الحريري وحزب الله: لقاء الصورة

حسن نصرالله وسعد الحريري
رغم الشوائب الكثيرة في العلاقة ما بين الكتل والتيارات السياسية في لبنان، إلا أننا في لبنان، يبقى المواطن متأمل بفسحة أمل تضيء له بعض من نور حياته المتبقية، برغم من أن قرار الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل يعود إلى الاستيراتيجيات الإقليمية والدولية، إلا أننا نأمل خيراً.

قالت صحيفة “السفير” إن إطلالة الحريري شكلت مناسبة لقراءة الرسائل التي اختار توجيهها في هذا التوقيت السياسي. فكان واضحا منذ الدقائق الأولى لاطلالته التلفزيونية، في حاجته الى التخاطب المباشر مع جمهوره، وخصوصا في الشمال وعرسال، على خلفية الأحداث الأمنية الأخيرة وتداعياتها، غير أن الأهم من ذلك، هو إعلانه عن قراره بخوض حوار مفتوح مع “حزب الله”، على أن تكون وظيفته الأولى تخفيف الاحتقان السني ــــ الشيعي، فضلا عن البحث في السبل الهادفة الى ملء الفراغ الرئاسي، وليس البحث في أسماء المرشحين. واذا كانت اجابة الحريري بشأن اختياره توقيت المقابلة ضبابية، فان التوقيت بدا مرتبطا بمحاولة تهيئة قواعد “14 آذار”، وتحديدا جمهور “المستقبل”، مع بدء العد العكسي لجلوس كل من المعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” الحاج حسين الخليل والمعاون السياسي لرئيس “المستقبل” نادر الحريري وجها لوجه قبل عيدي الميلاد ورأس السنة، فور انجاز “أجندة” الحوار التي يساعد في وضعها معاونو الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. وكان لافتا للانتباه أن الحريري وضع في المدى المنظور سقفا لحوار لا يتخطى دور المعاونين السياسيين، جازما بأنه ما زال مبكرا جدا الحديث عن فرصة لقاء بينه وبين السيد حسن نصرالله “في هذه الفترة”.

وسجلت “السفير” للحريري أنه قدم قراءة نقدية لمرحلة لم يتحاور خلالها مع مكون اساسي في البلد هو رئيس تيار الوطني الحر ميشال عون. ومع اطلاق الحريري أول اشارة اعتراضية صريحة على تبني ترشيح عون لرئاسة الجمهورية ، بدا أن المواقف التي أطلقها “الجنرال” عبر “السفير” قد ارتدت عليه سلبا بمعايير “14 آذار”. ولوحظ أنه منذ بداية المقابلة حتى نهايتها، لم يتوقف الحريري عن اطلاق النار على انخراط “حزب الله” في الأزمة السورية.

وأيد الأستاذ حارث سليمان كلام الرئيس سعد الحريري الذي شخّص الوضع. حيث قال سليمان: «البلد غير سويّ، وليس بمقدورنا أن نُكمل على هذا النحو، البلد من دون رئيس جمهورية، ومؤسسات، وحتى من دون حدّ أدنى من اللعبة السياسية الطبيعية، ولا نستطيع أن نُكمل بلا قانون، وبلا دستور، ولا يمكننا أن نكمل والبلد مفتوحة على الأزمة السورية». أضاف سليمان: «لذلك دعا الرئيس سعد الحريري إلى الحوار، وعلى نوع من التفاهمات، حول قضايا محددة، تحدّ بعضاً من أزمة البلد. كما أنه بهذا الحوار يسعى الحريري إلى تهدئة الوضع، والاحتقان السنّي – الشيعي. والسعي إلى إمكانية إيجاد مرشح للرئاسة الجمهورية محايد. ويبقى الخلاف على المسائل الأخرى، كمشاركة حزب الله بالقتال في سورية، والسلاح ومسائل أخرى بما يسمّى ربط النزاع».

والسؤال هنا، هل حزب الله مدرك أن البلد غير قادر أن يسير بهذا الشكل، يقول سليمان. ويتابع: «من الممكن أن يكون مدرك وهو طبعاً غير معني بوضع البلد، لأن الوضع غير جيّد». ويضيف سليمان: «هناك شيء من المكابرة والاستقواء عند حزب الله إلى حدود الغطرسة، بمعنى أنه يمنحك بعض الأمل لتصل إلى ما يُريد وليس ما تريد المصلحة العامة، وكما عوّدنا حزب الله على ملامح الوجه البريء، ولكن على عدم الوصول إلى الاتفاقية المعقودة وفشلها بعدما يكون نزع عن كاهله بعض الحِمل».

أما القيادي في التيار الوطني الحر زياد عبس قال: «نتأمل أن يكون الرئيس سعد الحريري صادق في نيّته للحوار، ولا يتوقف الحوار في نفس المكان الذي وقف فيه في المرّات القادمة وطبعاً بإيعاز من البلدان الإقليمية». وأضاف عبس: «إن الأفرقاء مدركين للأمر خاصة أنهم يملكون تجارب سابقة ونحن أيضاً، وأضاف عبس: نتأمل أن يثمر هذا الحوار إلى ما يكون فيه مصلحة للبلد».

السابق
حسن اسماعيل.. عاش مقاوماً والطلقة الأخيرة في رأسه
التالي
الأفق مفتوح على حل مؤقت