
شارك آلاف المشيعين في جنازة الوزير الفلسطيني زياد أبوعين الذي توفي بعدما دفعه شرطي إسرائيلي بقوة وأمسك به من عنقه خلال احتجاج في رام الله بالضفة الغربية.
وفي جنازة عسكرية على وقع الطبول والمزامير، حمل رجال يرتدون الزي العسكري نعش أبوعين المغطى بالعلم الفلسطيني وساروا على سجادة حمراء في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.
ثم مر موكب الجنازة بالشوارع حتى وصل الى المقابر وأطلق البعض أعيرة نارية في الهواء.
وكان الوزير بين نحو مئة شخص يحتجون على التوسع الاستيطاني من خلال زرع أشجار الزيتون في احدى القرى حين أطلق جنود وأفراد من شرطة الحدود الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
وأعقب هذا صدام دفع خلاله شرطي إسرائيلي أبوعين بقوة وأمسك به من عنقه بقبضة يد واحدة.
وبعد دقائق ظهر على الوزير الإعياء وسقط على الأرض ممسكاً بصدره وتوفي وهو في طريقه للمستشفى.
وقبل وفاته بدقائق تحدث أبوعين لمراسلي التلفزيون بصوت أجش وبدا أنه يجد صعوبة في التنفس.
وقدم مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون روايات متضاربة عن نتائج التشريح المشترك لجثة أبوعين الذي شارك فيه الفلسطينيون والإسرائيليون والسلطات الأردنية.
وأظهر التقريران الطبيان الفلسطيني والإسرائيلي أن أبوعين توفي نتيجة انسداد في الشريان التاجي بسبب نزيف.
غير أن الطبيب الفلسطيني أفاد أن النزف نجم عن إصابة، وأكد نظيره الإسرائيلي أن هذا حدث على الأرجح بسبب التوتر.
وأشارت وزارة الصحة الإسرائيلية إلى أبو عين كان يعاني أصلاً حالة في القلب، وأن شرايين قلبه مسدودة بنسبة تتجاوز 80 في المئة.
وقال صابر العالول، مدير الطب العدلي الفلسطيني والذي شارك في تشريح الجثة إن “النقطة الأساسية أن الوفاة إصابية المنشأ وليست طبيعية”. وأضاف في مؤتمر صحافي بعد اجتماع طارئ للحكومة الفلسطينية أن “الاصابة بقوة نوعا ما في مقدمة الوجه أدت الى كسر للأسنان الأمامية وانزياحها وخلعها ودخولها الى التجويف الفموي في الغرفة الخلفية للفم وبمحاذاة لسان المزمار حيث توجد علامات تكدم في الجزء الخلفي من التجويف اللساني”. كما لوحظ “وجود تكدمات في منطقة العنق من الناحية اليمنى والناحية اليسرى، وكانت هذه آثار لضغط على منطقة العنق وكذلك وجود تكدمات في منطقة الغضروف الدرقي، مما يدل على أن هناك قوة استعملت على منطقة العنق. وتوجد علامات استنشاق ومرتجعات للطعام في المجاري التنفسية مع وجود علامات مخاطية”.
واشار العالول الى “تضيق في الشريان التاجي الأيسر النازل مصحوب بنزف للبطانة الداخلية للشريان، وهي من العلامات التي تصاحب حالات الكرب يعني الضغط والشدة، هي الإصابات التي ذكرناها في الوجه والعنق”.
وصرح وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد أن “الطبيب الاسرائيلي (الذي شارك في التشريح) لم يوقع بحجة عدم وجود ترجمة عبرية للتقرير”. غير أن “نتائج التحقيق تثبت أن من قام بقتل الشهيد زياد أبوعين هم قوات الاحتلال الاسرائيلي”.
وحمل الناطق باسم الحكومة الفلسطينية ايهاب بسيسو “مسؤولية قتل الوزير زياد أبوعين، وتالياً وبالتالي هذا جاء نتيجة النتائج الأولية للطب الشرعي الفلسطيني، وكذلك بمشاركة خبراء التشريح الأردنيين”.