
أسفرت انتخابات تونس النيابية الأخيرة التي جرت في 26 تشرين الأول عن فوز أحزاب مدنية غير إسلامية ومنها حزب آفاق تونس الذي حصل على ثمانية مقاعد. وفي بيروت التقى موقع جنوبية بالعضو في المجلس التأسيسي التونسي ريم محجوب وهي عضو أساسي في حزب آفاق تونس.
وتقول محجوب: “نجحنا في المجلس التأسيسي أن نصيغ دستوراً توافقياً بعد أن تنازعنا مع الإخوان المسلمين حول المرجعية القانونية، إذ طالبوا الإخوان أن تكون الشريعة الإسلامية هي المرجعية في حين أجرت الأحزاب الأخرى على مرجعية المواثيق والعهود الدولية ثم توصلنا إلى هل لقضية الهوية وأن الشرعية لأية حكومة تستمد من الشعب نفسه.وكان الهدف التوصل إلى كل هذا قبل الذهاب إلى الانتخابات، وفي الحوار الوطني جمعت كل الأحزاب، خرج حزب النهضة لكن كان هناك ضمانة من إطار جمع الاتحاد العام للشغل، المحامين، غرف الصناعة والزراعة ومنظمات صفوف الإنسان. هذا الإطار مارس ضغطاً على الجميع للوصول إلى حل متوازن. ثم ذهبنا إلى الانتخابات التي أكدت أننا نسير في الطريق الصحيح للديمقراطية. خصوصاً أن النتائج أظهرت أن حزب نداء تونس هو الأول على الرغم من أن حزب النهضة الإسلامي كان ممسكاً بالسلطة، وقد سارع النهضة إلى تهنئة الحزب الفائز مما أظهر تسامحاً من الجميع”.
وعن الخطوة التالية، تشير محجوب إلى انتخابات الرئاسة التي ستجري يوم الأحد المقبل في 23 تشرين الثاني 2014 سيكون لها تأثيراً واضحاً على مسار العملية الديمقراطية.
وتوضح: “الانتخابات التشريعية لم تعط لأي طرف أكثرية مريحة لذلك على أن طرف أن يتحالف مع آخرين لأننا بحاجة إلى إصلاحات عميقة، كما أن مشكلات المواطنين قد زادت في الآونة الأخيرة، ولسنا في وارد الدخول في نزاعات سياسية لا طائل من ورائها. لذلك نطرح فكرة حكومة توافق وطني”.
وحول تكاثر الحديث عن مشاركة الآلاف من التونسيين بالقتال إلى جانب المجموعات المتطرفة في سورية تقول محجوب: “لدينا معلومات أن نحو ألفين مقاتل تونسي في صفوف النصرة وداعش وأن الحكومة استطاعت منع نحو 9 آلاف شاب من الذهاب إلى سورية لكن علي توضيح مسألة وهي أن التهميش الاجتماعي والاقتصادي وغياب فرص العمل والتنمية البشرية دفعت الشباب إلى التطرف الديني وإلى المخدرات. لذلك من واجبنا الإسراع لإيجاد حلول اقتصادية واجتماعية”.
وحول دور المرأة التونسية المميز، توضح محجوب: “هناك 62 امرأة من أصل 217 عضواً في المجلس التأسيسي وقد دفعنا النقاش لإقرار التناصف في المجالس المنتخبة. ونحن ننطلق من المكاسب التي حصلت علهيا المرأة في محفظة الأحوال الشخصية عام 1956 أي قبل الدستور الذي أقر عام 1979، وفي زمن بورقيبة جرى التركيز على التعليم الذي كان إجبارياً، ونحن الآن نجني نننن ما تم زرعه في أواسط القرن الماضي حتى في الأوساط الريفية”.
وتعطي محجوب مثالاً عن قدرة المرأة التونسية، “إننا نقيس الدستور الذي أقر عام 2014، اقترح الإخوان المسلمين مادة دستورية تنص على أن المرأة تكمل الرجل، في حين كنا نطرح وندافع عن المساواة، يوم 13 آب 2013 خرجت كل نساء تونس إلى الشارع ورفعت شعار المساواة بين المواطنين والمواطنات، وضرورة تكافؤ الفرص ونبذ العنف وتطوير الحقوق المكتسبة. مما دفع الإخوان إلى سحب اقتراحهم. ونزيد: نعتمد على مجتمع مدني قوي ومساند وللمرأة مكانة عالية فيه وتختم محجوب: ما زلنا في مرحلة صعبة ونحن بحاجة إلى استقرار سياسي وحكومة مستقرة وأعتقد أنه لا مفر من الاتفاق مع النهضة لتحقيق الاستقرار المنشود”.
وآفاق تونس الحزب الذي تنتمي إليه محجوب هو حزب ليبرالي اجتماعي يرفع شعار الحرية، المساواة، التضامن المسؤولية والنزاهة.