الحالات الضرورية”.
وكما في برّه، كذلك في بحره. ينصح دكاش اصحاب المراكب البحرية باخراجها من الموانىء، او احكام ربطها، تحسباً لارتفاع امواج البحر.
نعم، قد تتسبب شدة الرياح بوصول الامواج الى الطرقات، يقول دكاش، ” لا سيّما على الاوتوسترادات الساحلية، وعليه يتوجب على قوى الامن الداخلي تحويل السير الى طرقات اخرى”.
وبانتظار هذه “الشتوة” الهوجاء، لم يصل اي تحذير من الجهات المعنية الى اصحاب المراكب البحرية، علماً ان كلّ عام يشهد على تحطم عدد من القوارب في موانىء مختلفة.
وعلى الرغم من الشائعات التي ترددت مؤخراً والتي تفيد بأن امواج البحر ستصل الى ارتفاع عشرين متراً، لم تشهد موانئ لبنان حركة غير طبيعية.
روجيه خليفة من منطقة جبيل، يصرّ على ابقاء قاربه في البحر. هو وكثيرون من “اهل البحر” لا يستندون الى “اخبار” الطقس الصادرة عن جهات مختلفة. “ميزان الضغط الموجود في منزل البحريين ابا عن جد أخباره أصدق لناحية توقعات الطقس”، يقول خليفة للنهار. برأيه، فانه “حتى لو وصلت سرعة الرياح الى 70 كيلومتراً، فهذا لن يهدد القوارب المربوطة بحبال كبيرة وقوية، علماً ان الأكثرية ممن يمتلكون مراكب بحرية قد اخرجوها منذ مدّة، ولم تبقَ إلا التابعة للصيادين الذين يسترزقون من خيرات البحر”.
لكن، يتنبه خليفة، “ما يخيف حقاً هو ما يعرف بالـ “شرد”، وهي الرياح الغربية التي تتخطى السنسول فتدخل من دون استئذان الى “المينا”، مفتعلة امواجاً عاتية قد تضرّ بالقوارب”.
خليفة واحد من الناس الذين لم يعودوا يصدقون ان عاصفة قوية قد تضرب لبنان. “ميشا” و”ألكسا” وغيرها ليست الا “شتوات” عادية ومألوفة في مثل هذه الايام، على حدّ تعبيره.

 

السابق
منى أبو حمزة: زوجي ينازع في رومية!
التالي
أصالة تصف إعلامية بـ«الحقيرة» و«الرخيصة»