الحريري يحسم: نادر إلى الحوار بلا السنيورة

كتبت “الأخبار” تقول : من المتوقع أن تبدأ التحضيرات للحوار بين تيار المستقبل وحزب الله اليوم، بعيداً عن دور للرئيس فؤاد السنيورة، فيما تابع الإرهابيون استهداف الجيش أمس في ردّ على ضرباته الأمنية الأخيرة، وتجميع الحكومة أوراق قوة لاستخدامها في المفاوضات بشأن العسكريين

يستمر التحضير للحوار المزمع عقده بين تيار المستقبل وحزب الله. وفيما حسم الرئيس سعد الحريري أمر تمثيل المستقبل بمدير مكتبه نادر الحريري بعد الحديث عن احتمال مشاركة شخصية ثانية قريبة من الرئيس فؤاد السنيورة، جرى الاتفاق أول من أمس على أن يكون الاجتماع بين الوزير علي حسن خليل والحريري خلال 48 ساعة، بسبب “زيادة التشويش كلما تأخر البدء بالحوار” بحسب مصادر المستقبل. ومن المرجح أن يجري الاجتماع اليوم للبت سريعاً بجدول الأعمال.

ولليوم الثاني على التوالي، صعّدت المجموعات المسلحة في جرود عرسال من استهدافها للجيش، وأدى انفجار عبوة أمس، زرعها الإرهابيون في الجرود إلى استشهاد الخبير العسكري المعاون محمود نور الدين، بعد استشهاد ستة عسكريين في كمين استهدف دوريتهم أول من أمس. ويأتي التصعيد الذي يمارسه الإرهابيون في إطار الردّ على الضربات الأمنية التي وجهها الجيش خلال الأسبوع الماضي، بعد اعتقال زوجة الإرهابي أبو بكر البغدادي “خليفة” تنظيم “داعش”، وزوجة الإرهابي أنس جركس الملقب بأبو علي الشيشاني وشقيقها. وأشارت مصادر عسكرية لـ”الأخبار” إلى أن “الكمين ليس عملاً عسكرياً خارقاً، بل استهداف طبيعي من الإرهابيين لدورية عادية”. وأضافت أن “الجيش لن يتوانى عن ضرب الإرهابيين أينما تمكّن من ذلك”. وقالت إنه “يمكن الحكومة أن تستفيد مما يحققه الجيش في سياق المفاوضات للإفراج عن العسكريين المختطفين”.
وليلاً، أكد الوزير نهاد المشنوق أن الأجهزة الأمنية تأكدت أن الموقوفة سجى الدليمي هي زوجة سابقة للبغدادي، وأن ابنتها هي ابنته أيضاً، بعد حصول لبنان على عينات من الحمض النووي للبغدادي من العراق، مشيراً إلى أن “الدليمي على علاقة بالتنظيمات التكفيرية”.
وفي تفاصيل اعتداء أمس، أن إحدى وحدات الهندسة في الجيش عثرت على عبوة ناسفة على طرف طريق ترابية بين وادي الرعيان ووادي عطا، سرعان ما انفجرت بمجرد اقتراب الخبير العسكري منها. ورجحت المعلومات الأمنية أن “العبوة كانت معدة للتفجير عن بعد في انتظار الهدف، وبمجرد اكتشافها جرى تفجيرها”. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطريق هي نفسها الطريق التي شهدت تفجيرات سابقة واكتشاف عبوات مزروعة فيها، وهي تعتبر ممراً بين نقطتي الجيش بين وادي الرعيان ووادي عطا، من الجهة الجنوبية لعرسال، وتشكل “خط تماس بين الجيش المتمركز من الجهة الشمالية للطريق ومن خلفه عرسال، وبين المجموعات الإرهابية المنتشرة من الجهة الجنوبية الشرقية”.
وتابع الجيش أمس استهدافه للمجموعات المسلحة في جرود السلسلة الشرقية، بالمدفعية والأسلحة المتوسطة والثقيلة. ونفذ عمليات دهم لعدد من الغرف الزراعية القريبة من مكان الكمين، وأوقف عدداً من السوريين واللبنانيين بهدف التحقيق معهم. كذلك استحدث نقاطاً جديدة في تلال مطلة على وادي حميد عند أطراف عرسال، وأخرى في جرود راس بعلبك.
وتوزّعت مراسم تشييع شهداء الجيش أمس بين البقاع والشمال. فشيعت بلدة حوش الرافقة في بعلبك جثمان الرقيب علي يزبك، وشيّعت بلدة بوداي المجند محمد سليم، وبلدة علي النهري جثمان الجندي مشهد شرف الدين. وفي الشمال، شيّع أهالي جبل محسن المجند محمد علي سليمان، وبلدة عيات في عكار المجند ربيع هدى، وبلدة حبشيت في عكار المجند علي محمد. واليوم، ستشّيع كفررمان الشهيد نور الدين.

