باسيل من دكار: من يستعمل الله ليلغي مخلوقات أخرى ليس انساناً

إختتم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل زيارته الى دكار بمشاركته في حفل إستقبال نظمته سفارة لبنان في السنغال، بدعوة من السفير خليل الهبر وحضور وزير الداخلية السنغالي عبدولاي داودا ديالو وسفراء حاليين وسابقين عرب وأجانب معتمدين ومندوب لبنان الدائم لدى اليونسكو السفير خليل كرم وممثلي السفارة اللبنانية في دكار وممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ورئيس المؤسسة الاسلامية في السنغال الشيخ عبد المنعم الزين وممثل دار الفتوى الشيخ محمد عوض وممثل الارسالية المارونية الاب بسام عيد والوزير السابق فادي عبود والمدير العام للمغتربين هيثم جمعة والمستشار أمل أبو زيد وحوالي ألفي شخص من أبناء الجالية في السنغال.

وتوجه الوزير باسيل خلال كلمته الى السنغاليين واصفا “المناسبة بالجميلة خصوصا وأنها تأتي في إطار مشاركته في القمة الفرنكوفونية”. ولفت الى أن الفرنكوفونية مناسبة ثقافية وثروة تجمعنا. وشكر السنغال حكومة وشعبا لحسن الضيافة التي تقدمها للبنانيين ليندمجوا بسهولة بالنسيج الاجتماعي السنغالي.

ثم توجه الى الجالية اللبنانية وعبر لها عن سعادته لوجوده بينها. ورحب بالموجودين قائلا: “أنهم يلبون دائما دعوة لبنان عند ندائه لهم”. واعتبر أن المغتربين يعطون للبنان معناه الحقيقي، وأن دورهم اينما وجدوا يعبر عن معنى وأهمية بلد صغير مثل لبنان”.

أضاف: “ان تمكنهم من الاندماج في جميع المجتمعات التي تحتضكهم تبين أنها شعب غني بتنوعه وقادر على التأقلم مع أي وضع”.

وقال باسيل:”ان الشعب اللبناني قادر على التأقلم مع الظروف الصعبة في لبنان كما أنه يتأقلم مع كل المجتمعات، وان السنغال توفر لابناء الجالية الامان وفرص الحياة الكريمة، وانهم بدورهم اضافوا غنى على البلد عبر مساهمتهم بانعاش اقتصاده”.

وشدد “على ان السنغال ذات الاغلبية المسلمة تحتضن شعوب العالم كله بما فيها الجالية اللبنانية التي يناهز عددها الثلاثين الف نسمة. فهذا البلد يعطي نموذجا عن الاسلام الحقيقي لانه لم نسمع يوما ان مواطنا سنغاليا ترك السنغال وذهب للقتال في سوريا او مصر او ليبيا او انه تدخل في شؤون أي بلد آخر، فهذا البلد يعطي المثل لممارسة الاسلام الحقيقي بصورته البهية والمشرقة، وهو يقول للعالم بأسره أن الاسلام ليس متعلقا بممارسات بعض الإرهابيين التي لا تشبهه. نحن نشهد على مئات وآلاف الأجانب الذين يأتون من بلاد أخرى أوروبية أو عربية للقتال لكننا لم نعرف أن أحدا أتى من السنغال لأنه يوجد لديهم حرية معتقد، وفرصة للتعبير، وضبط لفهم الدين وممارسته، وتسامح بحرية المعتقد، لكن في الوقت نفسه لا تسامح بإعتماد الدين كوسيلة للاعتداء على الآخر”.وتابع:”أن أنماط التنوع والتفكير والممارسة والمعتقد عندما تكون مسموحة ضمن حدود إحترام الآخر، يتمتع عندها الشعب بالأمان كما انتم تتمتعون. ولكن عندما يلغى حق الإختلاف ويصبح الإعتداء على الآخر مسموحا، نرى أن الإنسان يعتدي على الإنسان الآخر ويقتله بسبب إختلاف الدين أو اللون أو بسبب إختلاف أي معتقد فكري، وهذا أخطر ما نواجهه”.

وإعتبر باسيل “أن الغنى الذي يتمتع به لبنان والسنغال هو أكبر برهان على أن البشر قادرون على العيش سويا رغم اختلافاتهم ومن دون أن يعتدوا على بعضهم”. وعبر عن سعادته لرؤية مساحات واسعة من الإعتدال الإسلامي والمسيحي والإنساني، أمام ظاهرة التطرف. وقال ان الإنسان الذي يستعمل الله الذي خلقه ليلغي مخلوقات أخرى بإسم الله ليس انسانا وليس بالطبع مسلما ولا مسيحيا”.

السابق
توقيف عصابة لترويج وتعاطي المخدرات في عكار
التالي
مراسم إستقبال جثمان سعيد عقل ودفنه في زحلة غداً