نفّذت جبهة “النصرة” التهديدَ الذي كان أطلقَه أبو علي الشيشاني بالثأر، فقتلت الأسير علي البزّال، وهدّدت بقتل أسير آخر خلال فترة وجيزة، في تطوّر أطاحَ بكلّ الوساطات والمبادرات والمعالجات، وذلك ردّاً على الضربة الموجعة التي تلقّاها تنظيما “داعش” و”النصرة” على أثر توقيف طليقةِ أبو بكر البغدادي سجى الدليمي وزوجة الشيشاني علا جركس، في محاولةٍ منهما لرفعِ معنويات قواعدِهما التي أصيبَت بالصميم، ولتحسينِ شروطهما التفاوضية متّكئين على البَلبلة الداخلية التي سيُحدثها قتلُ الشهيد البزّال.
لا شكّ في أنّ هذا القتلَ سيطغى على كلّ الملفات الأخرى، لأنّه أدخلَ ملف العسكريين المخطوفين في مرحلة جديدة ساخنة تتطلب تحرّكات عاجلة لتطويق ارتداداتها على أكثر من صعيد، إلّا أنّ الدولة وبإجماع مكوّناتها ليست في وارد الرضوخ لتهديدات الإرهابيين، لأنّ أيّ تردّد أو تلكّؤ يعني انهيار هذه الدولة، خصوصاً أنّ الإرهابيين وفي اللحظة التي لمسوا فيها انتقالَ لبنان من موقع المتلقّي إلى الموقع المبادر قاموا بقتل البزّال، في محاولة لإعادته إلى الموقع المتلقّي والمتردّد، فيما هو ليس في هذا الوارد، بل على كامل الاستعداد للدخول في مواجهة تحفظ هيبة الدولة ومؤسساتها وتضع حدّاً لابتزاز الإرهابيين وترهيبهم.
وإذا كانت الوساطات تحرّكت مجدّداً وبقوّة منذ لحظة القتل، إلّا أنّ الحكومة زادت تمسّكها برفض أيّ تنازل أو مساومة، فيما الجيش اللبناني انتشر في البقاع منعاً لأيّ تطوّرات أمنية انتقامية، وعزّز انتشاره في طرابلس ومداخلها ومحيطها.
وقد نفى مصدر أمنيّ المعلومات التي تمّ تناقلها عن هجوم للمسلحين على مراكز للجيش في جرود عرسال، حيث اقتصرَت المواجهة على وقوع اشتباكات بين الجيش والمسلحين في الجرود، تخلّلها اطلاق قذائف مدفعية وقنابل مضيئة من قِبَل الجيش.
ومن المتوقّع أن يستأثر هذا التطوّر بكلّ الاتصالات السياسية اعتباراً من صباح اليوم، وفي هذا السياق أكّدَت مصادر قيادية لـ”الجمهورية” أنّ الأمور ستبقى تحت السيطرة في ظلّ الموقف الوطني الموحّد، وشدّدت على أن لا تراجع ولا تهاون ولا مساومة.
وفيما تناقلَت بعضُ وسائل الإعلام معلومات عن توجّه لتنفيذ أحكام إعدام بحقّ موقوفين إرهابيين، أشارت وسائل أخرى إلى نقلِ جمانة حميد ومسجون إرهابي آخر لم تُعرَف بعد هويته من السجن إلى مكان مجهول.