الشاعرة نوال الحوار: لا شيء يعوض عن الفقد

نوال الحوار
توقع الشاعرة والإعلامية نوال الحوار ديوانها الجديد "تغريبة الغزالة" في السابع من كانون الأول في جناح دار غوايات – معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، مركز البيال، بين الساعة السادسة والتاسعة مساء.

تأتي الشاعرة والإعلامية السورية نوال الحوار من بيئة خاصة طبعت في ملامحها ما يبدو كبحر من الحكايا والقصص. تعرف عن نفسها كشاعرة أولا ولا تنكر في الوقت نفسه مهنة الإعلام التي أحبتها وتركت من أجلها إمكانية التعليم في الجامعة بعد حصولها عاى دكتوراه في التاريخ من الجامعة اللبنانية في بيروت.

عاشت نوال الحوار في بادية الشام قبل انتقالها إلى المدينة، بيروت تحديدا، وعيشها كل تفاصيل المكان على حد قولها. كان ديوانها الأول “قهوة المساء” عبارة عن نصوص تفعيلة، ثم كتبت “القطا في مهب العطش”، نص نثري طويل، أرادت فيه أن ترمز وتشير إلى ملاحقة السراب. فطائر القطا موجود بكثرة في منطقتها. كما أن لهذا الطير بذاته أسطورة بدوية تقول أن القطا لا يطير مسافات بعيدة ، ويظل يطارد السراب ظانا أنه ماء الى أن يموت عطشا.

بقيت نوال الحوار بعدها لأربع سنوات بلا إصدار جديد، إلى أن كتبت وقررت نشر ديوانها الأخير “تغريبة الغزالة” والتي أهدته إلى شقيقتها المتوفاة. “عدم غزارة إصداراتي لا تعني بالضرورة أني لا أكتب.. أكتب ولا أزال محتفظة بنصوص ضمن ما يعرف بأدي الرحلات ونصوص لم أكملها”، تقول نوال الحوار.

وتتابع: “أحيانا الوجع يحرّض على الكتابة.. ومن هنا أتى ديواني الأخير. تغريبة الغزالة، تغريبتان، القصيدة الأولى أهديتها إلى أختي التي غرّبها أبي من بادية الشام إلى بادية نجد، هذه هي الغربة الأولى، والغربة الثانية هي وفاتها ودفنها في نجد في مقبرة وهّابية حيث لا تصعد النساء ولا تزور المقبرة بسبب عادات وهابية فاعتبرت أن هذه التغريبة هي التغريبة الأخيرة”.

نوال الحوار

القسم الثاني من الديوان يدور حول تغريبة البدو في محيط حماه وحمص ودير الزور. وتقول الحوار:” هم أيضا تغربوا ونزحوا داخل سوريا.. يمكن اعتبار القسم الصاني بمثابة حداء على المدن”.

وتتابع: “اما القسم الثالث فهو عبارة عن وتريات وشذرات الحب، القصص الجانبية على هامش الحياة في حياة كل أنثى”.

ترثي نوال الحوار في قصيدتها الاولى شقيقتها، لتبدو كما لو انها ترثي صورة عنها، وتعبر عن عاطفة هشة ونبيلة. لكن الشاعرة لا تعتبر أن الرثاء يمكن أن يشكل تعويضا. وتقول: “الفقد لا شيئ يعوّض عنه… هناك ما يصبّر عليه. ليس لي شقيقة أخرى، وفريال شقيقتي الوحيدة تزوّجت صغيرة في السن وعاشت لأكثر من عقدين في السعودية ولم نكن نراها. فقدها لحوالي ٢٥ عاما أي أني تعوّدت على فكرة الغياب، لكن هل صمتت عليه، طبعا لا بدليل هذا الصراخ على ثوبها وعلى أساورها وأولادها وقصرها الذي انطفأت أضواءه”.

وتضيف: “حتى أني أناجيها وأقول لها أحزان ماضيك.. حتى الحزن الذي عاشته في ماضيها يلاحقني. لا يوجد تعويض”.

وتصف شقيقتها بفائض من الحب: “فريال كانت صوفية ووجدانية وعرفانية… كتبت باسم مستعار. مكونة تكوين فلسفي جيد وقارئة وتحب شعري وكنا قد اتفقنا أن أكتب قصيدة لابنتها نور يوم زواجها.. لكن القصيدة كتبت حزنا عليها عوضا عن ذلك. كان لها مشروع أدبي، لو بقيت حية… كان من الممكن أن تكمل هذا المشروع”.

تتحدث نوال الحوار أيضا عن هويتها السورية وهويتها كابنة البادية. وعن وطنها تقول: “ما جرى في سوريا يخلو من العقل والمنطق والتفكير، أبيدت مدن وقرى ومات الآلاف بغض النظر عما إن كان الموتى من المعارضة أو النظام. كلهم سوريون ولم نستوردهم من الخارج”.

وتضيف:”الناس فعلا يجهلون سوريا … البيئة السورية بيئة متنوعة، الشامي مختلف عن الحلبي وأبناء الساحل مختلفون عن أبناء جبل العرب… أنا أشعر بانتماء كبير إلى سوريا كبلد، إنما تفصيل عاداتي وتقاليدي هو تفصيل قلبي. وبقيت القبيلة حاضرة في حياتي”.

كما تنفي نوال الحوار الفكرة الشائعة عن أن البدو بعيدين عن الحضارة، وتقول: “منطقتنا اسمها البادية لكنها عبارة عن مدن وحواضر، مدن عريقة فيها ارساليات وتنوع وثقافة. البادية تسمى بادية لأنها أرض قفار، لكنها تحفظ أفضل الصفات الخلقية والعادات. هو مجتمع محافظ على الإرث العام والتقاليد ولكن ليس مجتمعا متخلفاً قطعا… المرأة مثلا في البادية تركب الخيل تستقبل ضيوفها إسوة بأي رجل… نعم أنا جئت من أماكن غنية بالصور وهذا الفائض من الحنين هو ما زوّدني بتدفّق شعري”.

توقع الشاعرة والإعلامية نوال الحوار ديوانها الجديد “تغريبة الغزالة” في السابع من كانون الأول في جناح دار غوايات – معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، مركز البيال، بين الساعة السادسة والتاسعة مساء.

السابق
إرجاء محاكمة سماحة إلى 15 حزيران المقبل
التالي
«عامل»: 600 ألف خدمة للنازحين