اجتماع خليّة الأزمة
واجتمعت مساء أمس خلية الأزمة الوزارية برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السرايا الحكومية. وقالت مصادر اللجنة إن “أعضاء اللجنة أعادوا تقويم ما حدث في الأيام الماضية، وحصل استدراك للتطورات الأخيرة”. وأضافت أنه “تم التأكيد على ضرورة أن يكون هناك تنسيق أكبر بين الأجهزة الأمنية وأن يكون لديها تصوّر أدق”، وكشفت أن “أمير قطر على الرغم من تعاطيه الإيجابي مع الرئيس سلام، وإبدائه حماسة للدخول على خط الحل ووعده بأن يضغط على الأجهزة في تفعيل عملهم بهذا الملف، إلا أننا لم نر حتى الآن أية خطوة فعلية من جهته”.

وكان المشنوق قد أكد أن “التفاوض الرسمي يجري عبر اللواء عباس إبراهيم والوزير وائل أبو فاعور”، وقال: “نعمل مع الدولة القطرية، وحاولنا مع الأتراك لكنهم لم يتجاوبوا”. وأشار إلى أن “قطع الطرقات وتنفيذ أوامر الخاطفين لن يحرر المخطوفين”.
بدوره، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي إلى الالتفاف حول الجيش في المعركة ضد الإرهاب”. ونقلت مصادر اللقاء عن برّي “امتعاضه من التعاطي مع ملف العسكريين ووضع أكثر من طرف يده فيه بشكل غير مدروس، والاسترخاء مقابل الابتزاز الذي تتعرّض له الحكومة”. ورأى أن “تصرّف أهالي العسكريين شكّل نقطة ضعف للدولة”، والمطلوب هو “بدء البحث عن أوراق القوة التي تملكها الدولة، ومنها توقيف أشخاص لهم علاقة بالإرهابيين”. كما انتقد “الممرّات التي بقيت مفتوحة في عرسال والتي تؤمن للإرهابيين كل ما يريدونه، ولا يُخفى على أحد أن الوسيط القطري كان في كل مرّة يحمل معه مساعدات عينية ومادية”.
وفي الوقت الذي كانت فيه لجنة التواصل المكلّفة دراسة القوانين الانتخابية تعقد اجتماعها في ساحة النجمة، كان برّي يقول أمام النواب إن “القانون حتى لو اتفق عليه فهو لن يقرّ قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما اتفق عليه في جلسة التمديد”، مستغرباً “كيف صار هناك خروج عن الاتفاق المبدئي الذي انطلق منه عمل اللجنة وهو مناقشة المشروع الذي قدّمه النائب علي بزّي باسم الرئيس برّي، بعد أن أعلن النائب مروان حمادة أن الحزب الاشتراكي لا يزال متمسّكاً باقتراح الـ60 – 68 الذي طُرح من قبل تيار المستقبل والقوات”.

السابق
المؤتمرات الدينية: مواجهة التطرف تتطلب توفير العدل
التالي
نصائح خاصة بالمحجبات